حسب الشيخ جعفر من خلال قصيدة (توقيع)
تنفرد قصيدة (توقيع)كطير خارج ذلك الفضاء الغسقي المجبولٍ من إغفاءة هذيان .. والذي تأرج ابداعيا كتدوير شعري ، لم نجد له نواة في (نخلة الله) الديوان الاول، وسنلمسه ُبقدراته الابداعية العالية من خلال ثلاث خطوات رصينة واعية لتجربتها في (الطائر الخشبي)( زيارة السيدة السومرية)( عبر الحائط في المرآة)..
وبهذا النسق الثلاثي ،أكتملت دائرة التدوير الشعري ،الذي تفوق فيه حسب الشيخ جعفر،على الذين سبقوه،مثل الشاعر السوري الراحل خليل خوري،في ثلاث قصائد مهمة هي(الشمس والنمل/ 1958) و(أغنية الشيطان /1963) و(ليل بلا نجوم) وهذه القصائد منشورة في ديوانه الثالث (لادر في الصدف) الصادر عام 1963
وهناك محاولات سورية أخرى، أجترحها الشاعر يوسف الخطيب ،كان ابرزها في قصيدته (دمشق والزمن الرديء/ 1962)..وعن تجربته هذه يقول الخطيب ..(حاولت ُ أن أحرر الوحدة النغمية من حاجزين : أولا، من أسار القافية التقليدية ، وثانيا ،من نشاز البتر في القصيدة الحرة، وفي المقاطع الموصولة ،من هذه القصيدة توخيتُ الدفق النغمي، على إطلاقه، حتى ليبلغ المقطع الواحد خمسين تفعيلة ،بدلا من التفعيلات الست التقليدية المحبوكة الصدر والعجز ،وبدلا من أسطر القصيدة الحرة الممزقة الأطراف ،وقد أعتمدت التقفية الداخلية ،ضمن المقطع الواحد لتخليصه من عيب الرتابة – واحة في الجحيم /هامش / ص79/ سامي مهدي )..
أعني بذلك ان خطوات الشاعر حسب الشيخ جعفر، لم تحرث الارض البكر، بل هناك من حرثها قبله، لكن الشاعر حسب هو مَن أنضج القصيدة المدورة ،(وأشبع كل أشتراطاتها الجمالية بما يجعل هذا الشكل الشعري مرتبطاً بجماليات حسب الشيخ جعفر/12 ريسان الخزعلي).. وتلقفها من بعده شعراء سبقوه في الريادة الشعرية مثل الشاعر عبد الوهاب البياتي وكذلك الذي جاء بعد مرحلة الريادة أعني الشاعر سعدي يوسف ، الذي تقدم على مجايليه(بفضل وعيه وقوة موهبته وتطوره الثقافي والفني/ 60/ سامي مهدي)..
اتصاليتان نصيتان
تفّعل قراءتي لقصيدة (توقيع) اتصاليتين نصيتين متجاورتين
*تجاور نصي خارجي / داخلي
أعني بذلك، ان قصيدة (توقيع) تحيلني الى خارج مجموعة (زيارة السيدة السومرية) لكن هذا التجاور الخارجي هو داخلي ضمن انتاجية الشاعر حسب الشيخ جعفر عبر ثلاثية في القصيدة المدورة..من هنا ،أرى.. (توقيع) إحالة شعرية الى (مرثية كُتبت في مقهى) أحدى قصائد ..(الطائر الخشبي) ..
وسيكون الإتصالي مثنويا من خلال قصيدتين في ( زيارة السومرية):
(1)تتصل بمشترك الطفولة مع (الأقامة على الارض) ..(بمقبرةٍ خلف برلين يرقد طفل من النخل ِ،قيل : استراح ابن جودة / ص9) يقابلها في( مرثية كتبت في مقهى)
موت حمد الله هو صديق طفولة الشاعر وقسيمه في الحلم السياسي ..وسيطارده شبح حمد الله وهو يقطف الشقراوات في موسكو..ويقارن الشاعر بينه وبين الفلاح المناضل : (يايدي الملقاة فوق المائدة
يايدا عاجزة صفراء
ياجثة طفل باردة
أنا لم أقطف بك البردي
لم أشدد على المردي
يايدا خارجة من مقبرة )..
