أنت لديك ملفات ضد خصومك “خصومك الممتنعين عن التصفية أو الاغتيال فلقد ” تفهّمناك” وانت تهدّد لأنّنا نعلم وأنت تعلم أنّ السياسة قذرة عندما تنشأ وسط بيئة قذرة يتداولها أيدي قذرة , دوليّة كانت أم مناطقيّة ما دامت تدور في فلك الطائفيّة واستغلال الدين , لذلك طالما حملت تهديداتك “بالملفات” الاعذار والمبررات معها , لكنّك أن تحتفظ بملفّات ضدّ شعبك فهذا هو الاجرام الخلقي والسياسي إن صحّ التوقّع والسقوط المريع بعينه , فمنذ متى كان هنالك رئيساً في العالم كلّه يهدّد شعبه بمحو ذاكرته من الوجود وجعلها أثراً بعد عين إن فقدت المنصب سيادة رئيس الوزراء ! .. أورد لنا التاريخ السياسي القريب نماذجاً من هذا الّذي أنت تقوم به لكن آثاراً تعود لبدايات البشريّة تقوم جنابكم بتفجيرها بحجج داعش وغيرها على أرض الحضارات يشكّل سابقة إجراميّة دوليّة أنت يا سيّد المالكي من يقودها وبتوجيه من جهات دوليّة تسعى لتحطيم ذاكرة العراق قبل محوه من الوجود .. نعم , فانت رجل “متديّن” بانتمائك لطائفيّة مصنّعة ومن مثلك وامثالك فقط من يمكن أن يصدر عنهم مثل هذه النكات القدريّة , الدهريّة , وعن طريقكم أنتم المتديّنون قسّمت السودان واقتطعت فلسطين فقد مرّ على العراق غزاة وحوش يمتطيهم وباء الالتهام , لكنّهم لم يلتهموا ذاكرة الزمن العراقي , أبقوا عليها .. برابرة البرامكة منعوا المأمون إتلاف الأهرام في مصر وحذروه , وقيل أنه هو , وهو “الدمويّ” أعرض عن إلحاق أيّ ضرر بها بل سجّلت له أوّل ظاهرة تحسّس لماضيه العميق بعد رؤيته الأهرام , بحسب تقديري السبب .
الرئيس في فتح أبواب ترجمة تراث الفلاسفة والأقدمين من الاغريقيّة وغيرها إلى العربيّة حتّى وصل حبّ التهامه لعلوم الأوّلين أنّه فرض لصاحب كلّ كتاب مُترجم للعربيّة ما يعادل وزنه ذهباً ! .. أمّا أنتم الطائفيّون , سيّد المالكي وأضرابك , تهر جلودكم العلوم فلا تطيقونها , فلقد كان من مثلك متديّنون , كآل سعود مثلاً , تعمّدوا محو ذاكرة مكّة والمدينة بمحوهم معالم البيئة الّتي نشأ من وسطها الاسلام , فأخذوا على عاتقهم محو آثار بيوت النبي ودار الارقم وحُجًر “غرف” أمّهات المؤمنين ودار أبي الدرداء وبيت خديجة وبيوت الكثير من الصحابة بحجج لا يتعامل بها إلاّ الجهلة , فالنبي نفسه لم يوصي بهدمها ولا أحد من الصحابة ولا حتّى يزيد قاتل الحسين نفسه فعلها ولا غيرهم , فقط آل سعود مجهولوا الهويّة من فعلها ! وهي دلالة وعي وثقافة عاليين كان يتمتّع بها جميع من مرّوا في ذاكرة التاريخ الاسلامي إلاّ آل سعود ودينهم الوهّابيّ الجديد وأنتم الطائفيّون , كذلك لم نقرأ يوماً أو مدوّن في موروثنا الحضاري أنّ مسلما ما عبد تلك الآثار الّتي هدمها آل سعود .. وانتم سيّد المالكي .. صحيح أنّنا لا نمتلك دليلاً مباشراً يدينك بوقوفك خلف تفجير مرقد التبي يونس , والحبل عالجرّار مثلما يقولون , لكنّنا لم نجد أحداً مستفيداً من هذا التفجير سواك ! فقد ألهب التفجير حفيظة الشيعة “أعداء يزيد” فباتوا قلقين على مقدّساتهم لم يساورهم قلق مثله ولا حتّى زمن المستتعصم بالله ! , واثار غضب الموصليّون ضدّ “داعش” وأفسح لك الدرب لأمكانيّة تحرّكك المناسب لكسب ولاية ثالثة , خاصّةً وهناك قائمة تهديم , لا إعمار ! تطول , بحق الكثير من المعالم الأثريّة وأضرحة الأولياء مرشّحة للتفجير تقف على رأسها الآن منارة “الحدباء” ! فالتمسّك بالكرسيّ يستأهل التضحية بآثار العرب والمسلمين جميعاً ! .. ومّما يؤيّد الشكوك حولك انّ مصدر فكرة التفجير هو نفسه من فكّر بتفجير الامامين العسكري , وهو نفسه من فكّر بتفجير البرجين أو استوحى الفكرة عنه , وخاصّة لمن يحرص على “الدجاجة الّتي تبيض ذهباً وياقوتاً وألمازاً وجواهر نادرة أندر من جواهر ولآلئ تاج كسرى ذو الخمس والعشرين كيلوغرام نفسه .
صدام حسين سبق وأن أعلنها صريحة : ( الذي يريد استلام العراق عليه أن يتسلّمه تراباً ) يعني لا آثار ولا يحزنون ! .. وأنت قلتها بوضوح أكثر وأكثر تلخيصاً وببلاغة نادرة مع أنّك لم تعمّر شيئاً للعراق ولم يرتفع في عهدك الميمون طابوقة واحدة فعلى الأقل صدأم ما بني في عهده أنتم الان ترتعون بجزء بسيط منه , فقلت : ( ليش هوّه أحّد يكدر ياخذهه حتّينه ننطيهه ) ! .. كما ويخيّل لنا أنّ ذاكرتك تحتفظ بمثل شعبي مصري معروف : الحيّ أبقى من الميّت .