بعد أن تبددت التصريحات النارية لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالکي بشأن تطهير نينوى و تکريت من سيطرة داعش و قوات العشائر العراقية الثائرة، وبعد أن تکبدت القوات العراقية أکثر من هزيمة خلال الفترة الماضية وهي تهم بالسيطرة على مناطق خرجت من تحت سيطرتهم، وعقب تصريحات بشأن سيطرة”مسلحين”، على منشأة کيمياوية قرب بغداد، فإن الاوضاع في العراق صارت أکثر من خطيرة و من حق دول الجوار أن تتخوف على أمنها و استقرارها خصوصا مع حکومة هشة کسيحة عرجاء کحکومة المالکي المالکي التي يبدو واضحا انها ليست بمستوى المسؤولية أبدا.
مقتل ضباط من النخبة في الحرس الثوري الايراني في المواجهات الدائرة بالعراق و سحب ميليشيات عراقية من سوريا(عصائب الحق)، من أجل القتال في العراق و حضور مستشارين أمريکان و ورود أسلحة مختلفة للعراق، الى جانب حملات التعبئة في داخل إيران للتطوع من أجل القتال للمحافظة على الاضرحة الدينية، يؤکد بأن الهجوم المضاد الذي تواجهه حکومة المالکي، ليست کما صورتها و رسمت أبعادها و جوانبها للعالم، خصوصا من حيث مشارکة الشعب العراقي فيها بعد أن طفح الکيل به من ممارسات و مساوئ حکومة المالکي التي ألحقت الضرر بکل الاطياف و الاعراق و الاديان و الاتجاهات السياسية العراقية، وان عجز هذه الحکومة و تقوقعها على نفسها في بغداد يؤکد إنعزاليتها و عدم إنتمائها لمعظم شرائح و أطياف الشعب العراقي، بل انها بانت على حقيقتها کمجرد آلة او عتلة تستخدمها طهران کيفما و حيثما تشاء.
الحکومة العراقية الفاشلة و رئيسها الافشل على طول التأريخ السياسي للعراق منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921، أثبتت أحداث الموصل ليست انها شبيهة بحکومات عهد الانتداب البريطاني في العراق فقط، لأنه کانت في هذه الحکومات ساسة عراقيون فيهم من الحس و الشعور الوطني الذي تذکره کتب التأريخ و توثقه الوثائق البريطانية، لکن حکومة المالکي لاتحمل أية مواصفات يمکن من خلالها مقارنتها بحکومة في عهد الانتداب البريطاني، فهذه الحکومة ليست لها أية إستقلالية او قيمة إعتبارية بل هي مجرد واجهة لأسوأ نظام قمعي إستبدادي في العالم کله، أي نظام ولاية الفقيه في إيران و الذي جعل من حکومة المالکي احدى حلقات تنفيذ مشروعه المشبوه في المنطقة ويتخوف من التفريط به ولهذا يحاول إبقائه الى أقصى حد ممکن مما يساهم ذلك في دفع العراق و شعبه نحو
مفترقات بالغة الخطورة وان حل و معالجة الاوضاع الحالية في العراق ليست من خلال هذه الحکومة و قيامها بتجييش طائفي بل هي في تنحيها و إستقالة المالکي نفسه وإلا فإن الاوضاع ستسوء أکثر من الوقت الحاضر مع ملاحظة أن السيناريو السوري أن تکرر في العراق فإن جرة نظام ولاية الفقيه لن تسلم هذه المرة أبدا!