السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبّل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم
لا شّك إنّكم تخوضون معركة سياسية شرسة , تداخل فيها الحقد والغدر والتآمر على استحقاقكم الانتخابي , ولا شّك إنّكم تستقتلون من أجل هذا الاستحقاق الذي منحكم إياه أبناء شعبكم من خلال صناديق الاقتراع , ولا أحد يعيب عليكم تحالفاتكم السياسية التي ستدعم هدفكم في الوصول إلى رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة القادمة , وفي نفس الوقت هنالك استحقاق وطني ومطلب شعبي يتمّثل في رغبة أبناء الشعب العراقي في الخلاص من المحاصصات الطائفية والقومية التي فرضها الإحتلال الأمريكي والتي أوصلت البلد لهذا الحال الذي نحن فيه , وها نحن اليوم أمام حدث سياسي هام يتطلّب منكم أن تقفوا عنده بشكل جلي , هذا الحدث يتمثّل في ترّشح النائب الدكتور مهدي الحافظ لرئاسة الجمهورية , ودلالات هذا الحدث لا تتمّثل في توّفر الفرصة الحقيقية للخلاص من المحاصصات البغيضة فحسب , بل إنّ أهمية هذا الحدث تتمّثل بإعادة الوجه العربي للعراق , والذي من شأنه أن يساهم بعودة العراق إلى محيطه العربي .
وفي جوّ يتعامل فيه الجميع من خلال الصفقات السياسية , لا بدّ أن يكون موقفكم الوطني الأصيل واضحا ولا لبس فيه , ورسالة يفهمها الكرد قبل غيرهم , وهذا الموقف ينحصر في نقطتين هامتين , الأولى هو أن يتعهدّ التحالف الكردستاني والمرّشح للرئاسة أن يكون مخلصا للعراق ووحدته , ورافضا لكل دعوات الانفصال التي تطلقها القيادة الكردية , ورافضا كذلك لكل السياسات والاجراءات التي قامت بها قيادة مسعود البارزاني في احتلال كركوك والمناطق المتنازع عليها والسيطرة على آبار نفط كركوك , وكذلك إيقاف تصدير نفط الإقليم دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد , وإيقاف التجاوز على الدستور العراقي والسيادة الوطنية , والنقطة الثانية أن يتعهدّ التحالف الكردستاني بكل مكوّناته قبول مرشح الكتلة الأكبر المتمّثلة بائتلاف دولة القانون وعدم الممانعة في توّلي السيد نوري المالكي رئاسة الحكومة القادمة , وفي حالة رفضهم لهذه الشروط ينبغي عليكم أيها الأخوة أن تتصرفوا بما يمليه عليكم الواجب الوطني , وتنزعوا ثوب الخضوع وتتصرفوا بما نصّ عليه الدستور , وليس التوافقات الكاذبة , وتعلنوا عن تأييدكم للدكتور مهدي الحافظ في أن يصبح الرئيس الجديد للعراق , فهذا الموقف البطولي ستتذكره الأجيال جيل بعد جيل , وستسجله صحائف التأريخ بأحرف من نور .