طلب مني ولدي أنْ أشتريَ له زوجاً من الحمام الزاجل، وزوجاً آخرَ من الحمام الهنداوي الأبيض ؛ استهوتني هذه الهواية بعده ، فشاركته لأجل إدامتها المحدودة بقفص في حديقة بيتنا المتواضع ، وذلك لكيلا يقال عني (امطيرجي) ، فلم أسمح لولدي أن يطلقها في السطح لتطير ، كما هو معتاد لدى(المطيرجيه) ؛ رضيت ورضي ولدي بهذه القسمة الضيزى على هذه الطيور البهائم ، المرضية لنا نحن البشر .
الذي لاحظته على هذين النوعين من الحمائم؛ إنَّ الزاجلَ يتلاقح مع الزاجل ، والهنداوي يتلاقح مع الهنداوي ، فلم أشهد ولادات من غير هذين النوعين المتباينين في القفص ، منذ أن جنيت هذه الطيورعبر خمس سنوات إلى اليوم .
هذه الملاحظة ؛ قادتني اليوم إلى التفكير الجدي إزاء طبائع الحيوانات ؛ هل هي تستجيب وتتآلف مع الواقع المعاش .. هل هي تستطيع قبول الآخر المختلف عنها سيكولوجياً ، وإن شابهها فسيولوجياً ، أم إنها تقولبت على إرثها الغريزي الذي لم ولن تحيد عنه البته !!!؟
والحالة هذه ؛ فقد شهدت محافظة الأنبار ومحافظة نينوى وفاد الدواعش إليها منذ أكثر من سنتين ، ومازالت تتعايش معهم .. تتصاهر بفتوى (نكاح الجهاد) .. تشاركهم في الجرائم المنظمة وغير المنظمة .. تهدم قبور الناس الميتين الذين لاحول لهم ولاقوة .. تتطاول على الآثار التاريخية .. تهدم المساجد .. تهدم مراقد الأولياء والصالحين .. تفجر قبور الأنبياء !!!؟
والدواعش قوم مختلفون سيكولوجياً .. عقائدياً .. مذهبياً .. ديموغرافياً ، وجوههم لاتشبه وجوه الموصليين ، ولاتشبه وجوه الأنباريين .. لحاهم المحشوّة بالقمل والبراغيث .. شواربهم الحليقة كأنها فروج العاهرات .. سراويلهم الفضفاضة كأنها أسوات قوم لوط .. أيديهم الملطخة بدماء نحور الأبرياء وأكف السرّاق بهتاناً وزورا .. قضبان فروجهم المتعفنة بدماء البكارات المغتصبة في وضح النهار .. جيوبهم الممتلئة بالسحت والحرام .. بطونهم المحشوّة بالقاذورات والعفن .. عقولهم المكتظة بالجريمة والدم والبارود والوقاحات والقتل والسلب والنهب والإعتداءات وخرائط بني صهيون الممهورة بمكائد اليهود .. نفوسهم المحتقنة بأحقاد بدر الأمويّة وحسد بني العباس الطامعين وعمالات آل سعود المشبوهين .
هؤلاء القادمون إلينا من ما لا ندري أين ؟!!! يتعايشون اليوم في حواضن نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى .. يأكلون ويشربون وينكحون ما طاب لهم ويلوطون . فأيّة ولادات ننتظر في العراق من الآباء الدواعش .. أي رجال مستقبل سيقودون هذه المحافظات العراقية العربية المسلمة في المستقبل الآتي ؟!!!
وإني لأتساءل دائماً ؛ أين أبناء وبنات (كحاب الميدان) ؟!!
رأيت الجواب جليّاً واضحاً ؛ عندما تسلق البعثيون الصدّاميون مقاليدَ السلطة في العراق عامي 63 & 68&79، كذلك أنا سأرى الجوابَ جليّاً واضحاً لمستقبل عراقنا الداعشي الجديد !!!