القراءة للأحداث المتصاعدة على الساحة العربية وتطوراتها الدراماتيكية على الساحة السورية والعراقية والاوضاع المتأزمة في ليبيا ومصر واليمن والحرب الشعواء على غزة ، خيوط مترابطة مكملة لبعضها في اتجاهات تحركاتها و هوية من يقف خلفها بتطبيق سيناريوهات متشابهة في توقيتاتها وشخوصها، الغطاء المزيف لافتعال تلك الازمات يستند على عناوين الاصلاحات السياسية او تأسيس الديمقراطيات على ارض المنطقة ولكن وفق مفهوم و المقاسات الامريكية من خلال ( الفوضى الخلاقة وصولا الى خارطة تقسيم شرق الاوسط الجديد ) ، توضحت الصورة ولاتحتاج الى التوصيفات الإنشائية للمقالات الصحفية اوسجالات الحورات السياسية على القنوات الفضائية المحصورة بالأماني والطموحات كأننا نقرأ مادة في كتاب الوطنية سابقا ، الجميع في المنطقة وعلى الخصوص الدول العربية لا تمتلك الا الصمت الرخيص واللامبالاة الساذجة في انتظار الادوار المرسومة لها بالتتابع لتعيش حالة الفوضى والدخول في اتون لعبة الموت والقتل المجاني و فقدان السلم الاهلي والاحتراب الداخلي على اسس طائفية وعرقية واثنية ، وهنا لابد وقفة قصير عن المستفيد من ولوج المنطقة بكاملها في دوامة الموت والنار لازهاق الارواح ودمار البلاد والعباد… ؟، نرى اليوم دولتيين للسودان والدعوة متصاعدة ولها حقائقها على ال ارض الواقع بأقامة الاقاليم الانفصالية القبلية في ليبيا والمناداة والحراك المشتعل بشطر اليمن الى شمالي وجنوبي والانقسام الفلسطيني الحاد بين حماس وفتح والاستقطاب بين الاحزاب الاسلامية وعلى رأسها ( الاخوان) في مصر وتونس مع احداث دامية يومية والصراع السياسي الدائم في البحرين والانقسام الطائفي التضادي المتنوع في لبنان ومشروع تفتيت والقضاء على الدولة السورية بأستنزاف قدراتها البشرية و العسكرية الدفاعية ودمار وتخريب بناها التحتية ، والدعوة العلنية لتقسيم عراقنا لاقاليم عرقية وطائفية ومحاولة ادخاله في حرب اهلية ، رغم ان الغبرة المؤامرة لم تنقشع بعد ولكن يقيناً لايمكن للاعداء تنفيذ اجنداتهم لولا ركوع وخنوع بعض دول الخليج لقوى الاستعمار الجديد وتبنبها تحقيق اهدافه بالمساعدة في خلق ادواته الجديدة المتمثلة بالجماعات التكفيرية الدموية ودعمها المباشر بالفتاوي والتخريض والتمويل المادي والعسكري واللوجستي الضخم ، والمساندة الاعلامية بتسخير وسائلها الهائلة الامكانات لتمرير مخططاتها باطلاق ابواقها المسعورة في فضائيات الفتنة والاقلام المأجورة بنث سم الطائفية المفيتة ليلا ونهارا لتعميق التفرقة والانقسام والكراهية بين ابناء شعوب المنطقة ، بذلك حقق اولئك الحكام من عرب الهوية وخلال ثلاث سنوات ما عجزعنه الاعداء وعبر مؤمرات استعمارية خلال قرن من الزمن باحداث التدمير والخراب الشامل والقتل اليومي المستمر ، ولاتزال تلك الانظمة العميلة موغلة باجرامها وقيامها ب(حرب الاستعاضة) عن الاعداء بتأجيج نار الطائفية لتلتهم المنطقة بكاملها ، وهذا ما اكده وزير الدفاع الاسرائيلي ميشيل يعالون عندما قال ( ليس من المتعة او السياسة ان تقتل عدوك بيدك فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او يد اخيه فان المتعة اكبر وهذه سياستنا الجديدة ان نشكل ميليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الاعداء)، والاعداء ليس لهم اصدقاء بل موظفين تنتهي مهامهم بانجاز الاهداف المرسومة لهم ، والايام القادمة ستكون بداية العد التنازلي لدول الداعم للارهاب وحشرها في فم البركان وعلى حدود هاوية دوامة النار التي افتعلوها للاكتواء بها وعلى الباغي تدور الدوائر .