22 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

إمارات إسلامية أم دول طوائف

إمارات إسلامية أم دول طوائف

عاشت الدولة العربية في الأراضي اليبيرية 800 عاما حتى طغت أشبيلية وقرطبة على كل المسميات الجغرافية التي سبقت ذلك بالآف السنين , فقد صار لدولة الأندلس حضارة وقيما ودينا أستهوى السكان الأصليين , حتى بعد أن تحولت لدويلات ممزقة لعبت بها النزعات العدوانية وهجرت مسلميها من اليبيرين خاصة, وهم يحملون الأسلام بقلوبهم , فقد وجدوا فيه كل ما يحلم به الأنسان من معتقد وتعامل , أن أحد الأسباب المؤلمة لسقوط الوجود العربي ضعف الروح القومية وإنشغال الأمراء بالبذخ واللهو . والأكثر من ذلك ميلهم للأجنبي أكثر من ميلهم لبعضهم , إنها حالة تشبه ما عليه دولنا العربية حاضراً . ولأن الدويلات صغيرة لا تقوى على صد العدوان صار الطموح بها سهلا , لذلك خلال سنوات  تم مسح الوجود العربي بقوة البطش والتنكيل , أن الذين يهمهم الدين  من الحركات المتأسلمة المتكاثرة كالفطر الآن , و الذين يفكرون بدولة الأسلام وإلزامية الهجرة الى حيث النواة المزعومة , يضربون تواجد المسلمين بالصميم ويتركون البؤر المعادية للاسلام  تمرح  بل يعطون لأنفسهم تفسيرات غير منطقية البت .
كيف لهم ان يحاربوا أعداء الاسلام وبؤرهم  المضللة وهم صنيعتها لهذا تراهم يتمددون طولا وعرضا هنا وهناك والدول التي تطبخ مطابخها  ما يسمى تجفيف منابع الارهاب تتفرج بتشفي , أن الرد المناسب لتمزيق وحدة التراب العربي وفك الارتباط القومي الذي هو مصدر قوة هذه الامة وسلامة ديمومتها هو خلق الكونتانات ولو باسم الأمارات الإسلامية .
قبل شهر تقريبا أعلن البغدادي أمارته في الارض العراقية السورية حيث صار له وجود أرضي , وبعد معركة المطار في بنغازي أعلنت فصائل أنصار الشريعة أمارة إسلامية أخرى , ومن يدري ربما غدا ,بعد غد يعلن الآخرون من الفصائل المتأسلمة أمارات اسلامية أخر والسؤال مَن مِن هذه الأمارات الصحيحة , وهل غدا يشد البغدادي رحاله ويهاجم الأمارة التي تنافسه الخلافة ,أم يجزء الخلافة ويعددها , أن مفهوم الخلافة الإسلامية هو خلافة الأمة  كما حصل حين تمرد معاوية على خلافة الإمام علي بن ابي طالب(عليه السلام)   وكانت معركة صفين , أم يجد لنا  علماء السلطان والداعين اليها جهارا سوقا إسلاموية مثل السوق الأوربية المشتركة مثلا.
للتذكير يوم خرج مسيلمة الكذاب مدعيا النبوة رأى المسلمون أن محاربته تأخذ الأسبقية الأولى , وكان ما كان , أم أن البغدادي وزمرة رجال الدين الذين يقدمون فتاواهم بمدحه ونصره ,ستتفتح قرائحهم بفتوى كفتوى نكاح الجهاد , اللهم إلعن من يُريد خراب المسلمين ويحل دمهم وينتهك عرضهم , ولا تجعلنا نفكر طويلا بقولك الكريم  : كنتم خير أمة أخرجت للناس  !.

أحدث المقالات