اذا كان من الصحيح القول :
بان الزوج هو ربُّ الأسرة ، وهو عمود خيمتها ، فانَّ من الصحيح أيضا القول :
بأن الزوجة هي صمّام الأمان في سلامة مسيرة الأسرة وبُعْدِها عن الارتطام بما يعيق حركتها الصحيحة .
-2-
من هنا جاء التركيز عن وجوب اختيار الزوجة الصالحة .
ومن الواضح ان الدور المركزي للزوجة الصالحة هو الضمان في وصول الأسرة الى مرافئ السعادة والاطمئنان .
-3-
وربما جازف بعضُ الشبان وخالف مقتضيات البحث عن (الزوجة الصالحة)، معوّلا على قدرته في التغيير، ونقلها الى رحاب الطاعة والالتزام، واذا بهِ يكتشف بعد حين، أنه تأثّر بها وانحرف بدل أنْ يؤثر فيها..!!
وكاتب السطور يعرف شاباً كان من أكثر الشباب التصاقاً بالقيم الدينية والأخلاقية ، ولكنه بعد الاقتران بزوجة لم تكن تُماثِلُه في كان عليه من التمسك بأهداب الدين والاخلاق ، انقلب على الأعقاب ، وعبر الى الضفة الأخرى ..!!
-4-
ونحن لانريد ان ننفي قدرة بعض الرجال على احداث النقلة النوعية في حياة زوجاتهم نحو الأفضل والأصلح …
ولكنننا نحذر من المغامرات غير المدروسة والتي قد تؤدي الى نتائج عكسيّة باهظة الثمن .
-5-
والتجارب الحياتية أثبتت نجاح العديد من الزوجات الصالحات في التأثير على أزواجهن باتجاه الاستقامة والعودة الى رحاب الالتزام والطاعة .
ولقد قرأت في بعض كتب الأخلاق :
(ان امرأة من الصالحات كانت اذا خرج زوجها للكسب ،توصيه بهذه الوصّية النافعة :
إياك والحرام ، فانّا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار )
ما أعظم هذه المرأة الصالحة … وما أروع قولها لزوجها :
(إنّأ نصبر على الجوع ولا نصبر على النار )
وزوجها لايختلف عنها بحال من الأحوال ، فكما روّضت نفسها على احتمال الجوع والضنى، عليه ان يروّض نفسه على ذلك باجتناب الحرام .
ان الضيق لايدوم ، وَلَسْعَة الجوع ليست شيئاً قاتلاً، وإنْ كانت مرّة المذاق .
أما نار الله الموصدة ، التي تطلّع على الافئدة، فانّها ليست عَرَضاً زائلاً، ومن الذي يقوى على تحمل لهيبها ؟!
ان وقودها الناس والحجارة – كما قال القرآن –
وهكذا يبقى لهذه الكلمات رنينُها المدّوي في سمع الزوج، وهو يخرج من دارِهِ في الصباح متوجها للبحث عن (لقمة الحلال) التي لايرضى بغيرها مهما كانت ان لم تكن سائغة مشروعة …
ان القليل من الحلال لايعادله الكثير من الحرام .
وأين الجنة من النار ؟
وهكذا يبرز الدور الايجابي للزوجة الصالحة في التحفيز والتحريض على نزاهة المكسب من الشوائب والحفاظ على الثوابت الشرعية والاخلاقية .
وأين هذا ممن تكلّف زوجها شططا ، ولا يهمها مصدر المال فليكن ما يكون ، وانما المهم ان يشبع حاجاتها المتجددة ، ويلبي رغائبها المحمومة..!!
-6-
ان الله سبحانه وتعالى يقول :
(ياايها الذين امنوا قُوا أنفَسَكُم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
التحريم /6
فليست وقايةُ النفس وحدها هي المطلوبة ، وانما المطلوب وقاية النفس والأهل جميعاً .
وهذه المسؤولية المهمة ، يُتسامح فيها الآن على نحو مؤسف ، لابل ان بعض الآباء والأمهات يصدّون أولادهم عن الصراط السويّ، ويزينون لهم الانخراط في صفوف الزائغين عنه ..!!