18 ديسمبر، 2024 8:46 م

سيد اوباما … بالعراقي(خلي ايولن) فغايتك اسقاط  نظام الاسد

سيد اوباما … بالعراقي(خلي ايولن) فغايتك اسقاط  نظام الاسد

نحن نعلم ان امريكا تكذب وهي تعلم اننا نعلم ومع ذلك تستمر بالكذب والسبب لا اعلم اهو استهانتها بالعقل الشرق الاوسطي ام ان مجتمعاتنا بالحقيقة تندرج ضمن هذا المستوى المتدني من التعاطي مع حقها وحق تقرير مصيرها … ام ان امريكا بسبب قدرتها وعظمتها استطاعت ان تسيطر على هذا العقل وما يتناسب مع مصلحتها … أ الى هذه الدرجة اصبحت الاستهانة بوجودنا ككيان بشري مناط باكذوبات تترجم سذاجة المصدقين لها !!!!
وعجبي كل العجب من بعض المدعين للثقافة خصوصا تلك الاقلام التي تفسر الوجود الداعشي على انه ولادة حديثة من غير اصول… كفى اعتباطا بالطرح فقد وصل الاشمئزاز الحناجر .
كيف يسمحون لأنفسهم بركب موجة كذب كذب حتى تصدق الكذبة فإما انهم اغبياء او انهم عملاء .
نحن نعلم والكل يعلم من خلق القاعدة في افغانستان وما الغاية من خلق مثل هذا التنظيم المتطرف الذي صنع بخلط الاوراق الاسلامية لصناعة بعبع منحرف ينفذ الطموحات والاجندة الامريكية بيد تدعي انها اسلامية وكيف اصبح هذا التنظيم بعد فتره معادي للوجود الامريكي عندما احترقت ورقته كي تستفيد الولايات المتحدة من دخانها المتصاعد لاحتلال العالم تحت ذريعة مكافحة الارهاب!!!
وتلك الايام نداولها بين الناس …وها هي الفكرة نفس الفكرة ونفس الطموحات والغايات تعاد برسم جديد اسمه داعش …خلط الوان الحقيقة وتاه الاصل من الفصل…عندما ضهر بشكل غريب واستفحل بشكل اكثر غرابه في وسط متطرف … لا نعلم من اين بدأ وما هدفة ومن يدعمه ولماذا … شعارة اقامة دولة اسلامية وهو امر مستحيل… لا حدود ولا قوانين تحجمه …متغير على ارض الواقع مال اينما مالت الاجندة الامريكية والمصالح الإسرائيلية… هذه هي الحقيقة نعم فداعش بلا اب واضح كما كانت القاعدة بلا اب واضح لكن الاب ضهر بالنتيجة فالمنطق يقول ان لم تعرف ان تترجم سلوكيات شخص معين فانتظر النتائج هو من سيحدد ملامح الغاية فالأعمال بخواتيمها ونحن نعلم كيف تم الختم على نهاية القاعدة.
نعم فأمريكا تضحك على الذقون بداعش والغاية من حلف باريس هو اسقاط نظام الاسد وليس الحفاظ على دماء العراقيين… وهناك عدة نقاط ترجح كفة هذا الاحتمال فالرفض الروسي الخجول على لسان وزير خارجيتها بان التدخل بهذا الشأن لا بد ان يكون تحت اشراف اممي نعم رد خجول لان امريكا عرفت الطريق الصحيح للالتفاف على  الفيتو الروسي والدليل ما صرح به الامين العام للأمم المتحدة بان امريكا لا تحتاج تفويض لضرب داعش فهو تخويل صريح بان امريكا لها الحق بان تحلق بطائراتها في الاجواء العراقية والسورية والحجة التي هي اقبح من الفعل هو خوف امريكا وتحالف باريس على الاقليات في العراق والعملية السياسية  من داعش.
وبصراحة اجد ان الغاية الاساسية من خلق داعش هو ذريعة تحت الطلب لإسقاط نظام الاسد… فانا لن اقتنع ابدا ان امريكا لا تعلم بأصول هذا التنظيم ولا تعرف تحركاته ومن اين يأتيه الدعم فالكل يعلم كيف اصبحت احداث 11 سبتمبر ذريعة لمكافحة الارهاب بالعالم فهل تعتقد امريكا ان الناس سذج لهذه الدرجة؟
 فالعراقيون يذبحون في كل يوم … الا تكفيكم مذبحة سبايكر للتدخل؟؟؟
ام ان الوقت غير مناسب لتنفيذ الاجندة بصورة متكاملة في حينها؟؟
اين انتم عندما كبر دور وسيطرة داعش في سوريا؟؟
وفي صحراء الانبار والموصل؟؟
وهل ان تهجير المسيحيين وبعض الاقليات مع احترامي لكيانهم سببا اكثر وجاهة من ما حدث في قاعدة سبايكر؟
والنكتة بالموضوع ان تقريرا امريكيا يسلط الضوء على واردات داعش والتمويل الذي يحصل عليه من بيع نفط العراق وسوريا يصل الى عشرة ملايين دولار يوميا وسعر البرميل خمسة و عشرون دولار للبرميل والسؤال الذي يتبادر للذهن اين يباع هذا النفط وكيف؟
خصوصا ونحن نعلم ان هناك معاهدات دولية تنظم عمل المبيعات للثروات الوطنية وخصوصا النفط فمن هو المستفيد من شراء النفط بهذا السعر؟
والاموال كيف تصل لهم وعن طريق اي بنوك؟
ومن له القدرة على مخالفة المواثيق الدولية؟
سأختصر عليك الوقت واجيب …. امريكا واسرائيل.
