مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء العراقي ( المنهزم ) سياسيا وعسكريا وأخلاقيا ، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، طالب فيها الأول بضرورة التكامل الأقتصادي بين العراق ومصر وايضا دعم مصر ضد الارهاب الداعشي الذي أحتل نصف العراق .
هذا التخبط السياسي الذي صبغ فترة حكم نوري المالكي لدورتين انتخابيتين امتدت زهاء ثمان سنوات ، وكانت السمات المشتركة لهذا التخبط هو الفساد المالي المهول والمحاصصة السياسية الطائفية والمذهبية وتدمير مؤسسات الدولة وبناء جيشا مهلهلا ضعيفا على أسس ميليشاوية طائفية مذهبية وقومية مقيتة ، جعل العراق من أفسد واخطر دول المعمورة على الأطلاق .. بالنتيجة فأن أي حلول ترقيعية آنية ودعم مستعجل يرغب به المالكي من أي جهة خارجية دون خارطة طريق سياسية واضحة حازمة هو حتما سيكون مخرجا لأطالة مدة بقائه في الحكم وتدمير ما تبقى من وطن كان قدوة في التاريخ والحضارة ، وله وزنه المعروف ضمن البيت العربي .
السيسي يعلم علم اليقين ان مجاميع داعش الأرهابية التي دخلت العراق لا تتجاوز اعدادها المئات ، وبسبب ضعف القيادة والسيطرة في قيادات الجيش ومهازلها وتبعيتها المشبوهة في العراق ، استطاعت تلك المجاميع الدموية أن تستحوذ وتدمر وتحتل في المناطق التي استولت عليها (6) فرق عسكرية كاملة بعدتها وعديدها يتجاوز اعداد مقاتلوها مع القوات المتجحفلة معها المائة والخمسون الف مقاتل وأكثر ، وغنمت عجلات ودروع ودبابات وراجمات صواريخ ومدفعية ميدان ومواد فنية واسلحة واعتدة (أمريكية) مختلفة تقدر أثمانها بمليارات الدولارات .. مما أضطر المالكي وبسبب هزيمته المخزية تلك الى تجميد معظم المتبقي من ذلك الجيش والأستعانة بضباط ومقاتلي فيلق القدس الأيراني والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والتي رعتها ودربتها ايران منذ عام 2003 تحت انظار الأدارات الأمريكية المتعاقبة .. والكل يشاهد الآن كيف تتحكم تلك الميليشيات بالملف الأمني في بغداد وفي محافظات الجنوب .
وايضا السيسي يعلم ان هناك حراك شعبي وثورة عارمة لعشائر العراق العربية امام هذا الأحتلال الأيراني السافر الذي مهدت له طائفية حكومة المالكي في تعاملها مع ابناء المحافظات العربية في العراق ، والذي كان سببا حتميا في ظهور عصابات داعش وغير داعش على المشهد السياسي العراقي .. فهل من الممكن أن يضع السيسي يده بيد ضباط فيلق القدس في العراق من أجل عيون المالكي .. كل المؤشرات تشير الى أن المشير السيسي أذكى من مكيدة المالكي واحرص على الأمن القومي العربي الذي لن يساوم عليه أبدا ، حتى وان تطرزت مكالمة المالكي للسيسي بغزل مفضوح حول استعداد العراق الغير مشروط لدعم مصر بالطاقة وغير الطاقة .