25 نوفمبر، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

د. حيدر العبادي .. كن حذراً

د. حيدر العبادي .. كن حذراً

يبدو أن تحركات المالكي الاخيرة للالتفاف على التغيير تجري على قدم وساق. فقد تم عقد اجتماع ضم بعض قادة ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي من أجل تأكيد توحد الائتلاف، او تأهيل المالكي بعد منعه من الولاية الثالثة.. واعادة صياغته كزعيم للائتلاف.. وكان هذا بحضور د. حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء المكلف.

لهذا الاجتماع دلالات متعددة وسيكون له تبعات مختلفة.

مما هو ثابت أن عناد المالكي واصراره سيدفعه الى ايجاد طرق معينة للعودة من الشباك بعد خروجه من الباب. سيحاول بالتأكيد ضرب التحالفات

المضادة له عبر ابقاء أثره السياسي والحزبي والائتلافي بخلفه العبادي. وهو امر إذا تم فإنه سيقلب المعادلة على التغيير ويعيد الامور الى نقطة الصفر.

اضافة الى ذلك يريد المالكي والمقربون منه تكبيل الدكتور العبادي بسياسة المالكي السابقة عبر تشكيل لجنة التفاوض التي سيحاول فيها حزب الدعوة افشال العبادي في تشكيل حكومة وحدة وطنية وستضع العراقيل امام انسجامه مع الاكراد والسنة والائتلاف الوطني. يريد المالكي عزل العبادي وتقييده. في جزء من تحركه هذا يكمن الانتقام من خصومه المحتفون بازالته من سدة الحكم، ومن جزء آخر سيبدو فشل العبادي في مهمته نصرا كبيرا للمالكي وتبريرا لكل سياساته طيلة ثمان سنوات خلت وتطهيره من الفشل الذي رافقه ابان فترة حكمه.

سيلتف المقربون من المالكي سواء من اعضاء حزب الدعوة او ائتلاف دولة القانون او المستشارين او المحللين السياسيين لاشاعة فكرة ان العبادي هو اكمال لمسيرة المالكي وأنه لن يفرط في (الثوابت الوطنية) كما يسمونها. وبذلك سيكبل العبادي بسلسلة من التقييدات مما يؤدي الى فشل مهمته .. وهو المطلوب.

ماذا على د. حيدر العبادي فعله؟

إذا اراد العبادي ان ينجح فعليه أن يتخلص من بوتقة حزب الدعوة، ومن ثوابت دولة القانون، ومن محاولات المالكي لتأهيل نفسه على حسابه ومهمته الجسيمة في انقاذ العراق. على العبادي أن يحذر من (اعضاء حزب الدعوة و ائتلاف دولة القانون و المستشارين و المحللين السياسيين المقربين من المالكي فهم أحد اسباب اخفاقه).

على العبادي أن يفاوض الفضاء الوطني بروح مفتوحة وبــ(يد مبسوطة) كما يقول ولا يأبه بثوابت حزب الدعوة التي قصدها عرقلة عمله.

على العبادي أن يستقيل من حزب الدعوة او يشكل جناحه الخاص بعد ان ينال ثقة البرلمان كي لا يصبح مطية يعود من خلالها المالكي الى السلطة او يصبح وسيلة للمالكي للانتقام من خصومه. المرارة التي يشعر بها المالكي مما حصل ستدفعه الى استخدام كل الوسائل للانتقام، والعبادي هو وسيلته القادمة اذا لم يكن حذرا وذكيا في التعامل الموضوع.

على العبادي ان يقترب من الائتلاف الوطني اكثر، ويستند اليهم، لأن أهدافهم متعالقة ولأن الائتلاف الوطني هو قائد التغيير ومن مصلحته نجاح المهمة ولأن الائتلاف يحظى بمقبولية وطنية واسعة وهو عنوان التغيير.

أي ارتباط بين العبادي والمالكي لا يرسل رسائل ايجابية لا للاكراد ولا للسنة ولا للشيعة ولا لامريكا.. بحالة كهذه، كأن المالكي لم يخرج من الحكم، بل تم استبادل وجه بوجه آخر وسيكون العبادي دمية بيد حزب الدعوة واطروحاته..

اذا لم يأخذ العبادي هذه المسائل بعين الاعتبار فستجده محاطا بالازمات، وسيتخلى عنه الحلفاء الداخليون، والخارجيون، والمرجعية، وسيكون مثل سلفه معزولا، وسيفشل، بينما يذهب العراق الى المجهول.

أحدث المقالات

أحدث المقالات