اذن هناك مردود اقتصادي لأمريكا واسرائيل من وجود مثل هذا الكيان الداعشي في مثل تلك المناطق اما السبب الاهم هو الحجة والذريعة التي تخول الولايات المتحدة بإسقاط النظام السوري من خلال البوابة العراقية وحلف باريس مقدمة لهذا المشروع والدليل عدم دعوة ايران لهذا الاجتماع لان امريكا تعلم ان المصالح المشتركة بين النظام السوري والايراني والروسي… بالإضافة الى انه ايران مشارك فعلي على ارض الواقع من خلال الجماعات المسلحة الشيعية في سوريا والعراق ولبنان … لأنها من باب تريد تحجيم الدور الايراني في العراق خصوصا بعد ان بات الامر واضحا من خلال زحف الجماعات الشيعية المسلحة في المناطق السنية فهي لا تريد لميزانها الاعور ان يتخلل وتخسر التواصل السني معها حتى لا تنهار العملية السياسية الحديثة الولادة وفشل مشروعها الديمقراطي والدليل على ذلك التصريحات الاخيرة للقيادات السنية بانها على استعداد لمقاتلة داعش بالاشتراك مع القوات الامريكية وما تسرب عن ان الامريكيين يجرون الاتصالات مع قيادات بعثية وجماعات مسلحة قاتلتها في السابق لضمان عودة التوازن بالنفوذ بينها وبين ايران.
اما عن الموقف التركي فهو موقف ماكر بعدم مشاركتها باجتماع باريس وسأجسده بنقطتين مهمتين بعيدا عن السرد والتحليل لأنه بحاجة لمقال لوحدة.. اولهما اعطاء اشارة واضحة على ان تركيا تمثل القيادة الاسلامية وانها تتعامل بشكل معتدل حتى مع التطرف السني.. وثانيهما  الكبرياء العثماني بإظهار صورة للعالم بان تركيا تريد اعادة الامجاد العثمانية وانها لا تتحرك بإرادة الاخرين بل بقرارات منفردة وسيادية تعكس العظمة التي تحاول ان تعود لها في ما مضى من سالف الزمان اوقات الامبراطورية العثمانية الا انها قد ارسلت اشارات واضحة على انها ستسمح للقوى الدولية المتحالفة بان تستخدم اجوائها لضرب الجماعات المتطرفة ومن جانب اخر ابدت استعدادها لاستقبال الاخوان المسلمين على اراضيها وفي ذلك بعد استراتيجي على المدى القريب يترجم حقيقة الدور الذي ستلعبه تركيا في المنطقة
وعلى الصعيد السعودي الغريب ايضا والخطاب الجديد الاكثر غرابة من دولة انبثقت اغلب الجماعات المتطرفة من رحمها عندما اعلنت عن مكافحة التطرف الديني وتغيير مجرى التعاطي مع الملف الدبلوماسي العراقي حيث ابدت استعدادها لفتح سفارة في العراق بعد استضافتها لوزراء الخارجية العرب باجتماع جدة برعاية امريكية … بالإضافة الى تسهيل كل الامكانيات لتحالف باريس لتنفيذ مشروعة الغير معلن بشكل كامل فظاهرة القضاء على داعش وغايته الحقيقية اسقاط نظام الاسد والدليل فتح تلك المعسكرات التدريبية للمعارضة السورية  (المعتدلة ) حسب قولهم على الاراضي السعودية .
كل تلك المعطيات تشكك في النوايا الحقيقة من تحالف باريس بضرب داعش فقط وان لا يتطور الامر الى ما هو ابعد من ذلك بالتمركز حول سوريا بقطعات عسكرية  وجهود ميدانية من المعارضين للأسد بالإضافة الى قواعد الطائرات والاجواء الجوية ذات المساحات الواسعة وعلى اكثر من جبهة والتي ستكون جاهزة لبدء ساعة الصفر بتغيير مجرى السيناريو من داعش الى الاسد… لان مصلحة اسرائيل وامريكا تتمثل بالدرجة الاولى في القضاء على هذا النظام لانه حلقة الوصل بين ايران وحزب الله الذي يمثل خطر حقيقيا على اسرائيل وامنها …فلو كانت الغاية الحقيقية من هذا الحلف هو القضاء على داعش لكان الاحرى به التحرك منذ فترة طويلة عندما تمكن هذا التنظيم من بسط نفوذة على مناطق شاسعة من سوريا والذي اصبح عقبة كبيرة بوجه المعارضين السوريين … وللتوضيح اكثر فان ما صرح به احد الناطقين باسم البيت الابيض من تهديد للنظام السوري بعدم تعرضه للطائرات الامريكية وهي تحلق في الاجواء السورية لتسديد ضربات لداعش لهو اكبر دليل على الغاية الغير معلنة بان هذا الحشد الدولي موجة للنظام السوري وان لم يكن هذه الاحتمال وارد بكل تفصيلاته…  نذهب الى  تفسير اخر لما يجري حيث يتبين لنا ان فرض حضر جوي على مناطق في سماء سوريا تابعة للنظام وتهديد الاخير بعدم التعرض لمقاتلات الحلف سيكون له مردود سلبي على الواقع العسكري لقوات الاسد والذي سينعكس بصوره ايجابية على الواقع في الارض للجماعات المعارضة المقاتلة ضد الجيش السوري واذا ما ربطنا هذه النقطة بتحركات السعودية وتركيا من دعمهم وتدريبهم للجماعات المسلحة المخالفة للنظام يتبين لنا ان الامر يصب في ترجيح الاحتمال القائل بان غاية تحالف باريس هو تضييق الخناق على المنظومة العسكرية بشرعنة دولية لاسقاط الاسد.