26 نوفمبر، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

قرية البشير.. العالم لا يستحي

قرية البشير.. العالم لا يستحي

هل سمعتم بما يحدث في قرية البشير التركمانية العراقية؟، باختصار الموت الداعشي وحده الحاكم والسيد والامير الذي ينتشر مع الهواء، فكل متحرك مقنوص على يد ثوار العشائر من الافغان والشيشان والمغاربة والسعوديين واليمنيين الذين دخلوا البلاد بلا موعد، قرية البشير تحولت إلى اطلال بفضل الصمت على ابادتها، فهي بين مطرقة الدواعش وسندانة مليشيا البارزاني.

لا ذنب ولا جريرة لأهالي البشير سوى انهم تركمان يعتنقون الاسلام، وأخذوا المذهب الجعفري مذهباً، الهدف من قتلهم وابادتهم هو تغيير جنس الارض وتصفيرها كركوك وما يحيطها من الاقليات.

جحافل رؤوس داعش تبحث علانية عن سكان اهالي البشير في اعماق الليل ووضوح النهار، الدماء البشيرية تفوح والصمت وحده يخيم على احاديث الساسة والمجتمع الدولي.

الدماء البشيرية رخيصة، هذه نتيجة ما بعدها نتيجة، هذا ما افرزته الوقائع الاخيرة، حتى الحديث في وسائل الاعلام عن المجازر في القرية يلوذ بالمستحى غير البريء.

بات واضحا أن هناك نوعا من الناس هم من الدرجة الثانية بعين المجتمع الدولي، فلا يهم أن كانت ثرامة الموت لا توقف من تقطيع اجسادهم .

المجتمع الدولي مات حياؤه، ونزلت قطرة غيرته، وبات سفك الدماء ارخص بضاعته الوضيعة، يرافق وضاعة الضمير الدولي اجراءات حكومية فقيرة وبسيطة لا تتناسب مع المصائب التي تمطر على البشيرين الفقراء، الذين اصبحوا اضاحي سهلة الاصطياد للدواعش وتقدموا خطوط كبش الفداء في حربنا الشرسة مع عصابات داعش الارهابية، المنطق الملموس يقول، أن القتل في قرية البشير يُنفذ برعاية اقليمية صريحة غطاؤها صمت داخلي واصوات متذبذبة هنا هناك، لو حدث ما في البشير في اي بقعة من بقع العالم لأنقلبت الدنيا وما قعدت، ولأصبحت قضية رأي عام ولحج المتظاهرون بقاع العالم منددين بما يحدث من مجازر بشرية، الحقيقة الواضحة أن كل جريمة جريمة انسانية ماعدا تلك التي تصيب طائفة معينة، فعند البشير ومن يسكنها فقط يتبخر الناشطون وتهجرها وسائل الاعلام وتجف الاقلام ويبح صوت السياسيون ويخرس المجتمع الدولي ولا يندد حتى لو بكلمات وأسطر فقيرة وعند قرية البشير يتوقف الحديث عن المواطنين العزل والنازحين وعن براءة الاطفال وعن ضحايا الارهاب ويصبح القناص بطلاً والمفخخ مناضلاً مقداماً والارهابي مظلوماً وصاحبا للحق لا يصح تعكير مزاجه، المجتمع الدولي عند قرية البشير يمشي بالمقلوب والثوابت تتحرك والمنطق يتلاشى وكل شيء يصبح غير مألوف، الدماء البشيرية في عين المجتمع الدولي ليست ذي أهمية ولا قيمة ما دام ذلك يزعج السعودية وقطر وتركيا وشركاء الوطن الراضين والمرضين بالقتل الجماعي لأهالي هذه القرية المساكين، المهم أن العالم لايستحي ولا يحمل ذرة من الحياء وهم يشاهدون المسلسل الدموي لقتل هذه القرية وابادة من فيها.

أحدث المقالات