اتصل بي احد أعز الأصدقاء من خارج العراق ..صديق أكن له الحب والأحترام في آن واحد وقلما أفعل ذلك …فهناك من ا حترمهم من الأصدقاء ولكنني لاأحبهم ، وهناك من أحبهم ولكن لاأحترمهم لأسباب كثيرة بخلاف صديقي وجاري العزيز جدا ( ….) فسألني كيف الوضع عندكم في العراق ؟ قلت زفت مزفت !! فخنقته العبرة وبكى .
الحقيقة شعرت بذنب لايوصف اذ كيف اصدم صديق عمري بالحقيقة وألقيها هكذا على مسامعه جبلا ، كان يتوجب علي الترفق به قليلا لأن الحقيقة أمر من العلقم ولكن ما باليد حيلة .
افترشت بعدها خارطة العراق وتساءلت سواء حصل المالكي على الولاية الثالثة أم لا… جاء بديله الجلبي أو الزبيدي أو الشهرساتي أو عبد المهدي أو الجبوري أو أي مخلوق على وجه الأرض من داخل العراق أو خارجه فكيف تراه سيصلح شأن العراق ؟ كيف سيعيد بناء ما دمرته الحرب ؟ كيف سيعيد الألفة الى القلوب المتنافرة ؟ .. البسمة الى الشفاه العبوسة ؟ …كيف سيتعامل مع عشرات الملفات الشائكة ؟ ..كيف سيوقف الحرب أم تراه سيتسمر بها على نهج من سبقه ؟ كيف سيتعامل مع المفسدين وسراق المال العام ؟ كيف سيكبح جماح الميليشيات الأجرامية التي تقتل على الهوية ؟ ماذا تراه صانعا لأيتام العراق لأرامله لعوانسه لمهجريه لنازحيه لمرضاه لجياعه لمعتقليه لمهاجريه ؟ لاأظن ان شيئا سيتغير اطلاقا وبالبغدادي الفصيح ( نفس الطاس المزنجر ونفس الحمام المعفن ) .
لاأكتمكم سرا مزقت خارطة العراق التي اصدرت في ثمانينات القرن الماضي فصرخ احدهم بوجهي من بقايا الوطنيين الأحرار وما اقلهم اليوم في العراق أتمزق خارطة العراق الحبيب ؟!قلت نعم اليوم وغدا يافلان لأن تلكم الخارطة اصبحت قديمة لعراق كان موحدا عفى عليها الزمان ومن الآن فصاعدا ستطبع بدلا عنها خمس خرائط جديدة لعراق جديد كل واحدة منها تمثل كيانا هزيلا يسمى دولة تستعين بالمحتل الدولي والأقليمي لتدمير جارتها يحكمها رئيس وزراء ورئيس جمهورية – تيك أوي – سيلصقان على الكرسي حتما حتى تقسيم المقسم الى خمسة أجزاء جديدة ، ثم انشدت قائلا : موطني موطني الوباء والبلاء والشقاء والغلاء في رباك في رباك . اودعناكم.