-1-
للمرأة المسلمة مواقفُها المجيدة عبر تاريخ الرسالة .
ويكفي أنْ نتذكر بانّ الاسلام قام بسيف عليّ وأموال خديجة .
-2-
ويحدثنا التاريخ عن (أم عمارة) (نسيبة بنت كَعْب الانصاري ) التي شهدت مع زوجها (زيد بن عاصم) وولدَيْها ( حبيب وعبد الله ) غزوة أحد ، وأبلت بلاء حسناً فيها .
إنَّ الأسرة برمتها كانت أُسرةً مجاهدة صادقة في دفاعها عن الاسلام
وقد سألت (أم سعد)، نسيبة بنت كعب الانصاري عن دورها في معركة (أحد) فقالت :
” خرجتُ أول النهار وأنا أنظر الى ما يصنع الناس ، ومعي سِقاء – اي وعاءٌ من جلد – فيه ماء ، فأنهيتُ الى رسول الله (ص) وهو في أصحابه والدولة والريح – اي الغلبة والنصر – للمسلمين ،
فلما انهزم المسلمون انحزتُ الى رسول الله (ص) “
وهنا تتجلى البطولة حيث لاذ الرجال بالفرار ، وثبتت هذه المرأة البطلة .
ومضت نسيبة في حديثها قائلة :
” فقمتُ أباشر القتال ، وأذُب عنه (ص) بالسيف ، وأرمي عن القوس ،
حتى خلصت الجراح اليّ “
وهذا منتهى ما تقتضيه الشجاعة والوفاء للرسالة وللرسول (ص) .
قالت أم سعد :
فرأيتُ على عاتقها جُرحا أجوف له غَوْرٌ فقلت :
مَنْ أصابكِ بهذا ؟
قالت :
( ابن قمئة أقمأه الله ) أي أذلّه ،
لما ولىّ الناس عن رسول الله (ص) أقبل يقول :
دلّوني على محمد فلا نجوتُ إنْ نجا ،
فاعترضتُ له انا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع الرسول (ص) فضربني هذه الضربة ،
ولقد ضربتُه على ذلك ضربات ولكنّ عدوَّ الله كان عليه درعانٍ “
هذه واحدة من النساء المجاهدات اللواتي سجّل التاريخ موقفها في الذب عن الرسالة والرسول(ص) بأحرف من نور .
-3-
وقد قرأتُ مؤخراً أنّ (1500) امرأة من نسائنا في واسط ، تقدّمن بطلب التطوع، لنيل شرف القتال جنبا الى جنب مع اخوانهن، لدحر الداعشيين وتطهير أرض الوطن من رجسهم .
انّ تطوع هذا العدد، يعتبر مؤشراً بليغ الدلالة على عمق استجابتهن لنداء المرجعية الدينية العليا من جانب، وصدقهن في حب الوطن واستعدادهن للذود عنه بخوض اللجج وبذل المهج ، وهذه أعلى الصيغ الواعية إحساسا بالمسؤولية ، ما تعكسه من روح وثّابة شجاعة لن ترهب الأعداء ولن تدخر وسعاً في كسر شوكتهم ومنازلتهم الساخنة للفوز باحدى الحسنَيْين .
-4-
ليس كثيراً على المرأة العراقية ،وهي وارثة البطولات والأمجاد من (خديجة) (والزهراء) (وزينب) (ع) و(بنت الهدى) و(سلوى البحراني) وكل الحرائر اللواتي قارعن قوى الظلم والظلام ، أنْ يُبادرن الى التطوع والانضمام الى صفوف المتطوعين الأشاوس من اخوانهن في الدفاع عن حريم الوطن ومقدساته ، وتطهير ترابه من دنس داعش وكل التكفيريين الأوغاد الحاقدين على العراق والانسانية .
-5-
اننا اذ نحيي المتطوعات الواسطيات العزيزات ، على موقفهن التاريخي، مشيدين بهن، نضرع اليه سبحانه – ونحن في ظلال شهر الله العظيم – أنْ يمّن على قواتنا المسلحة كافة – جيشاً وشرطة ومتطوعين – بالنصر على أعداء الله والوطن ، لتبقى راية العراق خفاقة على كلّ ربوعه مكللة بالظفر والعزّ انه سمع الدعاء .