(2) كما تتصل( مرثية كتبت في مقهى) مع( وتوقيع) من خلال النضال في الريف واجواء الريف كرحم ميثالوجي عريق ويواجهنا نفس المناضل الريفي الشهيد… فالغائب نفسه سوى انه في (مرثية …)مثبت أسمه، ويواجهنا دون اسم في قصيدة (توقيع..)
التجاور النصي الداخلي
قصيدة( توقيع )تتجاور نصيا مع ثلاث من قصائد(زيارة السيدة السومرية) :
(1) قصيدة ابن جودة ،أعني( الاقامة على الارض) حيث الاتصال الشعري بين القصيدة يتشكل من هذه الذرة الشعرية في قصيدة (الاقامة..) :(يكبر في وجهه (1) قصيدة ابن جودة ،أعني( الاقامة على الارض) حيث الاتصال الشعري بين القصيدة يتشكل من هذه الذرة الشعرية في قصيدة (الاقامة..) :(يكبر في وجهه الجوعُ يلتفُ أمرأة ً من قرى القش مبتلة ً تسأل العابر المتعجل عن أي مستوصف ٍ/ ص12)..(البرق يشعل ُ في وجهك َ القروي جرائد َسرية ً)..
(2) قصيدة (في ادغال المدن) : (في منزل منزوٍ تحت أجنحة ِ النخل ِ والطير أدركنا الفجرُ نكتب آخرُ لافتة ٍ،في الظهيرة ِ تثقبها فوق أوجهنا الطلقات السريعة / ص20..(في أي محكمة يوقفونك َ متشحا بالدخان الجنوبي؟/ ص22)
(3) قصيدة (آخر مجانين ليلى) : (إني مطرٌ يصفعُ طفل َ النخل في فينّا، وعشب ٌ يابس يوقدُ ..وشمس ٌ تنضج التمر الجنوبي ،وعظمٌ مقمرٌ يلهو به الصبية/ ص64)
تشترك قصيدة (توقيع) مع القصيدة الاولى في الديوان (الاقامة على الارض) والقصيدة الثالثة (في ادغال المدن ) بالهم السياسي العراقي
الذي حاولنا تشخيصه من خلال العينات الشعرية المنتخبة،وتحديدا بفترة النضال السري للحزب الشيوعي العراقي قبيل ماسوف يطلق عليها بالجبهة الوطنية.. وإذا كانت الحقبة غير واضحة بشاهد تاريخي،فأن قصيدة (توقيع) تعلن ان الارملة الريفية زوجة الشهيد السياسي ماتزال محذوفة من نص الأستقلال الاقتصادي، المشار إليه بتأميم النفط (العيادات تفتح ابوابها والرميلة تحتضن النخل حيث إبتدأنا نلامس نبض البريد السياسي، أيها الماء خذني الى الجرف أنشر موج القميص الذي أخترقته الرصاصة، أدرك ُ ناقلة تعبر الشط ، في وجهها الطلق ِ
أكتبُ إسماً
طوته الملفات في مخفر حجريّ
ولُف عليه ِ الحصير المدمى
ويخبو اسمها في العرائض/ ص30).. (1) قصيدة ابن جودة ،أعني( الاقامة على الارض) حيث الاتصال الشعري بين القصيدة يتشكل من هذه الذرة الشعرية في قصيدة (الاقامة..) :(يكبر في وجهه الجوعُ يلتفُ أمرأة ً من قرى القش مبتلة ً تسأل العابر المتعجل عن أي مستوصف ٍ/ ص12)..(البرق يشعل ُ في وجهك َ القروي جرائد َسرية ً)..
