في كل البلاد الاسلامية يستقبل شهر رمضان بالفرح والتكبير، ألا في موطني استقبلنا رمضان هذا العام بداعش!
تنظيم بلا جذور، نما في العالم الاسلامي كالدغل الشيطاني حتى وصل العراق معتقدا أن اهله نيام، فاصطدم بفتوى واحدة من مرجع شجاع أيقظت الملايين وستسبب له الفناء.
في كل البلاد يزف الشباب إلى زوجاتهم بغناء وأناشيد، ألا في موطني يزفون إلى المنايا بعرس مهيب، في مشهد يتكرر كل يوم على مدار السنين.
كم عائلة غاب عنها احبائها؟ وكم يتيم ينظر وقت الفطور إلى الفراغ، باحث عن أبيه بين متطوع وشهيد.
وكم عائلة باتت بالعراء تفترش الأرض وتلتحف السماء، بين ليلة وضحاها أختفت آلاف العسكر، واستبدلت بمئات الحمير!
أه يا وطن إلى متى ستضل هذه حالك؟ يقتل فيك الشريف، ويكرم الخائن والعبد الخبيث.
نعم سننتصر، ولن نبقي لداعش أثر، ولكن بمن؟ بأولاد هدام الذين أغدقت عليهم المناصب والنعم، وبأول مواجهة هربوا وأبدلوا ثوب العز والكرامة بثوب الخزي والعار، ذهبوا راكضين الى سلطانهم معللين بعذر أقبح من ذنب : لا نستطيع حمل السلاح والتصفيق.
أم بالمنسيين الضعفاء المساكين، أولاد الشعبانية و ثورة العشرين، الذين قاموا بالملايين لحماية العرض والدين، غير مبالين ان كانوا وسيظلوا مهمشين.