وللعلمانيين ورجال الدين اخطائهم في ما يحصل في العراق الان ايضا , لدرجة انهم يشاركون بتحمل او يتحملون بصورة او باخرى بعض الماسي التي تحدث في العراق , فلماذا وكيف ؟!! لا اتحدث هنا عن الاحزاب التي ارتمت باحضان ما يسمى العملية السياسية للمحتل بل المناوئين لها .
بادئ ذي بدء لا اشك في محاولات المؤسسات والاحزاب الدينية والعلمانية لايجاد افضل الحلول للحفاظ على العراق والعراقيين منطلقين من مبادئهم , ولا اشك في انهم يتقصدون حدوث اي اذى للعراقيين ولكن اعتقد ان ما يحدث هو سوء تقدير ووصف ورضوخا بصورة غير مباشرة لدعاية الصفويين يدفعهم في ذلك احيانا عناد فكري لا يتزحزح ( ناء يعني ناء ! )..ورغم اني اجد ان احسن حل لمعالجة مشكلة ما يحدث في العراق في هذه المرحلة الملحة هو استبدال الحكم الصفوي بحكم علماني كمرحلة انتقالية او تثبيت واقع في العراق .ولا مانع من كون صناديق الاقتراع الغير مزورة هي الفصل والحكم حتى لو مالت الى خليفة المسلمين او ولاية الفقيه !.
لكن ذلك لم يمنع من ايجاد ثغرات في نهج الاحزاب العلمانية او النصف علمانية العربية والتي تعترف بالدين الاسلامي كدين للدولة تاخذ تشريعاتها منه , أول مطب وقعت فيه هذه الاحزاب هو رفضها القول ان ما يحدث هو حرب طائفية ضد السنة خوفا من ان تتهم بانها تميل لطائفة معينة !, بالرغم من انها لا تجد حرجا في وصف ما يحدث على انه حربا صفوية !!..ومعروف ان الصفوية هي حركة فارسية تميز بها الصفوي اسماعيل عن الاتراك السنة فاستعمل التشيع منهجا ضد الغالبية السنية و اضطهدهم بذلك الوقت في ايران ..اتسائل لم هذا الخجل بالوصف و لاادري كيف يفسرون هذا التناقض !.
انا اجدني لا اخشى من بعد تحرري فكريا من هذا الثقل والنهج والالتزام بالخط العقائدي في وصف الحالة والواقع كما هو أي استطيع ان اقول ان ما يحدث في العراق هو حرب ابادة للسنة لمصلحة الصفويين في ايران ولا اكون طائفيا اذا ما قلت ذلك بالرغم من انني سني المذهب ..ذلك لاني لن اتوانى لو ان الاية معكوسة وان الشيعة هم المضطهدون وهم من يعانون من التهميش وحرب الابادة بان اصف ما يحدث كما هو وبنفس النفس, لماذا ؟.. لاني غير طائفي و لكن بنفس الوقت لا ارضخ لماكينة الدعاية الصفوية بل لا يهمني ان اتهم باي شيء من الطرفين مادمت انني واثقا مما اقول وان الاخرين يعرفونني جيدا وانني اعمل على خدمة بلدي وشعبي الذي انا منه. ولن ينفعني الاختباء وراء الغربال فان الجميع سيراني لنأخذ مثال على ذلك حزب البعث ,فرغم انه معروفا ان نسبة الشيعة كبيرة بالحزب ولهم مناصب قيادية فيه الا ان ذلك لم يمنع والى الان ان يوصف الجهلة حزب البعث بانه طائفي وضد الشيعة !..ما اريد قوله هو لا ينفع درأ المظالم الفكرية ما دامت هي براسك براسك !. حتى لو تحاشيتم قول الحقيقة ,فاذن الاولى ان اشخص الحالة واصفها مثلما هي مع تأكيد على المبادئ التي يعرفها الجميع . رغم ان بعض المتسائلين يقولون اين ضباط الجيش البعثيين من الشيعة ولماذا لا يكون لهم تأثير في او تأييد لبقية الفصائل المسلحة المناوئة للعملية السياسية التي صنعها المحتل الامريكي ,لماذا لما
كان حزب البعث حزبا شبه علماني لا توجد الطائفية في مبادئه كما نعرفها فلم لم نشاهد نشاط لهذا الجيش ولهؤلاء البعثيين من الشيعة في جنوب العراق ؟! هل غلبت الطائفية على المبادئ ام اننا نظلم غالبيتهم لاننا لا نعلم ما يقومون به من جهاد ضد الاحتلال والتبعية ؟.لم الغالبية قد انظمت الى جيش الصفويين هل انتصرت العنصرية على المبادئ ام ان حاجة الانسان الى المادة ليعيش هي السبب !.لكن رب سائل يتسائل الم يحين الوقت لان يظهر ذلك على الساحة علنيا ..هل نحن بحاجة الى قرون اخرى لنفهم الديمقراطية ونتعايش معها .. في الهند مثلا 700 طائفة ودين وكلها متناقضة لكن تحت القانون الغالبية سواسية , هل نعجز مثلا ان نكون مثل الهنود او غيرهم من الاقليات ؟!. هل الوازع الديني هو الاقوى ..اذن تعالوا نبحث عن حلول وسط اليست ارواح الناس عرضة للاهتمام اليست اعلى مراتب الاسلام حب لاخيك ما تحب لنفسك ,أم يجب ان تستمر مقولات هؤلاء ليسوا مسلمين او اولئك ليسوا مسلمين الجميع يقرأ ويؤمن وينطق الشهادة فكفاكم تبعية للغير وتبعية لافكاركم السوداوية لم لا نستبدل النصح والمنطق في تغيير الاخرين بدل هذه الدماء الرخيصة التي تسال يوميا .
