26 نوفمبر، 2024 11:30 ص
Search
Close this search box.

صبحي الطفيلي..رمز الاعتدال في الخطاب الوطني اللبناني

صبحي الطفيلي..رمز الاعتدال في الخطاب الوطني اللبناني

 على اطفاء نيران الحروب والاقتتال كلما حاول البعض اشعال اوارها او تحريك عجلة الدمار لتحيل لبنان الى معلم للدمار والخراب والى واحة يحاول البعض ان يخل بأمنها واستقرارها، ليحولها الى متاريس حرب العقائد والشعارات التي ما انزل الله بها من سلطان، وكان الرجل المعروف بنبل مقاصده كثيرا ماحذر اللبنانيين من ان يقعوا في فخ الطائفية والمذهبية ودعاهم الى تجنب اشعال نيرانها، لأن الكل في لبنان سيكون خاسرين، ولا احد ينتصر في حروب طائفية ومذهبية كهذه لاتبقي ولا تذر.

ولو تمعنا في مضامين خطاب هذا الشيخ الجليل يوم الثلاثاء الرابع من أيلول في مقابلة مطولة مع قناة الحدث لوجدنا ان خطاب الرجل ساده الصراحة والوضوح  والجرأة التي اعتاد عليها الرجل في كل توجهاته ، وكشف الملفات على علاتها والخفايا على الملأ، بكل صراحة الرجل وشعوره الوطني العالي المسؤولية لأدركنا كم يقطر هذا الرجل وطنية وغيرة وحرصا على شعبه وأمته العربية والاسلامية، وهذه هي مواقفه منذ عقود من السنين لم يخرج  الرجل عن طور الاعتدال والوسطية والحديث بروح التسامح والمحبة ويعمل كل ما من شأنه ان يعزز وشائج الروابط بين المسلمين فيما بينهم ومع الطوائف الاخرى، ليعيش الجميع في أمن وسلام ووئام ومحبة وتعايش مجتمعي سليم يبتعد كل الابتعاد عن نيران ايقاد الأزمات او إشعال فتيل حروب لاتبقي ولاتذر.

فما احرانا نحن العراقيين الذين عميت بصائرنا وبصيرتنا كما يبدو ، ان نرتقي الى خطاب هذا الرجل الكبير في علمه وأخلاقه وتوجهاته ونبل مشاعره ، لنعيش جميعا اخوة في الدين والمصير والوطن وان نبتعد عن مشاحناتنا المذهبية الكارثية التي لم يجني منها العراقيون غير خراب بلدهم ، ولم يحصدوا من حروب داحس والغبراء وحرب تمدير المدن والتحشيد الطائفي المقيت الا الويلات والمصائب العراقيين بين القبائل.

ويبقى لبنان وعلماءه وكبار منظريه وفقهائه المحترمين بالنسبة للعرب قبلتهم الاولى في التعايش والتاخي والخطاب المتوازن المعتدل المتسامح ويبقى خطاب هذا الشيخ الجليل مدرسة في الخطاب الوطني الذي ينبغي على كل العراقيين وحتى اللبنانيين تمثل قيمه ومبادئه السامية واخلاقه الفاضلة ، وهو يعد خارطة الطريق الموصلة الى السلام والاستقرار والطمأنينة والى نبذ الحروب والفتن والمؤامرات وحروب الكراسي والمناصب، وتبقى كل القوى الوطنية العراقية بحاجة الى مراجعة سريعة للذات تتنازل فيها عن بعض غطرستها وكبريائها الفارغ و(تفرعن) البعض منها خارج كل القيم والاعراف، واوصلت الحياة في بلدها الى جحيم لايطاق ، أن يظهر بين جنباتنا من يسعى الى إشاعة روح التسامح والوئام ، وننهي حروب الاجندة الطائفية والمذهبية وحروب النيابة عن الاخرين وحروب التحشيد الطائفي والمذهبي التي تسير بالبلد الى الهلاك والدمار وضياع مستقبل الاجيال، وعلينا ان نقتدي بتلك الرموز الرائعة التي ترفع رأٍس كل طامح الى الخير والفضيلة الى السماء.

أحدث المقالات