23 ديسمبر، 2024 10:53 م

الحوار الديمقراطي وما يريده الشعب

الحوار الديمقراطي وما يريده الشعب

الحكومات الديمقراطية تشعر كل شخص في الدولة بالعزة التي يحميها العدل،وبأن له نصيباً في حكم بلاده وصوته مسموعاً فيما يجب ان يعمل وما يجب أن يترك وان حكومته ليست قائمة الابرأيه ورأي أمثاله . عبد الرحمن الكواكبي كتاب (طبائع الاستبداد) أذا سالت أي مواطن ماذا تريد في الوقت الحاضر والمستقبل سيقول لك بالتأكيد أريد حياة أفضل ؟ وليس له اية علاقة بما يقوله الساسة من مؤمرات على المشروع والتجربة الفتية الديمقراطية التي حدثت في العراق بعد زلزلال (2003) فقد سئم من طرح ماتحيكه الأجندات الخارجية والسيناريوهات الداخلية والازمات السياسية وتوافقاتها التي سرعان ماتتفق مرة على المربع الكبيرالمستدير ,وتتلاشى اتفاقاتها على المثلث الصغير . أربعة عقود تكفي من زمن مؤلم قضاه الشعب تحت حكم دكتاتور فلسف قوة بقاؤه وشرعيتة بسياسة قضبان الحديد والأغلال والسياط التي تنهال على المرء بدون رحمة او وازع أنساني ،والأسوار التي تعج بأبشع الأنماط والصور المأساوية تحاصر المرء حتى في وسن نومه ،هذه وغيرها من الممارسات بحجة واهية مرة للدفاع عن مبادىء الثورة والحزب من الأعداء ومرة من الامبريالية والرأسمالية وأخرى للدفاع عن شرف العروبة ووحدة القومية ،كل هذا ومعاناة المواطن لاتنتهي حتى سياساته الشخصية تحمل أوزارعذابها،نعم أنها تكفي من الزمن القاسي . ولعل الشيء المهم والجذري في نظام تسوده مبادئ الديمقراطية هو ان الشعب يصنع إرادته بنفسه من خلال الانتخابات المشكلة وفق الدستور الذي يحددها ،فهو صاحب القرار الاول والأخير بتشكيل الحكومة التي تدير البلد لتنقله من حالة

التخلف المظلم لواقع النور،وان تعددت المفاهيم والرؤى والنظريات بشأنها فمضمونها الفكري يشير للمشاركة الفعلية للمواطن في قول كلمته المشهور المترجمة لفعل ملموس (بنعم او لا )في صناديق الاقتراع . واصل الكلمة يعود لليونان فالكلمة الأولى (ديموس ) ومعناه الشعب والاخرى (كراسي) وتعني السيادة ومعنى المفهوم هو الحكم للشعب او السيادة للشعب . وما اقصده بالحوار الديمقراطي هو الحوار المفتوح والمسؤول بان يقال للشعب أقصى قدر ممكن من الحقائق وان نحاول قدر الامكان ان يقول كلمته التي تعبر عن مكنونه الفكري وما يدور في خلجاته دون ضغط اوحواجز والمساهمة في بناء حياته ومستقبله لرؤية جديدة تخدم الجميع بعيدة عن عقد الماضي وتراكماته المفزعة . لقد صنع العراقيين ملاحم كثيرة وكبيرة واكثرها شراسة بكسره لرهان المتخلفين والفوضويين الذين قالوا انه غير مهيء للقيام في الوقت الحاضر بان يقرر مصيره في الانتخابات والسبب والعذر جاهز بانه لايفقه منها شيء فالتجربة جديدة وتحتاج فترة من الزمن ليفهم معناها . لم يبالي لكل مانسج من الطروحات التكفيرية وما انظم اليهم في سربهم الوحشي، ذهب وهويعرف ,ان الطريق مليء ومحفوف بمخاطر الموت البغيض و لايفرق بين صغير وكبير ونساء واطفال وشيوخ وأمهات ،ومطر القذائف والهاونات وسرقة الأطفال المعاقين وتفخيخهم بالأحزمة الناسفة وإرسالهم بين المنتخبين لتقطع أجسادهم مع غيرهم لااشلاء متناثرة هنا وهناك . لقد توفرت الإرادة والعزيمة وصنع الشعب حريته واختار ممثليه ، انها شاقة وجسيمة على عاتقه ممزوجه بالتضحيات ووجع الآلام التي لاتفارقه ،فالدور هنا دور المنتخبين الذين تقلدوا وتسنموا المناصب وشكلوا الحكومة ،بان يكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية والتاريخية لمواقع عمل يستطيعون تغيير الكثير… والكثير لسلوكيات وممارسات ومفاهيم خاطئة فرضها النظام البائد وان يرفعوا الحيث والظلامات وان يصونا حقوق الإنسان بمعايير جديدة تختلف عن معايير الأنظمة الشمولية الفاشية ان تقديم أفضل البرامج وحدها لاتكفي فالتنظير له وقت معين والشروع بمتابعة

الأداء ومراقبة العمل اولاً بأول والية طريقة التنفيذ الصحيحة هي المرحلة الهامة والاهم في بناء المشروع وتحت اي مسمى له . فالشعب يريد المكاشفة والمصارحة وانتم معه وهو مستعد ليعيد ملحمة أخرى وينتخب ويقرر المصير لمن سيعطي صوته بعيداً عن الإرهاصات النفسية والتوترات الفكرية فالكل مرحلة من الزمن لها رجالها ، فالهدف من الوضوح وإزالة الغموض عن الحقائق ومجريات الأمور هو ان تتكون لدى المواطن رؤية صحيحة لمن يعمر لبناء دولة تحترم الإنسان وإنسانيته وأخر يهدم بمعول تسوده الأحقاد الخارجية لإفشال حياة أفضل يطمح لها الجميع وتنعم في ظلها كل مكونات المجتمع وباختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية والقومية .