أكدنا سابقا أن عرب العراق من شيعة أهل البيت هم المستهدف الاول من المشروع الفارسي لدولة ملالي الدجل وأتباعها من حثالات السلطة الحاكمة ومرتزقتها. حيث أن المشروع الفارسي لن يكتب له الاستمرار بدون الاستنفار الكامل لشيعة العراق واستغلالهم كوقود للنار المجوسية التي تشعلها ايران في المنطقة، مما يستلزم إحكام السيطرة عليهم وسوقهم زمرا وجماعات نحو المحرقة التي يعدها كهنة المعبد الفارسي وينفذها أتباعهم ومطاياهم المتسلطون على مقدرات العراق ليحافظوا على المكاسب التي لم تكن إيران لتحلم بها او تتخيلها من إمكانية السيطرة على بلد كالعراق حال سقوطه في شباك الاحتلال الامريكي وتسارع أتباع إيران الذين أتوا خلف بساطيل علوجه في إعلان ولائهم واستعدادهم لتنفيذ مخططاته ومخططات اسيادهم الأولين، ودخلوا العراق بعد أن هيأ لهم المحتل ومعه أكثر من ثلاثين دولة سبيل الدخول الى البلد الذي خانوه من قبل وحاربوا جيشه الوطني وتمرغوا في وحل الخسة والدناءة ليكونوا عبيدا أذلاء لكل أعداء العراق والطامعين به. وبعد أن أعلن ابناء العراق الغيارى مقاومتهم الوطنية للاحتلال ومنذ اليوم الاول لاحتلال بغداد أدرك المحتل أنه قد وقع في مأزق لا قِبَل له به. وأن عليه أن يواجه هذه المقاومة مع عملائه وبمساعدة اسيادهم الفرس ليتمكن من الحفاظ على ماء وجهه أمام دول العالم التي استنكرت هذا الاحتلال منذ البداية ولكن سطوة أمريكا وقطبيتها المنفردة في العالم جعلتها تحشد جيوشا من دول حليفة لها سرعان ما تململت يعد أن ذاقت شراسة المقاومة الوطنية العراقية وبأسها الشديد. فأخذت دول الحلفاء تتسرب من العراق الواحدة تلو الاخرى لتترك أمريكا العظمى تواجه مصيرها المحتوم لتجبرها مقاومة الشعب العراقي على الخروج مرغمة صاغرة من العراق بحجة أن الحاكمين الجدد من الديمقراطيين الامريكيين قد وعدوا شعبهم بسحب القوات من العراق بعد ركزوا دعائم الديمقراطية المزعومة في عراقهم الجديد. ولو تمعنا بعين فاحصة لهذه الديمقراطية الكسيحة الشاذة لوجدناها من جهة لا تستند لدستور حقيقي ولا لقانون أحزاب متفق عليه وطنيا ولا لتعداد سكاني تبنى على أساسه الخطط التنموية التي ستحققها الحكومات المنتخبة. فديمقراطيتهم تم سلقها على عجل ليتمخض جبلها عن فأر مشوه كدولتهم التي أسسوها على محاصصة طائفية وعرقية… فلم تكن ديمقراطية أحزاب سياسية لها مبادئها وبرامجها الوطنية انما أحزاب مصطنعة عرقيا وطائقيا وخاضعة بالكامل لأجندات خارجية يتلاعب بها أعداء العراق كيفما شاءوا. ومن جهة أخرى فأن ما جاءت به هذه الديمقراطية المستوردة لتكون بديلا عن نظام الحزب الواحد والفرد الاوحد هو انتخابات مشكوك بنزاهتها لثلاث دورات انتخابية (بضمنها الانتخابات التي أتت بالجعفري رئيسا للسلطة الحاكمة) لم تكن الحكومات التي تمخضت عنها سوى ثلاث حكومات لحزب واحد معروف بعمالته وتبعيته المذلة لدولة ملالي الدجل والفساد. فثلاث حكومات لحزب واحد تسير حثيثة الخطى نحو التفرد والدكتاتورية. فهنيئا لأتباع ايران وأسيادهم بهذه الديمقراطية الفاشلة التي استبدلت حزبا واحدا بحزب واحدٍ آخر وبدكتاتور أوحد ليستبدل بمشروع دكتاتور أصغر وأرعن. وكان الله في عون العراقيين الذين خدع معظمهم وصدقوا أباطيل وألاعيب الامريكان والفرس ومطاياهم وظنوا أنهم في عراق جديد فيه ديمقراطية كديمقراطيات بني البشر الاخرى. وما علموا أن الاستعمار القديم قد استبدل باستحمار حديث وأنه لا ديمقراطية ولا سيادة ولا استقلال يمكن ان يحققه لهم عملاء حاقدون، ومطايا مسيرون، وتابعون اذلاء خانعون.
