كتب عثمان المختار: أفاد مسؤول قبلي بارز في محافظة الأنبار، غربي العراق، اليوم الجمعة، بأن مسلحي تنظيم “داعش” وعناصر كتيبة من المجلس العسكري للعشائر انسحبوا من المنطقة الحدودية المحاذية للأردن واندفعوا بنحو ثلاثة كيلومترات داخل مدينة الرطبة بشكل مفاجئ، بينما اندلعت معارك عنيفة في منطقتي الرضوانية وصدر اليوسفية القريبتين من مطار بغداد.
وقال أحد زعماء القبائل في مدينة الرطبة الحدودية مع الأردن، عبد الحميد العيساوي، إن “المئات من المسلحين أخلوا مواقعهم التي يتمركزون فيها منذ أكثر من شهر، وتقع ضمن خط التماس أو ما يعرف بالنقطة صفر بين العراق والأردن”.
وأشار إلى أن “المنطقة باتت خالية من المسلحين تماماً، لكن لا يمكن الوصول إليها إلا بعد اجتياز نقاط تفتيش أقيمت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من تلك المنطقة”، مرجحاً أن تكون عملية الانسحاب تهدف إلى “منح حرية المرور للقوافل التجارية المغادرة من العراق والآتية إليه”. وأكد العيساوي أن “القوات الأردنية المسلحة ما زالت موجودة بكثافة على الحدود، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة”.
وفي محافظة الأنبار أيضاً، هاجم العشرات من المسلحين مدينة حديثة التي تعتبر آخر معاقل الجيش الحكومي في المحافظة، وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات من السيطرة على ريفها الشمالي والغربي، فضلاً عن منطقة الحي العسكري داخل مدينة حديثة، بعد انسحاب الجيش وقوات موالية له من عشيرة الجغيفات، وتكبدهم خسائر فادحة، وفقاً لمصادر محلية داخل المدينة.
وأكد الضابط في شرطة الأنبار، عمار سعدي، سقوط بلدات آلوس والبوحيات التابعة لحديثة بيد “الإرهابيين والمتعاونين معهم”، مشيراً إلى أن “المسلحين استخدموا عدداً من الدروع ودبابة استولوا عليها في وقت سابق في الهجوم”.
كما شهدت منطقتا الرضوانية وصدر اليوسفية القريبة من مطار بغداد، معارك عنيفة في ساعات الفجر الأولى من اليوم الجمعة، تخللها قصف صاروخي من المسلحين في محاولة للتقدم إلى المطار، وهو ما فشل بفعل الغطاء الجوي للجيش.
وقال العقيد في الفرقة السادسة التابعة للجيش، ناصر الحجامي، إن “الجماعات المسلحة نفذت هجوماً واسعاً على ثكنات الجيش وحواجز عسكرية في الرضوانية وصدر اليوسفية، وتمكنت من التوغل داخل منطقة زراعية مفتوحة، وجرى التصدي لها بالطائرات قبل وصولها إلى المطار”، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين وقوات الجيش.
