اعلنت الحكومة العراقية اليوم دخول قوات تركية الى اراضي البلاد دون طلب او اذن معتبرة ذلك خرقا خطيرة لسيادته ودعتها للانسحاب فورا.
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بان صحافي اطلعت على نصه “أيلاف” السبت “تأكد لدينا بان قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الاراضي العراقية وبالتحديد محافظة نينوى بادعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب او اذن من السلطات الاتحادية العراقية وهذا يعتبر خرق خطير للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا”. وشدد على ان “السلطات العراقية تدعو تركيا الى احترام علاقات حسن الجوار والانسحاب فورا من الاراضي العراقية”.
وجاء التأكيد الرسمي هذا لدخول قوات تركية الى الاراضي العراقية بعد ساعات من اعلان مسؤول عسكري عراقي ان ثلاثة افواج للقوات التركية قد وصلت الى معسكر باطراف مدينة الموصل الشمالية للمشاركة بعملية تحريرها التي باتت قريبة جدا حسب القادة الميدانيين .واشار المتحدث باسم قوات الحشد الوطني محمود سورجي ان الافواج الثلاثة التي وصلت الى معسكر زليكان المحاذي لمدينة الموصل مزودة باسلحة ثقيلة بضمنها دبابات ومعدات عسكرية ثقيلة حيث تتواجد قوات كبيرة من متطوعي الحشد الوطني .وأكد السورجي وجود بوادر لقرب انطلاق عملية تحرير الموصل داعيا الحكومة المركزية إلى دعم معسكر الزلكان الذي يضم أكثر من ثمانية آلاف متطوع.
تركيا تقر أرسال كتيبة تضم 20 دبابة لقرب الموصل
واشارت تقارير تركية الى ان أنقرة بعثت كتيبة من جنودها إلى ناحية بعشيقة في ضواحي مدينة الموصل العراقية إلى جانب حوالي 20 دبابة. وقال مصدر أمني تركي أن عدد الجنود الأتراك يبلغ عدة مئات على الأقل مشيرا إلى انهم أرسلوا إلى هناك لتقديم خدمات تدريب للقوات العراقية في قضاء الموصل وإن الدول الأعضاء في التحالف ضد تنظيم “داعش” بقيادة ألولايات المتحدة على علم بهذا التحرك. واوضح قائلا “إنهم هناك في إطار عمليات تدريب دورية.. دخلت كتيبة واحدة إلى المنطقة”.. مضيفا ان ما بين 20 و25 دبابة وصلت إلى بعشيقة مع مجموعة من العسكريين.
ومن جانبه أكد الخبير الامني العراقي هشام الهاشمي أن ما ارسلته تركيا هو مساعدات اغاثية وكرفانات للمتطوعين من ابناء الموصل مشيرا إلى انها لم ترسل قوات قتالية ولاصحة لتلك المعلومات. واضاف
في تصريح صحافي ان اعداد المتطوعين من ابناء الموصل المسجلين رسمياً هم 8200 شخص بعلم الحكومة المركزية وتم تدريب وتخريج 4 الاف عنصر وصرف رواتب وتسليح لـ1032 عنصر منهم .
احراج العبادي
وخلال اليومين الماضيين تسببت تصريحات مسؤولين اميركيين باشراك قوات برية خاصة لمقاتلة تنظيم “داعش” بإحراج لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يسعى لدعم دولي في الحرب على تنظيم بسبب معارضة قوى عراقية شيعية موالية لإيران لتواجد هذه القوات.
وقد شدد العبادي في بيان الخميس الماضي على عدم حاجة العراق الى قوات برية اجنبية منوها الى ان الحكومة العراقية ملتزمة بعدم السماح بتواجد اية قوة برية على ارض البلاد ولم تطلب من اية جهة سواء اقليمية او من التحالف الدولي ارسال قوات برية الى العراق . واضاف ان الحكومة العراقية “تؤكد موقفها الحازم ورفضها القاطع لأي عمل من هذا النوع يصدر من اية دولة وينتهك سيادتنا الوطنية وسنعد ارسال اية دولة لقوات برية قتالية عملا معاديا ونتعامل معه على هذا الاساس”. واكد “موقف الحكومة العراقية الثابت الذي اعلنته مرارا بانها طالبت وتطالب دول العالم والتحالف الدولي بالوقوف مع العراق في حربه ضد ارهاب داعش وذلك بتقديم الاسناد الجوي والسلاح والذخيرة والتدريب حيث أكدنا على ضرورة زيادة فاعلية الدعم الجوي للقوات العراقية وملاحقة عناصر وقادة عصابة داعش الارهابية على الحدود وفي الصحراء وايقاف تمويلهم وهو الطلب الذي استجاب له الجانب الأميركي على ان لايتم القيام بأي نشاط الا بموافقة الحكومة العراقية وضمن السيادة العراقية الكاملة”.
وجاء موقف العبادي هذا بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما إن قرار بلاده بإرسال الولايات المتحدة مزيدا من القوات لمحاربة تنظيم داعش في العراق لا يعني “غزو العراق على غرار غزوه عام 2003 بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء”. وأضاف أوباما في مقابلة مع شبكة “سي.بي.إس” الاميركية قائلا “لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك”.
وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أعلن الثلاثاء الماضي عن عزم بلاده إرسال قوة خاصة الى العراق مشيرا الى ان “هذه القوات سيكون بمقدورها بمرور الوقت تنفيذ غارات والإفراج عن رهائن وجمع معلومات الاستخبارات وأسر زعماء داعش”. كما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الأربعاء إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يؤيد مساعي أميركا لإرسال حوالي 200 من أفراد هذه القوات للعراق .. موضحا بالقول “نتحدث عن قوات قتالية برية وليس للعمليات الخاصة”.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته الكاملة على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 اثر انهيار تشكيلات الجيش العراقي امام تقدمه لاحتلال المدينة التي يقطنها حوالي مليوني مواطن.