ايامنا التي نعيشها اثبتت ان هناك عقولا بحاجه ماسه الى تنظيفها مما علق فيها من فيروسات ضربتها في غفلة من الزمن ولن تتعافى الا بمعجزه او بإعاده فرمته كما في بلغة الحاسوب..
هناك من يضع اللوم كله على حقبة حكم البعث وصدام حسين بقولهم انه السبب في الكراهيه والفتن التي وصلنا اليها اليوم بسبب سياساته الحمقاء.
نعم بعض سياسات صدام حمقاء.. ولكن بالمقابل هل هو الوحيد الذي كانت سياساته حمقاء؟؟
وهل هو فعلا من اثار الكراهيه والحقد بين ابناء الشعب الواحد؟؟
ان سياسات الاحزاب الكرديه مثلا منذ الستينات والسبعينات انما كان لها الأثر الكبير في جعل الهوه كبيره بين الكرد وبقية العراقيين..
فحتى الثمانينات كانت العلاقه جيده جدا بين الجميع.. فلم يكن هناك من احقاد ولا كراهيه ولافتن كالتي تحصل اليوم..
ولكن سياسه الأحزاب الكرديه يعرفها الذي يتابع الإعلام الكردي في بثه الاحقاد والكراهيه من خلال البرامج المستمره والتي غسلت عقول الشعب الكردي نحو تحويله من شعب محب الى شعب يكره اخوته في الوطن والدين..
ولقد فعلت الأحزاب الكرديه خلال بضعة سنوات مالم يفعله صدام خلال طيله
فتره حكمه الطويله…
اما لو اتینا الى الشيعه والسنه .. فإن هذين المصطلحين لم نسمع بهما في وقت مضى الا نادرا..
فقبل مجيئ الاحزاب الطائفيه الشيعيه والسنيه بعد سقوط النظام ظهرت مفاهيم جديده تستفحل في المجتمع العراقي من حيث تحشيد الآراء الطائفيه بشكل مثير للقلق..
فقد عزف السنه عن القبول بالشيعه كإخوه في الوطن بسبب سلوك بعض الشيعه المنحرف..
فهناك من سار في شوراع بغداد هاتفا في مسيره بائسه يلعن الصحابه وامهات المؤمنين لأستثاره السنه..ولكن ان كان هناك ماخذ على السنه لماذا يعلن بهذا الشكل ؟؟
ولماذا اصلا يثار اليوم في وقت نحن في امس الحاجه الى الكلمه الطيبه وضبط النفس؟
ولماذا تعطى الحجه للآخرين في ان تكون ردود افعالهم عنيفه؟
ثانيا اين هو موقف المرجعيات الشيعيه من شتم الصحابه علنا ؟
لماذا لاتصدر فتوى من المرجعيات الدينيه تحرم وتُجرم سب الصحابه على الاقل ليس احتراما لهم بل لحق الدماء التي تسيل بالمجان..
فهناك من القنوات عند الطرفين سنه وشيعه بعضها يحرض على بعض.
ولكن القنوات السنيه لاتشتم رموز ال البيت عليهم السلام بل تحرض على الشيعه انفسهم وتصفهم بالروافض وذلك ردا على شتم الصحابه.
اما القنوات الشيعيه فهي تشتم الصحابه وتلعن النواصب الذين حسب قولها
ناصبوا العداء لآل البيت عليهم السلام..
لكن مافائده ان نلعن انسانا مات قبل 14 قرنا؟؟ فهل سيضيف ذلك شيئا مفيدا للحياة والتطور والعيش الكريم مثلا؟؟
ثم لماذا لم نكن على هذا الحال قبل الإحتلال؟؟
كانت الحرب العراقيه الإيرانيه التي استمرت ثمان سنوات حربا جامعه لكل العراقيين.. فقد قاتل الشيعي ايران الشيعيه ودافع عن الوطن..
وكان موقف السنه من السعوديه السنيه موقفا معاديا لأنها كانت تعادي العراق في يوم من الأيام..
فما الذي تغير ليصبح العداء للوطن من قبل الشيعه بولائهم لأيران, والسنه بولائهم للسعوديه والدول السنيه؟؟؟
اي ان الولاء كان للوطن فقط دون غيره..
ولكن هل هذا كان مرتبطا بمرحلة ما ام كان مرتبطا ياترى بوجود قبضه حديديه منعت بكل الوسائل من ان يغسل احد ادمغة العراقيين بمسحوق الطائفيه؟؟
اليوم اثبت صدام انه كان على حق يوما في محاربته كل الذين كانوا يسمون معارضه حينها سواء من الشيعه او الكرد.. بالرغم من عدائية النظام الا انه كان يملك رؤيه بعيده عرف من خلالها ان الذين يرومون الإطاحه به انما هم اسوأ منه.. فالأحزاب الشيعيه اليوم اثبتت انها من اسوا مامر على العراق من رموز اثبتت ان المذهب بالنسبه لها دكان للعطاره يدر الأرباح الوفيره.
فالشيعه اليوم في حال اسوأ من حالهم امس .. فلا خدمات قدمت لهم ناهيك عن الامن المفقود والصراعات فيما بين تلك الاحزاب على المناصب والكراسي..
اما في تفرقة العراقيين اليوم الى طوائف متناحره بسبب الانانيه المفرطه عند الجميع فقد اصبح العراق من اضعف دول المنطقه واكثرها هوانا بعدما كان حتى في التسعينات ايام الحصار الإقتصادي وبعد ان دمرت الته العسكريه بسبب حرب الخليج ومن خلال الامم المتحده انما لم يجرؤ مع كل ذلك على ان يتدخل احد ما في شؤون العراق.. بل لم تجرؤ ذبابه واحده على اختراق الحدود, بل لم نسمع عن منع جريان الماء من قبل الجارتين ايران وتركيا الا قليلا.. ربما من قبل تركيا في بعض الاحيان ..وكانت دول الجوار كلها دون استثناء تخشى العراق رغم ضعفه..لأن العراقيين كانوا عراقيين فقط لاشيعه ولاسنه ولاكرد.