18 نوفمبر، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

الأرواح الضائعة: لقطات مدهشة وتمثيل باهت!

الأرواح الضائعة: لقطات مدهشة وتمثيل باهت!

تعمل مايا لاركن(وينونا رايدر)، كمدرسة لغة انجليزية لاحدى المدارس الكاثوليكية، وبالرغم من كونها متدينة الا ان الشيطان كان قد سكنها بالماضي، لكن الأب لارو(جون هورت) نجح بعد جهد ومثابرة بانقاذها وعينها مساعدة له بالرغم من عدم كونها راهبة…وباحدى الجلسات الدينية تفشل تعويذة الأب لارو لأسباب غامضة، فيقتنع الجميع بوجود مؤامرة شيطانية هدفها تدمير الأرض وابادة الجنس البشري! وبحكم تجربتها السابقة ومعاناتها المرعبة مع المس الشيطاني، تدرك مايا بأن الشيطان يحضر نفسه للانبعاث جسديا، وذلك عبر تلبس جسد كاتب القصص البوليسية الشهير بيتر كيلسون (بن شابلن) المعروف بسخريته والحاده. وتنحصر مهمة مايا باقناع الكاتب العنيد بالخطر المحدق به او حتى قتله قبل وقوع الكارثة ونجاح الشيطان بالابنعاث حيا! يحفل هذا الشريط ببعض الحوارات السخيفة

المرتجلة، كما تبدو قصته تقليدية ومكررة ومستهلكة، الاأن المخرج يانوش كامينسكي ومدير تصويره ماورو فيوري قد نجحا باغناء الفيلم بالعديد من القطات المدهشة والمؤثرة والمشوقة، ربما استنادا لرصيده السينمائي (كمصور سابقا) المتمثل بجائزتي اوسكار عن أفضل تصوير لفيلمي “انقاذ الجندي ريان” و”لائحة شندلر”، ويبدو وكأنه اقتبس بذكاء بعضا من اسلوب “شبيلبيرغ” الاخراجي الذي يتضمن الانشغال بالتفاصيل وبناء السيناريو المحكم …وبالفعل تأتيهم الاشارات الدالة بصحة التوقع بعد ان يقوم الكاتب ومايا برحلة غامضة تحفل بالحوادث الغريبة و”اكتشاف الذات”! الذي ادهشني كناقد حقا فهو لامبالة الممثلين وضعف انغماسهم بتأدية الأدوار، وعلى رأسهم أداء “الجميلة الشاحبة” وينونا لاركن الذي بدا باهتا وضعيفا وكأنها تقول للمشاهدين: لا تقتنعوا بما نرويه لكم ..فهو مجرد قصة مختلقة غير واقعية! ويبدو انها خافت حقيقة من تقمص الشخصية حتى لا يقترب الشيطان منها، لأن هناك مقولة تؤكد ان الشيطان يقترب منك اذا اقتنعت به (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)!

يسعى المخرج جاهدا للتماثل مع تحف سينمائية “شيطانية” كفيلمي “طارد الأرواح وطفل روزماري”،ولكنه لا ينجح قط بمسعاه هذا فيخرج فيلم رعب عادي مكرر مقحما مواضيع مثيرة كتعقب”المسيح الدجال”، ويعوض افتقاده لمحور سردي زخم بجاذبية تصويرية لافتة…ولكن يبدو أن موضوع التلبس الشيطاني قد استهلك حتى لهواة هذا النوع من الأفلام، ولم يبقى الا الاستناد لقصص واقعية من التلبس وتحويرها سينمائيا ودراميا لتحدث الخوف والرعب بنفوس المشاهدين، مع خليط من الباراسيكلوجيا والجنس واعتمادا على تقنيات التصوير الرقمي والكاميرا المحمولة بأجواء ليلية منعزلة (كما نشاهد بمعظم أفلام الرعب الجديدة، حيث لاحظت وجود آلة قديمة لاستحضار الأرواح بفيلم حديث، وآخر يسرد القوى الخارقة التي تتمتع بها فتاة مسكونة والتي تجعل الأشياء تتطاير فجأة)!…ولكن لا شيء سيفيد حقا اذا ما قرر الشيطان نفسه”صاحب الشأن” امتصاص حيوية الفيلم وروح الممثلين!

أحدث المقالات