مما لا شك فيه ان العراق يمر بمخاض عصيب لا يعلم احدا كيف سيخرج منه فشماله الكردي ما فتيء يهدد بالانفصال كلما اختلف مع حكومة بغداد التي هو جزء منها
ووسطه السني الممتد من حدود ايران الى حدود سورية والاردن اصبح خارج سيطرة بغداد التي تحكمها المليشيات بعد ان تبخر جيشنا فلم يبقى فيه الا حفنة ضباط تهدلت كروشهم واثقلت النجوم كواهلهم وسلموا امرهم لضباط الحرس الثوري ليقودوا المعارك نيابة عنهم
وجنوبه منبع الثروات يشقى ابناءه بسوء الخدمات وفساد الادارات والانشغال بالمواكب الحسينية والزيارات والقبول بشظف العيش مقابل اوهام حب الحسين عليه السلام والظفر بشفاعته يوم القيامة
واصبحت البلاد نهبا لكل طامع ولكل قصد خبيث
في مثل هذه الاحوال تنتفض الدعوة الى التصدي لداعش باعتبارها اس البلاء ولا صلاح للناس الا بحربها ولا خلاف في ذلك فقد عانى العراق منها ومن سلفها القاعدة ما عانى
ولكن كيف يكون الطريق
هنا خرج علينا هؤلاء الراقصون عندكل بلاء لينصبوا انفسهم روادا وقادة لحرب داعش فصاروا يركضون وراء كل سراب
داعش اليوم عدو في ظاهرها لكل دول العالم وكل له مصلحة في التصدي لها وتجنيد من يرتضي لنفسه هذا الدور
فهذا شعلان الكريم وحليفه احمد عبدالله كانا اوائل المسارعين لتقديم الخدمات للمالكي وبعد بضعة ملايين استلموها عادوا خائبين فلا جندوا مقاتلين ولا اعادوا الملايين
ثم انبرى اثيل النجيفي ليعلن تشكيل كتائب التحرير ليتبعه بعد ذلك اخوه
ثم انبرى رافع وبعد صولات في الفضائيات ليفاوض الامريكان ليكون قائد تحرير الانبار
وعلى جبهة اخرى احتار البعث اين يمضي فقط تحالف مع داعش ونسى في تحالفه كل ارثه الفكري وطروحاته القومية ليكون جزء من دولة خلافة اسلامية لا يؤمن بها اصلا بل حارب فكرها طوال عمره البائس
وفي ظل البعث وفي عهده ترعع السعدي والضاري والرفاعي لينتصب كل منهم مفتيا اليوم يروجون للثورة والثوار دون ان يفكر احدهم ان يكون معهم وفي خندقهم لتكون لفتواه قيمة ولعلمه اثر على قوم جعلوا هيئتهم الشرعية هي صاحبة القرار دون اعتبار لاي عمةٍاو عقالٍ
واقف انا اليوم المواطن البسيط ابحث عن صاحب عقل وخطة وتدبير لينقذنا من هذا البلاء الذي اصاب العراق بين ذباح وراقص في المأسي والاتراح
وبعيدا عن الشكوى اقول هذا الذي اصاب العراق لا تنفع فيه مثل هذه المعالجات البائسة لانها تمنع الناس عن الفعل السديد والعلاج الناجع وادعو كل هؤلاء الراقصين الى التوقف وترك طموحاتهم الدنيئة والاجتماع على خطة وبرنامح فيه اصلاح الوضع كله
رئيس جديد وحكومة راشدة وبرنامج جديد وايقاف الفساد والانحراف وشراكة في القرار
الى هؤلاء الراقصين صراعكم في بغداد لاصلاحها قبل التفكير في نينوى والانبار
هلا ينبري القادة الى اجتماع طويل بعيد عن الالقاب والبروتكول ليشخصوا المشاكل والاخطاء ويضعوا العلاج للداء وما داعش الا واحدة من اعراض هذا الداء