ليس خافيا على احد ان ما يتعرض له بلدنا من هجمة شرسة من الدواعش أذناب البعث الفاشي من اشرس الهجمات بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣، بعد الاحتلال الامريكي على العراق وفرض همينته على المصالح السياسية والاقتصادية للبلد .
التحرك الإرهابي البعثي الأخير نحو إسقاط ثلاثة محافظات سنية أهمها الموصل اطلق رساله مهمة مفادها اننا موجودون ويمكننا التحرك وقتما نشاء وأينما نشاء .
لماذا ظهرت هذه المجاميع في أماكن محددة ولم تظهر في مناطق اخرى ؟!
هذا التساؤل إجابته تحكمها الظروف التي تتحرك بها هذه المجاميع الإرهابية ، فنرى ان الموصل كانت حاضنة مهمة من حواضن الارهاب ، فسقطت خلال ليلة بيد الارهاب الداعشي لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ مدينه الموصل صاحبة الإرث والتاريخ والثقافة لتتحول الى مدينة أشباح تجول فيها خفافيش الليل وغربان الشر .
الأدوات كانت حاضرة ، سواء كانت أدوات مباشرة ام غير مباشرة ، فكانت الخلافات والصراعات هي السمة الغالبة على العراق الجديد الذي ما زال لم ينهض من تضميد جروحه لتبدأ مرحلة اخرى هي مرحلة صراع الديكة ، هذا الصراع الذي افرز حجم الهوة بين سياسينا ان صح ان نطلق على رجال السياسة انهم سياسيون .
ما حصل من احداث خطيرة في الموصل وصلاح الدين وديالى كشف حجم مؤامرة التقسيم على اسس مذهبية وقومية وعرقية ، فالمدن السنية سقطت بيد الارهاب ، لتتوضح بعد ذلك معالم التقسيم الديموغرافي للعراق .
سقطت كركوك بيد الأكراد ، ليعلن انها مدينة كردية وعادت الى احضان الوطن ؟!
ولا نعرف من هو الوطن هل العراق وطننا ام ان الأكراد مقتنعين تماماً بدولتهم ؟!
السنة هم اصحاب سلطة لا يهمهم كثيراً ان احترقت الارض ام لا ، ضاعت الوطن ام لا ، المهم ان يجلس على كرسي ذهبي محاط بالحاشية ، وخير مثال على ذلك سلمت محافظتهم الى الارهاب بطبقاً من ذهب .
يبقى الشيعة ابتلوا بقادة لا يملكون الروية للحكم ، فأما انا أو أحمد ق الأخضر واليابس ، وعندما نأتي لنقرأ صفحات منجزاتهم لا نجد شي سوى التراب .
الرجال المخلصون مهمشون لا يملكون القدرة على التغيير ، ويملكون الصياح دون الإجابة .
المرجعية الدينية من جهتها كانت واضحة تمام الوضوح انها تريد التغيير ، وتأسيس لحكومة جديدة قادرة على تحمل مسؤولياتها ، ومع كل تلك النداءات وما زالت العقول والقلوب مغلقة عن مصلحة بلد سيحترق ، ويحرق الجميع .
رجال المسرحية وأبطالها ما زالوا أقوياء ويمتلكون الفرصة لجر البلاد الى الحرب ، وفعلا جرت البلاد الى حرباً غير متكافئة ، ولولا قوات الجهد الشعبي لكنا اليوم نعلق جراحنا .
من المستفيد من تقسيم العراق ” كردستان ، سنستان ، شيعستان ” ، ومن مصلحة من اثارة المشاكل ، ونحن بلد ضعيف لا نملك صاروخ او طائرة حديثة ، ولا نملك مصنعاً متطور واحد في العراق ، ولا مشاريع نفطية جديدة ، فكل ما موجود هو منجزات الثورة ، إذن اين العراق الجديد هذا الذي ذابت آذاننا من السماع ؟!
الأوضاع لا يمكن ان تعود الى ما قبل العاشر من حزيران الماضي ، فتلعفر وبقية المناطق ذات الأغلبية الشيعية قد رحلوا تماماً عن مدنهم ، وسط رسوخ للإرهاب الداعشي وأجنداته الخارجية ، والدعم الداخلي والحواضن في الوسط الموصلي .
إذن الوضع العراقي معقد ، وبرلمان لم يعقد ولن يعقد ،فأما المالكي او حرب التقسيم ، ورواتب شهرية للنواب مع امتيازاتهم وتوقف الخدمة للمواطن العراقي بسبب عدم إقرار الموازنة لعام ٢٠١٣ ؟!
هذا هو العراق الجديد ؟! هل من حلول ؟ لا يوجد حلول مع هولاء ، فهم لا يملكون الحلول ، بل يملكون القدرة على تفتيت ما تبقى من أواصر بين ابناء الشعب الواحد ، ومسخ وجودة ، ليكون صومال او سودان ثان ، وسط سكوت المجتمع الدولي والذي هو الاخر موجه توجيها دقيقاً لتغير الوضع الديموغرافي للمنطقة وفق روية السيد بايدن ، وهذا ما سيقدمه سياسي نا الى بايدن عن قريب ؟!!!