5 نوفمبر، 2024 2:02 م
Search
Close this search box.

توقيتات لا تحتمل التأجيل

توقيتات لا تحتمل التأجيل

كشفت أحداث الموصل وما بعدها، امراض السياسة الحكومية وسوء السياسين، وليس من المعقول إيجاد حلول لما يجري في العراق؛ دون فهم المشكلة وجذورها، وتشخيص العلل قبل البحث عن العلاج، ويقينناً إن تراكم الأخطاء والإصرار عليها؛ يكرر نفس النتائج وتتجه البلاد للأسوء، ولا يمكن تحقيق نتائج مختلفة في بدايات متشابهة.
واجب الطبقة السياسية يتلخص بحماية التجربة الوطنية، ومواجهة التحديات والتهديدات، على أساس فهم المشكلة وجذورها ووسائل إيجاد حلول وطنية.
مطالب حماية التوقيتات الدستورية الإنتخابية، ملحة في وقت نعيش حالة الطواريء، وقوانين معطلة وشعب ينتظر حكومة تتجاوز اخطاء سابقتها.
كيف سيتعامل السياسيون بغية تشكيل حكومة ترضي الغالبية، بصفقة وطنية لا تقسيمات حزبية ومحاصصات؟! ومشكلة البلد لا يمكن حلها دون فريق منسجم يسهل مهمة رئيس مجلس الوزراء القادم، وهو يعمل بالحوار والتفاهمات المشتركة التي تصب في المصلحة العامة، يحارب المفدسين وداعش.
الوحدة الوطنية أصابها وباء الإرهاب والفساد والمصالح الفئوية، التي جعلتها تتجه للإنهيار، لولا وجود ركائز إستطاعت المحافظة على الدولة، منها المرجعية الدينية، التي دعت لإحترام التوقيتات الدستورية، وإلزام الجهات السياسية بالوفاق على قواعد المصلحة الوطنية، وسد الثغرات لأجل مواجهة الخطر الاكبر وهو الإرهاب، ودون ان تنحني القوى السياسية للتفسيرات المعطلة، والتلميحات الطائفية، وبذلك تستغل داعش فرصة تفكلل القوى والفراغ الحكومي.
حكومة المالكي تتحمل جزء أكبر من المشكلة، حيث عينت القادة الكبار دون الرجوع للبرلمان، وعم الفساد في قطاع الأمن، الذي تفوقت موازنته على التعليم والصحة والبيئة مجتمعة، دون الخضوع لأدنى مستويات الرقابة، ولا يتابع جنود يستلمون رواتب دون حضور او واجب، ولا يتعرض الضباط للمسائلة عن الإخفاقات، أو يقدمون الأدلة للجرائم والخروقات، لصلاتهم الوثيقة برئاسة الوزراء.
كل امراض الحكومة من فساد وعدم كفاءة، ظهرت بفترة وجيزة، كون الأرضية السياسية رخوة ملئية بالمطبات والشراك التي تضعها القوى فيما بنها، فزعزهتهم الإشاعة، متبادلين الإتهامات هاربين من المسؤلية، بعد أن فشلوا في تحقيق مؤسسة وطنية مستقرة.
واجب الزعماء السياسين، الترفع على خلافاتهم، والتوصل الى خطة مشتركة تضمن مسقبل وسلامة العراق، وتصحيح ما أحدثته حكومة المالكي وفريقه، والشواهد التي لا يمكن نسيانها بسهولة، والنتيجة كانت مدن مدمرة، وألاف الشهداء والجرحى والمشردين، ومأسي كثيرة تبحث عن حلول. فإن كان فريق الولاية السابقة لا يعترف بالأخطاء الصغيرة، كيف يستطيع علاج مشكل كبيرة؟! إذاً لابد من البحث سريعاً عن فريق منسجم، يرسم مستقبلاً مشتركاً، ويطمئن الجميع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات