بداية السيناريو…
في مساء اليوم الثاني من تموز, طوقت قوة من الاجهزة الامنية بيت المرجع الصرخي,تنوي اقتحام البيت و اعتقال المرجع !!
حادثة الاعتقال هذه تعتبر سابقة كبرى على شخص يرجع له الناس بالتقليد لم تتكرر كثيرا الا معهحيث كانت المرة الاولى على يد صدام حسين حيث امر اما بان يقبل بان يكون المرجع الوحيد في العراق و يمتثل لاوامرة او ان يامربإعدامه على الفور, و المرة الثانية على يد الامريكان, و المرة الثالثة على يد المالكي و اني اضن ان الاخيرين لهم غاية مشابهه لما يريده الاول بالطبع لانهم استخدموا القوة المفرطة و قتلوا العديد من ضيوف و انصار المرجع؟
مع ان التاريخ القريب يطلعنا على حادثة مشابهةمن حيث السيناريو و جرءة الاعتداء على المرجعية ,حدثت في نهاية حقبة السبعينات للمرجع محمد باقر الصدر و كان بطلها سيادة الرئيس المقبور صدام ايضا!!
هذه السيناريوهات المتشابهة تؤكد على وحدة الهدف مع تعدد الاشخاص و اختلافهم, هؤلاءاصحاب الفخامة و السيادة و الكياسة ,سيادة الرئيس المقبور و سيادة الجيش الامريكي, وسيادة قادة اليوم!!
هم, اصحاب الكياسة, هم من يحركون اصحاب الفخامة و الرياسة في الخفاء ويمثلون اللاعب الصامت و المتفرج الحذق!
فهؤلاء المخفيون لاعبون اساسيون دوما….
و لم تخسر تجارتهم يوما……
الذين تكلمت عنهم مذكرات تروي حياة الراحل المرجع محمد باقر الصدر (سنوات المحنة و ايام الحصار).. و التي كتبها الشيخ النعماني ليؤرخ فيها تلك الحقبة المظلمة و المدهلزة كدهاليز ازقة النجف الدينية القديمة..
اصحاب الكياسة ,هم رجال الدين و خلفهم مؤسسة دينية عملاقة تسير الدين طوعا مع اصحاب الكياسة على مر التاريخ…
وقد يصدق هنا قول شريعتي و وصفة عندما تكلم عن الدين الافيوني و الدين ضد دين و دين بلا دين و تشيع صفوي و تشيع علوي.
و الشبة بقارون الذي علك الدين بأسنانه و افتى بقتل موسى النبي!
لماذا؟
و اذكر للتاريخ كيف وقف الجميع من العراقيين مع العملية السياسية الديمقراطية التي رسمها الامريكان في 2005, و رحبنا بها جميعنا و افتى اصحاب الكياسه بوجوب الانتخاب و التصويت و اعتبرنا ما صدر من المرجعية موافقة تتماشى مع اهوائنا و حقنا في التمثيل السياسي لتشكيل حكومة عراقية تحكمنا بدلا من حكم الحاكم المدني الامريكي…
الا ان موقف و بيان المرجع السيد الصرخىكان مغايرا و رافضا للانتخاب, في الوقت الحاضر,حيث قال اذا استمر بهذه الانتخابات فأنها ستوصل العراق الى طائفية مقيتة.
لان الدستور و توقيت الانتخابات تفضي الى الطائفية التي نعيشها اليوم و اذكر انني كنت من اشد المتحمسين للانتخاب و عندما قرات بيان المرجع الصرخي لفت انتباهي جدا لما جاء فيه و بين سقم اعتقادي بالعملية السياسية و من ذاك اليوم اصبحت ارى الواقع القادم من خلال بياناته و قد صححت مساري بالكامل لكونها كانت بمجموعها واقعية و صحيحه و عارفة مسبقا بما سيؤول الية الوضع …
عرف عن الصرخي المرجع مواقف وطنية كثيرة و تبنى هذه المواقف بقوة حيث ادرجها في حيز التطبيق و التصدير الى الجمهور رغم الامكانات المتواضعة جدا لكونه لا يمتلك فضائيات و لا وسائل اعلام ترحب بمواقفةلأنها لا تتماشى مع سياسية الدولة الفكرية!
حيث ان الدولة في العراق عبارة عن جهامة فكرية تمثل راي الطائفة بجدارة, وهذا من اشنع انواع الديمقراطية التي جرى ولادتها في العراق!
فديمقراطيتنا اليوم, عبارة عن طائفة تحكم الطوائف الاخرى لتحصل على جمهور مرتبط قلبيا يحب و يدافع عن هذه الديمقراطية الطائفية و لا يهمه نماذج الديمقراطية المتحضرة في العالم بل وصلت بهالوضاعة الى انه يبذل حقوقه و حقوق اجياله القادمة في سبيل هذا الفكر المسموم.
و هذا الفكر و التحول المجتمعي المخيف واجهه الصرخي المرجع بروح كلها طاقة و تفاني و تضحية و الم ,فوقف بوجه ولادة هذه الديمقراطية الطائفية منذ ايامها الاولى و ضل يحاربها الى ثاني يوم من ايام تموز الحالي حيث انتصرت عليه .
مثل هكذا رجل على درجة كبيرة من العقل و الدراية و الاخلاص و الوطنية بدلا من ان نخلده و نتبعه ,تهجم الغوغاء على بيتة لغرض قتلة فهل بعد موته تستشف صدورهم لان هكذا رجل لا يموت!
بل انا على يقين انهم اما سينبشون القبر او يسوهبالأرضلتذروه الرياح..
الصرخي المرجع, واخاطب لكل من يريد يفهمه و يترك التعصب و يتابع بياناته و مواقفة , فانة سيجد نفسة امام عبقرية و عراقية و دين و مبادئ قل نظيرها في العالم بل ذهبت منذ زمن بعيد….
