تخوض اليوم قواتنا المسلحة الباسلة معركة مصيرية ضد قوى الظلام والارهاب المجرمة ،ولا شك ان جميع ابناء شعبنا البطل معنيون بهذه المعركة الحاسمة. العصابات الاجرامية تحاول ان تمحو تاريخاً عريقاً يمتد عمره لاكثر من ستة الاف عام ، فالتحركات التي تقوم بها المجاميع الارهابية المختلطة والهجينة ،والتي تسعى الى حرق العراق واهله والرقص على ركامه ، والاستيلاء على ثرواته المختلفة ، وتدمير كل شيء جميل فيه ، وفق مخطط رسم باصابع متعددة ، سيما وان هنالك دول تحسب على الاسلام والعرب ، تدعم وتساند الاوباش ذوو العقول المتحجرة ، حين يمدونهم بالمال والسلاح ، واطلاق الفتاوى التكفيرية على السن علمائهم التحفة ، هذه الدول ربما تناست او نسيت تاريخها الملوث الحافل بالدعارة والدم ، كانت ولا زالت سندان يطرق متى ما يشاء حتى ان صوتها لا يسمع ،لكن للاسف انه الزمن الاغبر، الذي جعل ( الفسيفس ) ينفش ريشه على اسياده العراقيين وان تعلو اصواتهم ،من خلال ابواق مشتراة بالدولار والريال والليرة التركية ،وهذه الاخيرة غدرت حتى باقرب الشرائح لها ، حين ادعت في يوم ما ان المكون التركماني خط احمر، الا اننا نشاهد هذا المكون يذبح بطرق واساليب وحشية ، وبايادي يدعمها السلطان اردوغان ، الذي يتفرج ويتخذ جانب الصمت فلا غرابة من تصرفاته وافراد حكومته ، هؤلاء معروف عنهم انهم نهازي الفرص، ويتصفون بالخبث والمكر والكذب، ويتحدثون باسم الاسلام وهو براء منهم، وما افعالهم الخسيسة تجاه المسلمين في سوريا والعراق ، الاادلة قطعية واهمها معالجة جرحى الدواعش في المستشفيات التركية ، وهذا ليس باستطاعت احد انكاره ، فقد سبق وان لعب السلطان اردوغان بالورقة الفلسطينية ، وادى دوره باتقان، لكن حبل الكذب قصير، عندما فضحه الله والشرفاء حين مد يده لاسرائيل ، وركل القضية الفلسطينية باقدامه، بعد ان وضع اردوغان سيناريو السفينة (مافي مرمرة ) لفك الحصار عن غزة ،والضجة الاعلامية المفبركة التي صاحبة هذا الفلم التركي ، مقابل صفقة دولارية ، حتى شعبه لم يسلم من قمعه حين طالبه بالتنحي عن السلطة .
اليوم لا نريد ان نرمي حملنا على الاخرين ، بل لتوضيح بعض الحقائق للذين يدعون الوطنية ، و نتحدث ايضا عن الكبوات التي حصلت في بعض المحافظات، فهي كبوات لرجال اصلاء ، يحبون الله والوطن ، هؤلاء لا ينحنون ولا يتباكون، بل نهضوا ونفضوا عنهم غبار الخيانة والغدر، من قبل المحسوبين على شعبنا الجريح ، ليصولوا مرة اخرى على جرذان الدواعش وحاضنيهم ، وهذا ما يحدث اليوم عندما استطاعت قواتنا البطلة وبمعاونة سيوفاً تفضل الموت على الحياة ، وهم الرجال الشرفاء الذين لبوا نداء المرجعية الشريفة ، واستطاعوا ايقاف الدواعش وحواضنهم ، واستلام زمام المبادرة والهجوم على فلولهم وتسجيل الانتصارات .
انا لست بصدد الدفاع عن حاكم او مسؤول في هذه السطور،بل انا معني بالدفاع عن وطني كباقي ابناء شعبنا الشرفاء ،الذين يذودون اليوم عن الارض والعرض والشرف ، بصدورهم العامرة بالايمان ، رغم الهجمة الشرسة والقذرة والتي تفننوا في وضع مخططاتها ،عسكرياً واعلامياً وثقافياُ واقتصادياً ، لكن ما دمنا متمسكين بالواحد الاحد ، ونتسلح بالايمان، فان هذه الحرب التي فرضت علينا سيكون النصر فيها حليفنا، وهي ايضا معركة بين الخير والشر، حين ننتصر للحق ونزهق الباطل، وانها معركة الحفاظ على القيم الانسانية، والاهم من كل ذلك هو الحفاظ على وطن يحتضن رفات الائمة والاولياء والشهداء والصديقين، فكل هؤلاء الا يستحقون ان نبذل من اجلهم الدماء ؟ .