وأبقى محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه أعضاء البرلمان العراقي أقصد هنا ( النواب الجدد ) في هذا البلد من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر … والسعي الى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت , ونحن في تلك الظروف نقف امام ضرورة المشاركة في بناء العراق الجديد … من جديد وأن نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع اليه العراقيون جميعا , وما ينبغي أن يتحقق والذي ينبغي أن تتحشد كل الجهود لتحقيقه , نحن بأمس الحاجة الصادقة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر , وأدعو كل المخلصين والشرفاء في العراق الى المساهمة الجادة في تطوير هذا البلد وان المرحلة التي يمر بها عراقنا اليوم هي من اصعب المراحل حيث الفراغات السياسية والتدهورالامني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والضياع والتفرقة ومحاولة تقسيم البلاد … الى اقاليم على اساس طائفي وعرقي ومذهبي وقومي تحت غطاء الفيدرالية وان بعض القوى تدعي ان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم العراق الى ولايات شتي وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات هذا البلد , وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الاداري في اجهزة الدولة المعنية حتى اصبح هذا البلد يتصدر كل دول العالم في جميع انواع الفساد … فالأمر خطير جدا يتطلب جهدا وطنيا يستند الى رؤية صائبة تتعامل مع الواقع العراقي والعربي والاسلامي بكل تاريخه وحاضره وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دونما تمييز وافضلية لواحده على الأخرى فما أحلى التصافي بين افراد الشعب لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش اليوم في عصرالجاهلية نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا فلو تمسكنا بالقيم الوطنية قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً , ومن الواجب الصحفي لم اجهر بقول الحقيقة في بداية الطريق ولا اريد هنا أن استفز مشاعر الاخوة في مجلس النواب العراقي الجدد لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية مقالي هذا … وأتوجه به الى القادة السياسيين العراقيين الفائزين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة الذين يجتمعون ويلتقون في هذه الايــــــام في دول الجوار حسب التبعية والمرجعية فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع العراقي بشيء لان العراقيين اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم اعضاء مجلس النواب في الداخل او في الخارج , هما أجمل ما يتحلى به هذا اللقاء , فأن مكان الاجتماعات ومنذ أن عقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتي يومنا هذا , والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات , وكانت النتائج تخرج ( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظرعن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة غير عراقية وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج الى تعليق والمستقبل أمامنا … أما كان الأجدر بالحكام العراقيين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع العراقي المثقل بالهموم البائسة الآن وأهمها أمن البلاد , والأغرب من هذا … ان هذا اللقاء بشأن مشاكل العراق وان الشعب العراقي تملكهم مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الايام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب العراقي … وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات ( العربية والايرانية والتركية ) وفي عدد من دول الجوار لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو ان الاماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون هم ومعهم عوائلهم فهذه ليست المرة الأولى والأخيرة , فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة او صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة واكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة فربما ان رؤية الدولار … هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل من الابرياء من هذا الشعب في مدن بغداد والانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى وبابل والموصل وعدد أخر كبير من مناطق المعمورة , وربما ان الهواء النقي هنالك ينسيهم مشكلة الحروب والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية العراقية , وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية في مدن العراق وما يتعرض اليه أبناء هذا الشعب من قتل وتهجير واعتقال في كل يوم والسؤال يطرح نفسه الآن … ماذا حقق النائب للناخب طيلة (11 ) عام , مجرد سؤال …