(2) قصيدة (في ادغال المدن) : (في منزل منزوٍ تحت أجنحة ِ النخل ِ والطير أدركنا الفجرُ نكتب آخرُ لافتة ٍ،في الظهيرة ِ تثقبها فوق أوجهنا الطلقات السريعة / ص20..(في أي محكمة يوقفونك َ متشحا بالدخان الجنوبي؟/ ص22)
(3) قصيدة (آخر مجانين ليلى) : (إني مطرٌ يصفعُ طفل َ النخل في فينّا، وعشب ٌ يابس يوقدُ ..وشمس ٌ تنضج التمر الجنوبي ،وعظمٌ مقمرٌ يلهو به الصبية/ ص64)
تشترك قصيدة (توقيع) مع القصيدة الاولى في الديوان (الاقامة على الارض) والقصيدة الثالثة (في ادغال المدن ) بالهم السياسي العراقي
الذي حاولنا تشخيصه من خلال العينات الشعرية المنتخبة،وتحديدا بفترة النضال السري للحزب الشيوعي العراقي قبيل ماسوف يطلق عليها بالجبهة الوطنية.. وإذا كانت الحقبة غير واضحة بشاهد تاريخي،فأن قصيدة (توقيع) تعلن ان الارملة الريفية زوجة الشهيد السياسي ماتزال محذوفة من نص الأستقلال الاقتصادي، المشار إليه بتأميم النفط (العيادات تفتح ابوابها والرميلة تحتضن النخل حيث إبتدأنا نلامس نبض البريد السياسي، أيها الماء خذني الى الجرف أنشر موج القميص الذي أخترقته الرصاصة، أدرك ُ ناقلة تعبر الشط ، في وجهها الطلق ِ
أكتبُ إسماً
طوته الملفات في مخفر حجريّ
ولُف عليه ِ الحصير المدمى
ويخبو اسمها في العرائض/ ص30)..
فأمرأة الشهيد السياسي ،بقيت أوراقها غير رسمية !! أعني غير موثقة أومختومة بأختام حكومة التأميم والجبهة الوطنية إتفاقية 11/ آذار/ 1970والقوانين الخاصة بالعمل والضمان الاجتماعي والاصلاح الزراعي..والانفراج السياسي ..؟!
.(يخبو أسمها في العرائض،….
…ينهرها ،عبر قهوتهِ والدخان المدير الزراعي/ 30) وهكذا ثوى التوقيع خارج النص ، يستقبلنا كثريا للقصيدة ويضيئها، محافظاعلى حالته النحوية النكرة (توقيع) فهو مجرد توقيع، تسبب في اذلال ماتبقى من عائلة مناضل عراقي..بسبب عطل دائم في ذاكرة السلطة..
اتصالية الورق
نواة القصيدة وثريتها : فاعلية الورق الملموس والمقروء، والمحذوف
(1) يعكف المناضلون في الريف على ورق البريد السياسي ..
(2) والبريد السياسي (منتظرا في الجذور الخبيئة في عتمة النخل) إذا البريد محصن مثنويا من خلال الجواني (الجذور) والظلام النباتي
(عتمة النخل)
(3) الزوج / ساعي البريد السياسي، يُستهدف لهذا السبب..(في أي جرفٍ تعثر منكفئاً، نازفاً، أدركته الرصاصة ُ في الكتف،ماقال شيئا،الى آخر الليل ينزفُ في مخفرٍ حجريّ ولُف عليه الحصير المدمى)
(4) المرأة / الارملة تحمل مظلمتها وتطوف بأوراقها على دوائر الدولة، دون اي تجاوب مع حقوقها المشروعة(يخبو اسمها في العرائض،ينهُرها ،عبر قهوتهِ والدخان ،المدير الزراعي)
(5) يقوم السارد بفعل تعويض اول يحّول فيه المستور الى معلن :
(1) أعلق في النخل أوراقه لافتات
(2) أدرك ناقلة تعبر الشط ، في وجهها الطلق أكتب إسما طوته الملفات في محفر حجري
(3) تتوازى كتابة السارد لأسم الشهيد مع ما تفعله سلطة السلطة مع ارملة الشهيد 🙁 ويخبو اسمها في العرائض)
(*)
يجري حث التنظيم التوزيعي لمواقع فاعلية التسيير الشعري التدويري
:بين زمنيّ الحاضر اللامكترث لتضحيات الماضي التحرري، والماضي الذي كان منشغلا بالمستقبل الذي حين صار حاضرا: إنشغل بلحظته هو ولم يتذكر من كرسوا اعمارهم لهذه اللحظة وتتوازن القصيدة عبر :
التضاد الاتصالي
*أمام العيادات أبصرها كل يومٍ مكومة ً – ترمق العابرات الانيقات
الترمل والعوز / الإناقة كعلامة فارقة
*العيادات تغلق أبوابها – الملاهي الوضيئة تكشف عن عريها المتلطخ
: الانغلاق / الانكشاف
