الأحرار لا يأبهون بالأشخاص, لا تستهويهم فكرة الإستعباد؛ غير إن العبيد كُثر, وهؤلاء هم المادة الأهم لإصحاب الأهداف الخبيثة في النظم الديمقراطية المربكة..رأيهم قد يغير في المعادلة كثيراً, سيما في المجتمعات التي تمر بمرحلة تغيرية او إنتقالية..
تبدو ممارسة العبيد, طبيعية نوعاً ما, في ظل وجود أشخاص يخلطون بين النجاح والفشل, ويؤدون أدواراً ترتقي بالدولة, رغم سوء نواياهم, غير إنهم يعملون ما بوسعهم, من أجل تدعيم مواقفهم بنظر المجتمع الإنتخابي..قد يبرر لتلك الفئة, وقوفها أو نصرتها لهذا الأسم أو تلك الشخصية.
الأسماء المنصورة في المشهد العراقي, كثيرة؛ يفقد بعضهم صلاحيته الدستورية وحتى العملية, بفعل الإخفاقات المتكررة التي ترافق مسيرته في الموقع..لكنه يستمر بالترويج لبطولاته الخارقة..!
الكواليس, ليست كالشاشات, فيها يصنع الحدث, وداخلها يكون العمل السياسي, سياسياً بإمتياز؛ أما الظهور الخطابي, لا يمثل أي جزء من الحقيقة, فهو فن موجه لمجتمع ما بغية الظفر برضاه. لذا, أتت نتاجات العمل السياسي, أكلها, ومن فشل سياسياً صار مرفوضاً من أغلب ممثلي الشعب, بكل مكوناته, ولعل نقض العهود واللعب على الملفات الساخنة إعلامياً فقط, دون الأخذ بالإعتبار تداعيات تلك الممارسات الصبيانية..!
قد تبدو للأمر نكهة بطعم الديمقراطية ذاتها, فعدما يغير البرلمان مسؤولاً فاشلاً؛ يعد ذلك إنجازاً وتطوراً في أصل النظام البرلماني؛ إن كان الأمر يخص السياسة, أو حتى الإقتصاد والخدمات, لكن, عندما يرتبط الموضوع في الأمن القومي, وحياة الناس, وسيادة الدولة؛ فالأمر لا يمكن أن يتوقف عند التغيير..!
ها هو عقدنا الثاني يزحف على نصفه الأخير, والدولة تتقلص, أسوأ ما أصابها, حدث في هذا التوقيت, في هذه المرحلة, في هذه السنة..هل سمعتم عن ذلك الوزير الذي أستقال بسبب تصادم قطارين, أو تلك الحكومة التي أنحلت وأعتذرت وعوقبت, بسبب إنهيار مبنى, أو غرق مركب؟!
لا يختص الأمر بدولة معينة, فكل العالم هذا شأنه, لا يعير للأشخاص قيمة طالما هم فقدوها..هنا العراق, نسبة كبيرة من الدولة تتحول بمفاجأة مرعبة, من سلطة وعلم البلد, إلى سلطة الإرهاب ورايته السوداء..!
كبيرة هي الإنتكاسة, رغم عدم إستمرارها, والأهم, لم يوقفها المعني بالأمر؛ إنما صدور العراة من أبناء هذه الأرض المقدسة هي التي قلبت المعادلة..
أنت يا من خنت الأمانة, وأهنت التراب, وتنازلت عن الشرف, وملأت خزينة الإجرام بأموالنا المنهوبة وعتادنا المسروق؛ لا تستحق الأحترام, بل أنت عار على الوطن وعلى الأصوات المنادية بك, كالعار الذي لحق مريدي ذلك الجرذ الجبان وهو يأن في حفرته النتنة..
القادة كثر, بعضهم يشرّف موقعهم, ولست منهم أنت؛ ومنهم أمثالك أيها (القائد العار) للقوات المسلحة..!