17 نوفمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

هل سيثبت البرلمان الجدي أنه ليس طبلاً اجوفاً؟!..

هل سيثبت البرلمان الجدي أنه ليس طبلاً اجوفاً؟!..

نحن اليوم في دوامة الترقب, ننتظر بلهفة هلال شهر رمضان المبارك, آملين من الباري عز وجلّ؛ ان يهله علينا محملاً بالبركة, والأمان, والمحبة, ويشملُ بظله الالهي العراقيين جميعَهم, ومن كل الاطياف, وخاصة الذين يتوجهون فيه بدعاء (التوسل – الرحمة – الندبة – أهل الثغور), ومتزامناً مع هلال الديمقراطية, ليكونا سحابة غيث, تمطر بالمودة والوئام.
لم يبقْ سوى أيام معدودات, لولادة برلمان جديد, والعراقيون جميعُهم ينتظرون, بأحر من الجمر؛ لاستقبال صاحب الطلة البهية, عسى أن يكون كامل الخَلق, وليس مثل سابقه المعاق.
اختبار حقيقي ينتظر الاخوة البرلمانيين الجدد, ليثبتوا انتمائهم المشرف للوطن, وإخلاصهم للمواطن؛ الذي وضع ثقته بهم, وأصبح على عاتقهم تكليف شرعي, لتمثيله داخل قبة البرلمان خير تمثيل, ويكونوا صوتاً شريفاً منادياً بالوحدة, والتكاتف, بعيداً عن الطائفية المقيتة؛ أو بحثاً عن المكاسب, أو جرياً وراء السياسيين الفاشلين, ومغازلة المسئولين التنفيذيين, على حساب البلد, كما فعلوا سابقيهم.
نريد الحكومة بعيدة عن الانقسامات, التي نخرت جسدنا, لأننا العراق؛ ونريد ولادة حقيقية لديمقراطية صادقة, ونحتفل بها ونتصافح, ونقول (كل عام والديمقراطية بألف خير), ولا نريد أن نكون كالنمر, الذي وجد أجمة فيها طبل, معلق على الشجرة؛ وكلما هب ريح ضرب الطبل, وخرج صوت مهول, فتوجه اليه بما سمع من صوت؛ ووجده ضخماً, فأيقن في نفسه كثرة اللحم والشحم, ومزقه, ولما رآه اجوفاً لا شيء فيه, قال: لا أدري لعل اخس الاشياء, اجهرها صوتاً, وأعظمها جثة!.
عليهم أن يثبتوا انهم ليسوا كالطبل, ويتحملوا المسئوليات التي تقع عليهم؛ في هذه الظروف الصعبة, لذا فالمرحلة الحالية هي رهان حقيقي, رغم صعوبته, ليكونوا رجالاً بحق, لاسيما وأن حل نصف هذه المشاكل؛ في تشكيل البرلمان, وإعلان حكومة الشراكة الوطنية, واختيار الرئاسات الثلاثة بأسرع  وقت, لتلافي تقسيم العراق, الذي يسعى اليه السياسيون المتطفلون, والمستفيدون من الاوضاع الخطيرة, بيد انهم دواعش من النوع المُحسَن!.
القادم يبشر بالخير بإذنه تعالى, لأننا صبرنا كثيراً, ونحن متفائلون بالرجال الجدد, من مبدأ (تفاءلوا بالخير تجدوه).
كونوا صادقين بما عرضتم, في حملاتكم الدعائية, وارسموا بصيص املٍ؛ لعراق ديمقراطي موحد, بعيد عن الطائفية ونفسها العفن, لذا وجب على الكتل والأحزاب, ترجمة برامجهم الانتخابية, على أرض الواقع, ليكونوا البلسم الذي يعالج التقرحات والإمراض, التي سببها البرلمان السابق, باختيار الرئاسات الثلاث, على حساب الكفاءة, وبأسلوب المجاملة والمساومة.

أحدث المقالات