18 نوفمبر، 2024 6:32 ص
Search
Close this search box.

البعوض والبشر!!

البعوض والبشر!!

الحروب في القرن الحادي والعشرين إتخذت أساليب معقدة ومتطورة , مستفيدة من التقدم العلمي والتكنولوجي والثورة المعلوماتية والإتصالية , وقدرات التحكم بالأجهزة عن بُعد.

وعندما توضع هذه القدرات في نسيج خطة قابلة للتنفيذ وتحقيق الأهداف , فأنها تؤدي إلى متغيرات سلوكية جديدة وسبّاقة , لأنها ستكون مبتكرة وغير مطروقة.

وفي محنة السلوك البشري المتفاقم الأليم يُنظر للبشر المعادي للحياة على أنه مثل بعوض الملاريا الذي لا بد من مكافحته والوقاية من لسعاته.

وأول خطوات القضاء على البعوض هو ردم مستنقعاته , ولهذا يتم ردم مواطن البشر البعوض , كما أن التطورات المعاصرة قد إبتكرت بعوضا يقتل بعوض الملاريا وفقا لهندسة جينية , وهذه الفكرة يمكن إستثمارها في هندسة الأدمغة البشرية , وتحويلها إلى طاقات فعالة لتدمير الآخرين أيا كانوا.

وعندما يتم توصيف مجموعة من البشر بأنها بعوض ناقل لمرض لا يتفق ومتطلبات العصر , فأن الجهود تتظافر لتصنيع بعضه ليتحول إلى بعوض قاتل للبعوض الموصوف , وبهذا يتحقق قتل المرفوض بالمرفوض , والعدو بالعدو!!

وهذا ما يجري في بعض المجتمعات الموسومة بمواصفات معينة , حيث يتم تأهيل أبنائها لمحق بعضهم , وبذلك ينحصر شرهم بينهم , وينشغلون بإهلاك أنفسهم , والإبتعاد عن إهلاك غيرهم , وهكذا فأن ديدن الويلات سيتواصل , والتداعيات ستتفاقم , بين قاتل ومقتول , وفاعل ومفعول , والجميع يتهاوى في مستنقعات الفناء الأكيد , والرابح مَن صنّعهم لتحقيق ما يريد ويهدف!!

ترى , لماذا يرتضي البشر مصير البعوض؟!!

ولماذا لا ينشغل بالبناء والعمل والإبتكار وينغمس في النار؟؟

وهل ستتمكن المجتمعات من التخلص من التوصيفات التي تؤهلها للفناء؟!!

أحدث المقالات