* خطأ اخر يثير الجدل ايضا ويتحاشى الكثيرون عن طرحه كما اعتقد , وهو مسألة الاقاليم .. لا شك انني ضد تقسيم العراق ولا شك عندي القول ان انشاء الاقاليم لا يعني بالضرورة الطريق الى التقسيم ايضا اذا ما روعيت في الدستور مسألة رفض التقسيم او ما يسمى حق تقرير المصير مثلما يحاول الاكراد الانفصاليين عمله الان ضد دستورهم الذي ارتضوا به ,اقول لو كان العراق موحد وحاول الانفصاليين ذلك لكانت مطارق التأديب والعقاب قد نزلت فوق رؤوس الداعين لهذا الانفصال , لااريد الانسياق وراء هذه الفقرة لانها ستطول لكني ارجع لمسألة الاقاليم فاقول .معروفا ان احزابا سياسية ودينية سنية وشيعية وقفت ضد انشاء اقليم للسنة ولكل غاياته .. فلا يخفى على الجميع مثلا ان المالكي يرفض اشهار اقليم للسنة وهو بذلك يلتقي مع السنة الرافضين لانشاء الاقليم !..مفارقات غير محسوبة , لا يتطرق لها كثيرون .. لو ازحنا المالكي وشلته ويجب ان يكون ذلك لوجود اختلاف في اسباب الرفض كبيرة جدا, فنقول لا اشك البتة من ان الرافضين لانشاء الاقليم السني ينطلقون من مبدأ الحرص على الوطن والمحافظة على اقل تقدير الحدود التي رسمها لنا الوزيرين البريطاني والفرنسي سايكس و بيكو باعتبارها منطلقا للوحدة العربية او الاسلامية وان اي تفتيت اخر سيعيق هذه الوحدة .و لم اسمع أي شك او اتهام لهذه الاحزاب الرافضة للاقليم بما يسيئ لتاريخها العقائدي او السياسي .
لكن , اذكر حالة دالة هنا لهذا الامر وهي اثناء احداث لبنان الاولى بعد تفجير الباص الذي اشعل الحرب الطائفية في لبنان وبعد سنين وجدت رغبة لدى الجميع للوصول الى حل يحقن الدماء والقتل المستمر وكانت اكبر شخصية سياسية مميزة بذلك الوقت هو كمال جنبلاط الاب لما امتاز به من رفض لاي حل يطرح من اجل ايقاف الحرب علما انه يصرح من انه ضد الطائفية وضد الاقتتال بين الاشقاء وضد ضد !, لكنه غالبا ما يكون العثرة الوحيدة امام أي اتفاق يؤدي لحقن الدماء مما اضطر البعض لمخاطبته بالقول انت ماذا تريد ؟!! نريد ان نفهم ما تريد هل تريد ان يستمر حمام الدم ؟فيقول لا هل تريد ان يستمر القتل والتهجير فيقول لا .. اذن هل نتفق فيقول لا ؟!! وهذا تاريخ لا اجني عليه به لاني تعايشت مع تلك المرحلة واصفها كما
هي.. الغاية من ذكر هذه الحالة هو الخوف من ان تكون هذه الاحزاب الرافضة للاقليم مثل حكاية الاخ جنبلاط الراحل يرفضون أي حل او مسعى لحق الدماء او لايجاد حلول تعيد الاستقرار من خلال اللاء التي يمارسوها على اشهار الاقليم .
احدهم يقول ايضا ماذا تريدون ان تقولوا للشعب هل تقولوا له نأسف لعدم استطاعتنا تحرير العراق الى الان وعليكم تحمل القتل الطائفي اليومي والتهجير والخطف والاعتقال ….!!!.
ثم ماذا الان .. ترفضون الاقليم والان انتم تسسيطرون عسكريا على اغلب حدود الاقليم مع استمرار القتل …؟!! ما هذه المفارقات قولوا لي ماذا تريدون ؟
هل تحرير بغداد هو الهدف التالي ..(والذي يجب ان يكون وبخلافه فلن تنتهي الانتهاكات والغدر وجرائم الخطف والقتل التي تمارسها اجهزة الدولة الصفوية ) ثم هل من المعقول والحكمة لو كان هدفكم تحرير بغداد ان نستمع الى تصريحات تقول ان ثورة تحرير بغداد ستكون من الداخل او ان المقاومة لديها خلايا نائمة بالالاف ..هل وصل الحال لهذه الدرجة لانكم ياسادة تعطون بكلامكم هذا حجة ودافع اخر للطرف الاخر في ان يستمرويزيد بالقتل والتهجير بحجة القبض على الخلايا النائمة انا لا اسميها الا دعوة لممارسة قتل البغداديين لا غير ,! اتفق معكم ان كلامي قاسي لكن هذه هي الحقيقة كما اراها واتمنى ان تكون خطأ , ثم ان كانت بغداد هي هدفكم فهل من الحكمة المنطقية والعسكرية ان انبه عدوي واقول له اننا قادمون ؟!! ما هذه المهازل ..؟ اعود للكلام القاسي واقول انني لا اجد مبررا معقولا لمثل هذه الاطروحات والتعليقات الا لاهداف ابعاد العدوا عن مناطق تواجدكم واجبار قطعات العدو ان تبقى في بغداد خوفا من هجومكم الذي انتظرناه طويلا .. اذن ماذا فعلنا ؟ لا للاقليم ونعم لفرض سيطرتنا عليه !! مع استمرار القتل !. هذا هو الواقع المر الذي نعيشه والذي يحاول البعض ان يغطيه بالغربال ولا حول ولا قوة الا بالله.