ندم شديد … وخجل اشد , يوم رفعت القيادات الكردية السلاح بوجه ثورة وحكومة وطنيتين عام 1961 , عصيان اطلقوا عليه ثورة , حينها هتفت مع الهاتفين وردحت معهم ” يا شعب طف النيران ـــ السلم في كردستان ” كان السلم الذي نهتف له , بين عصيان مشبوه , جزء من مؤامرة امريكية صهيونية عروبية لأسقاط ثورة 14 / تموز وتصفية قياداتها وانجاواتها الوطنية , كنت واهماً كجزء من وهم رفاقي , وتصرفي ليس وطنياً كما هم رفاقي , غسيل ادمغة هتك بوعينا نحن شباب ذلك الزمن الذهبي , تعرضنا للأعتقال والسجن والمطاردة وتصفيات وحشية , واستشهد اغلبنا في اوكار التعذيب , فديـة مجانية لدبلوماسية الأتحاد السوفيتي انذاك ومصالحه القومية , وكان العراق صغيراً مجهولاً في اهتماماتنا , حيث كان الغسيل الأممي لأدمغتنا قد افرغ افئدتنا من الوطنية العراقية .
لم تتحرر عقولنا من استنساخها الأممي , فكنا اغبأ الصادقين في التضحية من اجل حق تقرير المصير للشعب الكوردي , بما فيه الأنفصال , ما كنا نعلم , ان العصيان الكوردي بقيادة عائلة وعشيرة الحزب البرزاني الديمقراطي !!! , كانت حلقة داخلية من مؤسسات المخطط الأمريكي الصهيوني لتفكيك دول المنطقة ـــ والعربية منها بشكل خاص ـــ ثم فرض واقع التقسيم نهاية لمستقبل شعوبها .
لم يتحرر البعض من عملية غسيل الأستغباء التي مارسها وجذرها يسار المواسم الأرتزاقية حتى بعد عام 2003 , حيث اخذت تمارس ادوارها غير الوطنية عارية , تجاهل للحقائق وتكرار لأبتلاع موس الميول الأنتهازية للأصدقاء الموهومين , وان شروط تقرير المصير المزعوم للشعب الكوردي , يجب ان يكون على رماد الدولة العراقية والألغاء التام للعراق كوطن وشعب وتاريخ وحضارة ومستقبل اجيال , هكذا حتى تم رفع حجاب الخيانة عن وجه المؤامرة الدولية الأقليمية وادواتها المحلية في 10 / 06 / 2014 , حيث استباحت داعش البعث وقوى الردة محافظة الموصل , قادمة من مواخيرها في اربيل , رافقه الزحف الخياني لمليشيات البيشمرگه واغتصاب محافظة كركوك العراقية , ومساحات اخرى تقدر بــ 40 % من مساحة الأقليم , أستيقظنا على عورة غبائنا وانتهازية الأرتزاق الموسمي لليسار المزعوم .
كمبدأ انساني وقيم وطنية , لا زلنا وسنبقى نؤمن بصداقة الشعوب واحترام حقوقها القومية وحقها في تقرير مصائرها , مع الحفاظ على علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار وتبادل المنافع والمنجزات , كما هي شعوب العالم التي افترقت ثم اقتربت لبعضها اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وروحياً , لكن مالعمل في الحالة التي استطاعت فيها سلطة البرزاني , هتلرة وگبلزة نسبة مخيفة من سياسيي ومثقفي وجماهير الشعب الكوردي , حيث اختلطت عليهم الأمور وتفجرت فيهم وعليهم نزعات العدوان والكراهية الأحقاد والثأرات , وشرعنة اغتصاب حقوق الأخرين والتآمر على وحدة ومستقبل وطن لا زالوا ينتمون اليه ويعيشون على خيراته , وفتح ابواب اقليمهم لزنات الصهاينة وانظمة جوار لا يريدون لهم وللعراق خيراً , ثم يعتبرون تلك النزعات الضارة , التي عبرت عن خيانة وانحطاط وهاوية سقطوا في مستنقعها مع سبق الأصرار , على انها زلال مكاسب ثورية يتباهون بها !!! .
مسعود وعائلته وحزب عشيرته الديمقراطي !!!, ابتلع موس كركوك, وفتح الجرح العراقي الذي سيغرق في نزيفه , العراقيون لم تنحسر كرامتهم وتنكمش عزتهم وتتراجع ارادتهم وتتلاشا وطنيتهم داخل كيانات العهر العروبي الطائفي لمشروع التقسيم للعملية السياسية .
مسعود الصغير الواهم , سلم كامل اوراق قضية شعبه , لأعداء سيلعبوها خسارة تعيد الشعب الكوردي الى نقطة بداية معاناته التاريخية , ليتوه من جديد فاقداً رشده , وبعد ان كسر العظم وايقظ التاريخ العراقي ودفع الزمن الى الأمام حيث ساعة الصفر التي سيعود فيها ورهط قومچيي حزبه وعشيرته الى قمم الجبال التي وفدوا منها .
اذا كان مثليي عروبيي العراق وطائفيه , رفعوا ذيولهم عندما مر مسعود على اسرتهم متجهاً لأغتصاب كركوك , فهؤلاء عار عراقي , ولكل شعوب عواهرها , انهم لقطاء التبعية والخيانة والعمالة , وللوطنية العراقية اهلها دائماً , صحيح انها في قمة ازمتها , لكن نهضتها تقليد عريق يجري في شرايين مكونات المجتمع العراقي , انها غمامة وقد نضجت ظروف ازالتها , ونضجت معها ردة فعل شعبية عراقية لم تكن واردة في المخيلة المعطوبة لقزم المشروع الأمريكي الصهيوني .
ثلاثة ملايين انتفضوا للتطوع , طليعة ستلتئم مع ردة فعل عراقية , ستعبر عنها اسجابة وطنية للكثير من السياسيين والمثقفين والكتاب والأعلاميين وطلائع منظمات المجتمع المدني , العراق قادم , وسيغتسل من الذين لا زالوا يتعاملون مع الجنرال المغتصب شريكاً في الوطن ورئيساً للجمهورية ووزارات سيادية وممثلاً في مجلس نواب عراقي بلا صفة عراقية , ثم يقصدون سريره ليؤدوا واجب انبطاح عروبتهم وطائفيتهم وعشائريتهم وعمائم يمسحون بها ( ……….. ) وللـه في خلقه شؤون .
كل شيء يمكن ان يصدق , الا سابع المستحيلات , ان تصبح كركوك يافا وسهل نينوى حيفا وربما العراق ( غزة ههههههههه ) يفرغ فيها جنرال الأستفاء الكوردي فائض نوباته الأرهابية , مثل هذا لا يوجد الا في مخيلة عصافير تحلم بامتلاك البيدر فتستيقظ مرعوبة مبتلة على اغصان شجرة يتوعد مصيرها صقر لا يستسيغ اكل الضعفاء لكنه يعيد اليها رشدها , مخيلة جنرال الأستفتاء , تقود شعبه البريء دائماً المخدوع دائماً والحالم دائماً الى محرقة كما هو دائماً , انهم كما هم , لا يألفوا العيش الكريم مع اشقاء كرماء في عراق مسالم آمن يتعايش فيه الجميع , يرتقون بوحدته وبوحدتهم يرتقي , فالوطنية العراقية وحدها تفتح الطريق لمكوناتها لصيانة خصوصياتها وتحقيق كامل اهدافها الوطنية والقومية , قريبة او بعيدة المدى , مثل هذا لا يفهمه الجنرال المسكون بالوحدانية والتسلط .