رفسنجاني : داعش سيطرت لكره العراقيين للمالكي .. ونحن وواشنطن وضعنا دستور العراق

رفسنجاني : داعش سيطرت لكره العراقيين للمالكي .. ونحن وواشنطن وضعنا دستور العراق

وجه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران أكبر هاشمي رفسنجاني انتقادات مبطنة لرئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي، وقال إنها تفتقد الى دعم شعبي يؤهلها الصمود في وجه تنظيم “الدولة الاسلامية” المتشدد، داعياً الى التضامن والتلاحم.
وقال رفسنجاني إن التوافق بين الطوائف العراقية المختلفة هو طريق الحل لأزمة العراق و”دحر الجماعات الارهابية”. وشدد على أن وحدة وتلاحم وتضامن الحكومة والشعب في العراق ستوفر الارضية لحل الازمة وهزيمة وخروج قوات “الدولة الاسلامية” والانفصاليين من العراق.
وقال رفسنجاني، في حديثه عن العراق، “إن العملية السياسية بالعراق تمت بموافقة أميركا وإيران”، مشيرا إلى أن إيران والولايات المتحدة ساعدتا بتدوين الدستور العراقي، فيما تم توزيع رئاسة الجمهورية للأكراد، ومنصب رئاسة الوزراء للشيعة، ورئاسة البرلمان للسنة، لافتا إلى أن ذلك منطقي، مستدركا بقوله “لكن المتشددين اليوم، على أرض الواقع أصبحوا يهددون كل هذه الإنجازات التي حصلت بالعراق”، على حد قوله.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول إيراني رفيع المستوى نوري المالكي، الحليف الأول لطهران، بأنه مرفوض شعبياً، وأن المشاكل الحقيقية في العراق وسقوط الموصل والمناطق السنية بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، يتحملها المالكي.
وقال رفسنجاني، وهو يستضيف عدداً من رجال الدين الايرانيين في منزله، إن الجيش لم ينجح في تحقيق انتصارات كبيرة في العراق “لأن قلوب الناس ليست مع الحكومة”، لكنه اعتبر ممارسات تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق “فتنة ومؤامرة متجذرة في کل المنطقة”.
وأشار رفسنجاني الى التطورات الراهنة في العراق، ودعا القيادات الايرانية الى “متابعة ودراسة ما يجري من عمليات ارهابية في العراق بدقة بالغة” بحسب تعبيره .
وحذر رفسنجاني من أن “الدولة الاسلامية” تستهدف كل المنطقة، ولن تكتفي بالعراق فقط، واتهمها أيضاً بأنها نتاج بعثي وكرر عدة مرات “داعش البعثية”، في اشارة إلى اسم التنظيم الذي كان يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قبل أن يغير اسمه مؤخرا إلى “الدولة الاسلامية”.
وقال رفسنجاني “هناك اياد خفية في بعض دول المنطقة وخارجها تقدم الدعم المالي واللوجستي والعلاجي والسياسي لعناصر هذه الزمرة مما عقد ابعاد هذه المؤامرة عن الشعب العراقي”.
وقسم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران الوضع بأنه يتجه نحو تطبيق السياسات المثيرة للفرقة في العراق، ووصفها بأنها “من أهم أهداف الأعداء”، وقال “إن مثيري الفرقة والخلافات وحماة الارهاب في العراق يريدون في نهاية المطاف أن يظهروا بمظهر المنقذ وينفذوا مآربهم السياسية في هذا البلد”.
ودعا رفسنجاني الى ما وصفها بـ”الحكومة الشاملة” في العراق، وأن لا تستثنى جهة أو طائفة، كما دعا علماء الدين والمراجع الى مواصلة تعبئة الشعب ورص الصفوف لمواجهة “الزمرة الارهابية”، ووصف التضامن والوحدة الوطنية بأنهما السبيل الوحيد لحل مشاکل العالم الاسلامي وتسوية الازمة في العراق والحيلولة دون تدخل الاجانب .
غزة والدولة الاسلامية
وأشار رفسنجاني الى “علاقة وثيقة بين الحرب في غزة وأنشطة زمرة الدولة الاسلامية الارهابية في العراق”، وقال “دور الصهاينة كبير وبارز جدا في الحالتين وعلينا الحذر من هذه الممارسات التي تشكل تهديدا للعالم الاسلامي”.
وأشار الي “الاحداث المرة والمحزنة التي تمر بها غزة” على حد وصفه، وقال “الاحداث الاخيرة في غزة تجسد أسوأ انواع العنف والظلم من قبل الصهاينة ما ترك وصمة عار جديدة في ملف القوي العالمية الكبري ومنظمة الامم المتحدة”.
وأکد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني أن قصف مختلف انحاء غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي يجري بدعم مباشر من واشنطن “وهو غير بعيد عن صعود التنظيمات المتشددة في العراق”، واعتبر أن تكرار الاحداث الدموية الاخيرة في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك وصمت المحافل الدولية بأنه يدعو للأسف، وأضاف ان “الكيان الصهيوني يقوم بين الحين والاخر، وبدعم من التيار الارهابي والأمم المتحدة واميرکا کما في السابق، بتشريد الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه الي الدول المجاورة”.
كما انتقد رفسنجاني تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ أية إجراءات ضد الجرائم التي يرتكبها النظام الإسرائيلي.
وبين ان “تنظيم الدولة الاسلامية التكفيري في العراق وإسرائيل يعملان في اتجاه واحد لخلق دولة دينية منسوخة”، وقال “انهم يريدون حسب اوهامهم تطبيق الاسلام الاصيل وتأسيس الخلافة الاسلامية، لكنهم في الحقيقة يسعون لتدمير سمعة الاسلام لان العالم ينسب تصرفاتهم للإسلام وفي هذا الاطار تقوم وسائل الاعلام الاجنبية المعادية باستغلال ممارساتهم وکلامهم في مسار اغراضها”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة