لماذا الان يستغرب الكثيرون ، مما تقوم به جماعات داعش او ما يعرف بالدولة الاسلامية ، من ممارسات بحق المسيحيين او الاقليات الاخرى من الشيعة والشبك ، او غيرهم ، من الاقليات الدينية في الموصل ؟، هل جاءوا بافكار جديدة ام هم يطبقون ما موجود في كتب مشهورة وتدرس في الجامعات العراقية وفي الجامعات العربية والاسلامية ؟ ، وهي كتب تحظى بالاحترام ، واصحابها يعاملون على انهم من مفكري الاسلام المعاصرين ، هل اطلع احدكم على كتابات عبد الكريم زيدان ، في مؤلفه الضخم احكام الذميين والمستامنين ، وكيفية تعامل الدولة الاسلامية اصحاب الكتاب من اليهود والنصارى ، من لم يطلع ، فعليه ان يراجع هذا الكتاب ليعرف ان داعش واخواتها ، لم ياتوا بجديد ، بل هي تطبق حرفيا ما موجود الى يومنا هذا في كل كتبنا الفقهية ، السنية والشيعية ، واذا كان الشيعة قد جمدوا هذه الاحكام ، لان العصر هو عصر غيبة الامام ولاتطبق الحدود او الاحكام الابوجود دولة اسلامية شرعية بقيادة الامام المعصوم ، فان هذه الاحكام مازالت موجودة ، في المدونات الفقهية ، في غالبيتها ، المشكلة نجدها عند اهل السنه ، فهم لم يقوموا للان بنقد مذاهبهم ، ولا الروايات التاريخية التي تتحدث ، عن وقائع واحاديث تنسب للنبي محمد ( ص) ، عن تصرفات بعيدة عن التسامح الذي يعرف به النبي ، وبعض هذه الاحاديث تخالف القران ، واغلبهم مازال يرى في كل غزوات المسلمين على انها فتوحات اسلامية ، تحظى بشرعية دينية ، وان ماغنمه المسلمون من مال ونساء واطفال من غير المسلمين ، غنائم حرب شرعية ، لاتعد سرقة او نهبا لمال حرام ، هذا المنطق ، لم يتصد له احد ، بل نرى كثيرا من الكتاب من يمجد هذه الحقب ، ويعدها من تاريخ الاسلام الزاخر بالنصر والرفعة ، والجهاد في سبيل الله ، كيف نريد من الجماعات السلفية ان تترك كل هذا التاريخ ، وان تجتهد بالتعامل الانساني ، وهي تقرا كل هذا التمجيد والتعظيم لخلفاء وقواد الحروب الذين لايملكون اية مواصفات غير مواصفات الاغارة على بلدان امنة ، لم يسلم ملكها ، حين دعي للاسلام ، اننا جميعا كنا نقرا هذا التاريخ ، في كتب التاريخ في المدارس ، وكلنا شعرنا بالزهو والفخر بهذا التاريخ الحافل بالانتصارات على اعداء الله ، والذي حولنا الى دواعش ، دون ان ندري ، والفرق ان بعضنا طبق ما قرأه ، اما الاخر فكان صامتا ، مؤيدا لما يقرا ، ولم يصدم الا حينما وجد التطبيق على ارض الواقع .