في بعض الاحيان يدخل البشر بعلمٍ او من دون علم ٍنظاماً آلياً يلتقي به مع الحيوانات. فمثلا ،الدكتاتور الوحش يتخلى عن عقل الإنسان ليمارس غريزة القتل الحيوانية حين يتصور نفسه ذئباً او تنيناً.
خلال اللقاءات والبرامج الرمضانية شاهدتُ وسمعتُ الكثير من الكلام السياسي الرث على شاشات الفضائيات وفي اجتماعات البرلمان ومجلس الوزراء.. بعض القادة من الحكام والسياسيين والبرلمانيين والمحللين وحتى بعض الفنانين الذين شاركوا في البرامج السياسية التلفزيونية يتحولون الى ببغاوات يكررون كلمات ( أجندة خارجية .. حكومة شراكة .. حكومة اغلبية .. ارهاب دولي .. الاحتلال الامريكي..الولاية الثالثة .. الأقلية .. الأغلبية .. داعش ..كاعش.. راعش..) وغير ذلك من الكلام المتكرر بصورة ببغاوية. إذا سألهم مقدم البرنامج التلفزيوني لا يجيبون وإن أجابوا فإجابتهم غير كافية ولا شافية . نسمع بينهم خلافات كثيرة بلا حلول .لا توجد بينهم لغة مشتركة.
هناك انواع مختلفة من البرلمانيين والسياسيين العراقيين : نوع ثرثار ونوع آخر يتفرج على الثرثرة .. نوع يحب الببغاء ونوع يقلده . أغلبهم يعتقد أنهم أعقل الناس وأحسنهم وأجملهم .. لكنهم لا يعلمون أنهم أقل كفاءة من الببغاوات .. !
كما هو معروف أن الببغاء متعددة ألوان الريش . تشع بالحيوية.. لها منقار سميك معقوف . بعض المتحدثين من السياسيين العراقيين الجدد والبرلمانيين خصوصاً تزينوا بأزهى ألوان الملابس الاوربية من قمصان وأربطة وأحذية .. بعض المتحدثات وضعن حجابا مغزولا بأجمل ألوان الببغاوات وفي أصابعهن محابس الذهب والماس ..يظهرون على الشاشات بأجمل حلل الببغاوات وهم يصدرون اصواتا مكررة وثرثرة صاخبة .. جالسين على كنبات ليس لها مثيل او نظير في القصور الملكية الاوربية .. يقلدون الببغاوات في (تكرار) الكلام من دون تجديد او ابداع او معنى او مغزى سوى الظهور بمظهر (الكمال الجسماني) ..! الفرق الوحيد بين كثير من البرلمانيين المحبين للظهور على الشاشات وبين الببغاوات هو أنهم يكررون 30 – 40 كلمة أو مصطلح في كل لقاء بينما العلم البيولوجي الحديث في ألمانيا اثبت أن الببغاء تكرر 800 كلمة يومياً..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قيطان الكلام:
*مشكلة الحياة السياسية في بلادنا ان السياسيين العراقيين الجدد لم يرثوها عن آبائهم بل تعلموها من الببغاوات..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 27 – 7 – 2014