هذا الرجل صاحب الشهادة الجامعية المرموقة في الهندسة المدنية بدرجة متفوقة جدا يمتلك نظرة تجديدية كبيرة و مشروع دولة ان كتب لها التطبيق في العراق فأنها ستغير تاريخ العراق للابد..
كيف؟
بكل بساطة يفتخر ارباب (الدين) ,دوما بانة رسالة انسانية اللاهية فالخالق خلق الانسان و اسكنه الارض و أعطاه الدين (الاحكام التي تنظم حياته مع ابناء جنسه و مع الخالق)
و هذه الاحكام متجانسة لأنها منبثقة من الله الخالق…
فالخليقة و الدين يمثلان الانسان و حياته و الاثنان من عند الله الذي هو اعرف بما خلق و بما شرع لمن خلق.
و طبعا الدين يحتاج الى عالم متفهم و مستوعب الدين من كل جوانبه و هنا و لدت لدينا مدرستين دينيتين في الفقه الشيعي …
الاولى المدرسة الحسبية و التي يرى رجالاتها ان عليهم ان يفتوا في الزواج و الطلاق و كما يسميها البعض من رجالات المدرسة الاخرى امور الحيض و النفاس ,الامور البسيطة و يأخذون الخمس و لا دخل لهم لا بالسياسية او التصدي للإمامة و تديرها المؤسسة الكبيرة العملاقة من لندن؟
و هي المرجعية العليا التي يسمونها الان!!
عجيب؟
اما المدرسة الاخرى تسمى المدرسة الاصولية و التي يرى رجالاتها ان المرجع يستخلف الامام و يقوم بدورة في كل شيء من السياسية و ادارة الدولة الى قيادة الناس وهدايتهم و التصدي لكل الفتن التي تعصف بهم و لا يمكن للمرجع ان لا يعيش في رحم الامة و بين صفوفها .
و يذهب في تثقيف المجتمع و تحصينه من كل ما يعكر الصفو الروحي و النفسي الذي تطبقة فلسفتهم للواقع.
و هي اقوى و اعلم و اعرق مدرسة دينية في العراق لها العلو و السمو لان رجالاتها على قدر عالي من العلم و نفاذ البصيرة و يمثل الصرخي المرجع اخر العنقود فيها اذ بذهابه تذهب هذه المدرسة الى ادراج الرياح.
للاسف!
و طبعا الخلاف بين المدرستين كبير جدا و يستطيع اي شخص ان يفهم عمق الخلاف و مكر المؤسسة من خلال كتاب سنوات المحنة و ايام الحصار الذي ذكرناه سابقا.
وطبعا ان ما يستنكره الصرخي المرجع تدخل المدرسة الاولى بالواقع السياسي مع انها بعيدة عنه اذ لا دراية لها فيه, و قد استهجنه في الكثير من المواقف الكبرى حيث اعزى الفارق من خلال بيانه العظيم المرجعية الانتهازية و المرجعية الرسالية.
اين؟
بعد ان نسجنا خيوط السيناريو و الذي يمثل الصراع المحموم في غابة موحشة تملئها الوحوش الكواسر, و التي تمثل الواقع اليوم , واقع سيطرة اصحاب الفخامة و الرياسة و الكياسة فلابد لهم ان يجتمعوا على هذا الصرخي المرجع بصورة طبيعية بل يعتبرونه الذ الاعداء عليهم , لكونه يمثل الارادة الحرة , الواعية المغايرة لروح الظلام التي تعشعش في دهاليزهم المخيفة.
فواقع العراق اليوم ابسط دليل صغير للذي لا يريد ان يفهم الكلام و البحث و المقال , فليسأل نفسة سؤال بسيط جدا ؟
اين الاموال اين الخدمات اين الامان اين الراحة اين الاستقرار اين ,اين ,اين , الم تنفذ كل فتاوى اصحاب الكياسة في الانتخاب و التصويت للدستور و اسناد الحكومة و انتخابها؟
اي امر لم ينفذ بعد؟
لماذا لم يتحقق شيء!!
اي اعمل لم يصل الى نتيجة فهو خاطئ! اليس كذلك!
و اذا كان خاطئا, فالمرجع الصرخي , نهجة و سياستيه صحيحة تماما لان رؤيته مخالفة لهم!
و هذا الامر واقعي لا يقبل الشك فلو اننا اطعنا امرة و سمعنا كلامه بترك الانتخابات في الوقت الذي حدده الامريكان و على التقسيم الطائفي الذي وضعة الامريكان و اجبرناهم على الرحيل و بعد ذلك ننتخب لكان انتخابنا صائب جدا و لكانت وحدتنا على دحر الامريكان تعطينا قوة و اخوة لا نخذل بعدها هذا الخذلان كما هو اليوم.
و لو اننا رفضنا الدستور الذي ركز الطائفية و التجزئة لما كان العراق منقسما كما هو الان و لو اننا نهلنا من الفكر الوطني النبيل و الذي يطرحه الصرخي لما صرنا مجتمعا دولة و شعبا عبارة عن كتلة طائفية عمياء لا تؤمن الا بالقتل و سفك الدم الحرام…
الا يكفينا عشرات الالاف من القتلى في الشهر الواحد الا يكفينا اتباعا و ظلما و جهلا !
عجيب جدا فكرنا و الاعجب الى ما تحولنا الية اليوم للأسف لقد وصلنا الى محاولة قتل النفس الزكية الباقية…
و انا على يقين ان بعد ما جرى للصرخي المرجع من ظلم و ما يجري في العراق من ظلم سيوصلنا الى ان نشرب من الكأس الذي اخترناه ,حتى الثمالة….