بغداد (رويترز) : قال رئيس وزراء العراق نوري المالكي الذي يتعرض لضغوط متزايدة ليتخلى عن محاولته الفوز بفترة ثالثة في منصبه إن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد.
وأضاف في كلمتة الأسبوعية إلى الأمة يوم الأربعاء أنه يعارض أي تدخل خارجي في الأمر في اشارة على ما يبدو إلى ايران إذ قال مسؤولون إيرانيون إن طهران تعتقد أن المالكي لم يعد قادرا على الحفاظ على وحدة بلاده وإنها تبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددالمسلحين .
ومن جهته كشف مصدر مسؤول في كتلة “الأحرار” العراقية التابعة للتيار الصدري، عن سحب إيران دعمها التقليدي لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، وإبلاغ أطراف التحالف الشيعي بضرورة اختيار شخصية مناسبة للمنصب، وحملت إيران المالكي مسؤولية تزوير رسائل شفهية نقلها من طهران إلى باقي أطراف التحالف تتحدث عن دعم الأخيرة له. وقال المصدر “السفير الإيراني أبلغ التحالف الوطني بزيف الرسالة الأخيرة التي نقلها المالكي لهم من أن طهران حريصة على ترشحه مرة ثالثة لرئاسة الحكومة خلال اجتماع جرى قبل يومين ضم المالكي وقيادات التحالف”. وأوضح المصدر أن “طهران بدت غاضبة جداً من موقف المالكي الأخير الذي أحرج المرجعية الدينية برفضه طلبها في التنحي ومن ثم نقل رسالة شفهية من قائد فيلق القدس، قاسمي سليماني، لقادة التحالف يبلغهم أن إيران ترى في المالكي صمام أمان للشيعة في العراق وعاملا مهما لديمومة الانتصارات في سورية.
وأشار إلى أن “قادة التحالف اكتشفوا زيف تلك الرسالة بعد استفسارهم من سليماني نفسه كما اكتشفوا زيف رسائل أخرى من شخصيات نافذه في النظام الإيراني”، مؤكداً أن “إيران أبلغت التحالف بشكل رسمي أن المالكي لم يعد ضمن حساباتها الخارجية ويمكن للتحالف البحث عن بديل له بشرط أن يحافظ على ديمومة العلاقات بين البلدين دون أن تميّز بين كتل التحالف أو تحدد الشخص البديل من أي كتلة”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن “إيران تتعاون مع الفصائل العراقية المختلفة للاتفاق على بديل للمالكي لتشكيل حكومة جديدة في بغداد لكن هناك قلة من المرشحين المناسبين”.
وفي أول تعليق على تصريحات المسؤول الإيراني، قال المتحدث باسم تيار “الإصلاح الوطني” إحدى كتل التحالف الشيعي، توفيق الكعبي، “اختيار رئيس الوزراء سيكون قريباً جداً”، موضحاً أن “التحالف الوطني يأمل بتسمية رئيس الوزراء خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة وستكون شخصية ذات قبول من الأطياف العراقية الأخرى”.
من جهته، أكد عضو كتلة “الأحرار” النيابية، رياض الساعدي، أن “كتلة المالكي لا تزال متشبثة بالسلطة وتسعى بجهد لعدم تمرير مرشح غير المالكي لذا سنضطر إلى الذهاب بعيداً عنه وتسمية مرشح التحالف الرسمي خلال جلسة البرلمان الخميس المقبل”.