وها هي نتائج تسلطهم تبدو اليوم واضحة جلية لكل أمي جاهل لا يفقه شيئا. فإيران تتحكم بالعملية السياسية البائسة والسياسيون لا هم لهم سوى التمسك بالمناصب والتسلق على الكراسي والالتصاق بها والأموال مهدورة منهوبة والفساد مستشري والشعب منقسم بين مشرد ولاجئ ومغترب ويعاني من القهر والاستبداد على يد قوات أمن يفترض أن تحميه وتحافظ على أمنه واستقراره ولكنها بدلا من ذلك تحمي السلطة وتنفذ أوامر الولي الفقيه.. وجيشا بدلا من حمايته لحدود العراق ومقاتلته المعتدين على ارضه والمتدخلين في شؤونه نراه يقاتل ابناء شعبه ويقصفهم بشتى انواع القذائف فيقتل ابنائهم ويدمر مدنهم بأوامر أيضا من أتباع دولة الدجل والحقد والبغضاء. وكل هذا لم يشف غليل هؤلاء الجبناء الحاقدون انما يسارعون في قمع ابناء جلدتهم من اتباع السيد الحسني الصرخي فيدمرون الابنية ويحرقون منزل المرجع بعد ان يجمعوا اكثر من خمسين من اتباعه داخل المنزل ليقضوا حرقا ثم يمسكون باتباع المرجع العربي ويشرطونهم بالموسى ويضعوا الملح على جروحهم إمعانا في التعذيب السادي قبل أن يقتلوهم حرقا وهم أحياء ليعبروا حقيقة وواقعا عن الحقد الفارسي الاصفر على ابناء العراق وشيعته خاصة ممن لا يتبعون كهنة المعبد الفارسي وأصنام الدجل المجوسي ولتستبين حقيقة نواياهم تجاه عرب العراق من شيعة أهل البيت الحقيقيين. ليتأكد كل العراقيين من أن شيعة العراق هم أول المستهدفين من الفرس ومملوكهم المتمسك بالكرسي وكل أتباع ايران منبع الحقد الازلي الذي لا ينضب. وليعلم أبناء الجنوب العراقي أن مطالب إخوانهم عرب الوسط وغرب العراق كانت لكل العراقيين من شمالهم الى جنوبهم وأن الحرب الشعواء التي شنت عليهم كانت حربا صفراء على كل العراقيين من أقصى شمالهم الى أقصى جنوبهم …
فمن كان يرضى بذل المجوس وأتباعهم فهذا شأنه وعليه ما جنى على نفسه، ومن كانت لديه غيرة على نفسه وأهله ودينه ووطنه فليهب هبة واحدة مع كل ثوار العراق وعشائره ومجالسه العسكرية ليذيقوا اتباع ايران مر كأس السم الذي تجرعه اسيادهم من قبل ولنسترجع العراق من كل أفاك أثيم وعتل زنيم لكي ينالَ الظالمون حسابهم الرباني العادل على ايدي شعب العراق وثواره الاحرار.
ألا لعنة الله على الظالمين… وليَنصُرَن الله من يَنصُرُه وإن الله عزيز ذو انتقام.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.