*يبقى البريد السياسي منتظرا في الجذور الخبيئة – ينفتح المنزل المتهالك
في الغبرة الدموية منكفئا، فارغا، أدركتها القوانين …
ياله من تضاد البريد السياسي محصن في العمق / الخبء، رغم ان بيت ساعي البريد السياسي انتهكته سلطة السلطة، ومن هذا التضاد تنبجس ثلاثة استحقاقات للمناضل الشهيد ،على حامل ضمير المتكلم في القصيدة:
*يا أيها الماءُ خذني الى الجرف ِ أحفر في صخره ِ وجههُ
*أعلّق ُ في النخل أوراقه لافتات ٍ،
ومن جراء هذا الفعل الاشهاري الموجب سينجز التماهي بين الخبء الطيني والعلو الاخضر، وبين الضوء في قوته ونحوله
:تعانق فيها الجذور الذرى الشجرية
… اللهب الازلي السراج َ الهزيل
أرملة الشهيد
تتأطرالأرملة بالإحالات التالية :
(1) أمام العيادات أبصرها كل يوم مكومة ً تحضن ابنتها
(2) كل يوم أمام الدوائر تحضنُ ابنتها
(3) يجيء النسق الثالث مغاير..(أحفر في الصخر وجها،أمام العيادات أُ بصرُه ُ،كل يوم مُذلا ً/ 31)
إتصالية الماء والنخلة
الجنوبيون مجبولون من النخل وليس من الطين ، هكذا اللاوعي الشعري يتسرب في الشاعر حسب الشيخ جعفر (طفل من النخل) بهذه الصورة ينرسم ابن جودة في نبض وذاكرة الشاعر..والنخلة هي دائما( نخلة الله) ثريا مجموعته الشعرية الاولى…
مفردة (قش )
ترد هذه المفردة في قصائد حسب ولكنها ليست دبلجة لقصائد أليوت أو مشتقاته..إنه قش عراقي من ريف له علاماتية مشحونة بكل القهر الإجتماعي العراقي..لادخل لهذا القش بشعور الخواء البرجوازي، على فطنة القارىء ان تلجم تداعيات القراءة الاعتباطية تفهم مفردة قش من داخل فضاء قصيدة حسب الشيخ جعفر، وهنا قدرة الشاعر الابداعية فهو يجعلك ترى العمق العراقي المقهور مِن مايطفو على السطح ..
إمرأة قصيدة توقيع
هذه المرأة علامة فارقة في (زيارة السيدة السومرية) وهي لاتعاني اغترابا في فضاء القصيدة وحسب، بل في الفضاء العام للمجموعة الشعرية : أشكالية وجودها ليست مرتهنة بالشبق مثل المرأة في قصيدة أورفي هبوط أورفي ص35 ولادخل لها بتمارا في الرباعية الثالثة تلك الاميرة التي تعيش في برج عال../ص103ولايقتبس لها حديثا من نصوص أخر(4)..من جهة سردية تشتغل سيرورة التدوير على ضميرالمتكلم كسارد عليم خلافا لقصائده الاخرى التي تحتوي على صوتين أحداهما من ذلك الماضي الاسطوري الشبحي المتواري عبر المرآة أو خلف الحائط وكل النسوة اللواتي يحتشدن في هذه المجموعة ، يتواصل معهم السارد، في حين يكتفي برصد الأرملة في القصيدة ،دون ان يكون لها عونا ..؟! هذه المرأة التي من يديها يشرب مناضلوالريف خمرة الفقراء :(تعد لنا الشاي/ص27) المرأة التي يتركون في بيت زوجها أسرار التنظيم( في آخر الليل نترك في بيته بعض أسرارنا، أو نناقش مسألة الريف، مرتعشين من البرد حول السراج) في كوخها
الفقير(منزلها المتهالك في قرية من دخان وقش) المرأة التي (يأتي لنا زوجها بالبريد السياسي من عتمة النخل)..ان محاولات سارد النص ،على روعتها يمكن اعتبارها تاليا، الاول ليس الجمالي بل الاقتصادي اعني الدفاع عن حقوق الشهيد المناضل ،هو الذي يمثل بعض الانصاف للشهيد ولأرملته وطفلته ذات اليتم المبكر.. أما الفني فلا يستهان به ،لكن ليس بالفن وحدها يحيا الإنسان …
*(ياأيها الماء خذني الى الجرف أحفر في الصخر وجها أمام العيادات أبصره، كل يوم ٍ، مُذلاً)..وإذا لم يعن السارد هذه المرأة داخل النص، فأن الشاعر حسب الشيخ جعفر انصفها شعريا واجاد في تصويرمحنتها..وهذه الأرملة أصبحت الآن ظاهرة نسوية عراقية بسبب ضحايا الارهاب من جهة وضحايا الروتين لايعتبرهم شهداء ولايعتبرهن شهيدات !!
توقيع
حسب الشيخ جعفر
أمام العيادات أبصرُها كّل يومٍ مكومة ً تحضن ُ ابنتها، ترمق العابرات الأنيقات ، يخفق منزلها المتهالك في قرية ٍ من دخان ٍ
وقش : تعدُ لنا الشاي َ، يأتي لنا زوجها بالبريد السياسي من عتمةِ
النخل ِ، في آخر الليل نترك في بيته بعض َ أسرارنا أو نناقش ُ
مسألة الريف ، مرتعشين من البرد حول السراج الهزيل ِ، الطيورُ المهاجرة ُ المستريبة ُ تطلق صيحاتها، والعيادات ُ تغلقُ
أبوابها والملاهي الوضيئةُ تكشف ُ عن عريها المتلطخ ِ، في أي جرفٍ تعثّر منكفئا، نازفاً، أدركته الرصاصةُ في الكتف ِ،
ماقال شيئا
الى آخر الليل ينزف ُ في مخفر حجري
ولُف َّ عليه الحصير المدمى ،
ويبقى البريدُ السياسيُ منتظراً في الجذور الخبيئة ِ في عتمة النخل ِ، ينفتحُ المنزل المتهالك ُ في الغبرة الدموية ِ منكفئا، أدركتها القوانين ُ، يا أيها الماءُ خذني الى الجرف ِ ،أحفر في صخرهِ وجههُ، أو أعلقُ في النخل أوراقه لافتات ٍ، تعانقُ فيها
الجذور الذرى الشجرية َ، واللهب الازليُ السراجَ والهزيل َ، العيادات ُ تفتح ُ أبوابها والرميلة ُ تحتضن ُ النخل َ حيثُ إبتدأنا
نلامس نبض البريد السياسي ، يا أيها الماء خذني الى الجرف ِ
أنشرُ موج القميص الذي أخترقته الرصاصة، أ ُدركُ ناقلة ً
تعبرُ الشط ، في وجهها الطلقِ
أكتبُ إسماً
طوته الملفات في مخفر حجريّ
ولُف َّ عليه الحصير المدمى،
ويخبو اسمها في العرائض ِ، ملتفة ً بالعباءة ِ أبصرُها، كل يوم، أمام الدوائر تحتضن ُ ابنتها، ترمق العابرات الانيقات، ينهرها ، عبر قهوته والدخان ، المدير الزراعي، يا أيها الماءُ خذني الى الجرف ، أحفر في عتمة النخل، منزعاً صحفاً ينبت ُ العشب فيها، أعلقها راية ً، يلتقي المنزل المتهالك في خفقها والرميلة، ينكشف المخفر الحجري عن الافق، يا أيها الماء خذني الى الجرفِ، أحفر في الصخر وجها، أمام العيادات أبصرهُ، كل يومٍ، مذلا، تمر به العابرات الانيقات، أحفر شيئا عن النخل حيث ابتدأنا نلامس نبض الجريدة ../ 27-31
—————————————————————-
*المقالة منشورة في جريدة الزمان / 8- حزيران -2014
(1)حسب الشيخ جعفر/ زيارة السيدة السومرية/ منشورات وزارة الاعلام – الجمهورية العراقية/ 1974/ سلسلة ديوان الشعر العربي الحديث/ 50/ قصيدة توقيع/ص27- 31
(2) سامي مهدي/ ذاكرة الشعر/ دار ميزوبوتاميا/ بغداد/ ط1/ 2013
(3) ريسان الخزعلي/ الطائر والنخلة – قراءة في تجربة حسب الشيخ جعفر/ مكتبة عدنان / ط1/ 2012
(4) في ص132 ضمن حقل هوامش من (زيارة السيدة السومرية) يثبت الشاعر حسب الشيخ جعفر الاسطر التالية في الهامش (6) في قصيدة(في الحانة الدائرية) يجري بعض الحوار مع السيدة متضمنا أقوالا من هولدرلن وريلكة والشعر السومري..
(5) حسب الشيخ جعفر/ الطائر الخشبي/ منشورات وزارة الاعلام – الجمهورية العراقية/ 1972/ سلسلة ديوان الشعر الحديث /18/ قصيدة مرثية كتبت في مقهى