18 نوفمبر، 2024 1:14 ص
Search
Close this search box.

الى السيد المالكي: لا تكن مثل الغراب !

الى السيد المالكي: لا تكن مثل الغراب !

في الدارج من الامثال الشعبية لوصف من اضاع الفرص و الهوية و الهدف معا يقولون له : انه مثل الغراب اضاع المشيتين فلم يفلح في تقليده للحمامة و نسى مشيته الاولى كاسلافه الغربان فاضحى لا هذا و لا ذاك
و الحال نفسه يتربص بالحكومة العراقية و بدولة القانون و بالسيد المالكي اكثر كونه بيده من الامر ما ليس بيد غيره
فخصومه و شركائه على السواء من الخبث و الدنائة بحيث اصبح معهم ميكافيلي قديسا و فرعون نبيا و المغول حمائم سلام و مع كل هذا و ذاك يبقى السيد المالكي يقبع في دهاليز الذات باحثا عن ذاته و لا يزال يتلقى الضربات تلو الاخرى و لم يسجل له الى الان فعل و انما كل ما بدا منه مجرد ردود افعال لا ترتقى من حيث القوة وربما حتى من حيث الاتجاه للفعل ذاته
اخطاء بالجملة ارتكبها السيد المالكي ساهمت بشكل كبير لحدوث هذه الزلازل و الكوارث قطعا ليس هو وحده من يتحمل النائج و انما ساعد بشكل ملحوظ فيها
يتهمونه بالدكتاتورية و الاقصاء و التهميش و انا اقول معهم نعم انه دكتاتور و يهمش و يقصي لكن ليس ذات المهمشين وانما همش ابناء الجنوب و ابناء الشهداء وابناء المظلومين و كساهم جلباب الظلم كابائهم و انه دكتاتور اذ لم يسمع لاصوات الثكالى و الارامل و المعوزين و البؤساء و ناقل خيراتهم الى من لا يشبع و اعطى ثروات الجنوب الى من لا يقنع فما كان منهم الا ان ازدادوا غيا و طمعا و شرا
و عجبي كيف يخفى هذا الامر على شخص مثل المالكي و هو امر من المسلمات بادءا و تاليا قديما و حديثا الم يقرأ يوما ما في مسيرته الدراسية قول المتنبي:
و ان انت اكرمت الكريم ملكته ،،،، و ان انت اكرمت اللئيم تمردا ؟!!
فاي مكسب سيجنيه من يكرم لئيما دأب دمه على مخالطة الخيانة و بات هو و الغدر اسمان لشيء واحد وصنوان لا يفترقان الا بموتهما معا السيد المالكي و بعيدا عن هؤلاء قليلا لم يحسن التعامل مع الخارج المؤثر فلم يك حليفا للامريكان ولم يجنح لروسيا كما جنحت ايرانبيده مقاليد الامر بدليل اقالته اعشرات الضباط المسئولين عما جرى في الموصل مؤخرا ولكن رغم التحذير من هؤلاء لم يعط اذنا صاغية لناصحيه وقلتها سابقا ان ما حصل عليه من شعبية ليس لحنكته وانما لشناعة خصومه و مع ذلك لم يستغل الفرصة ابدا وعاد كما بدا يغدق على خصومه الاشرار ما منحه اياه الاخيار الامريكان لا يثقون بالمالكي لعدة اسباب و اهمها من وجهة نظري انه ليس قويا بل مهزوزا و يؤمن بالمثاليات الاخلاقية اكثر من البراغماتية السياسية و يحاول ان يصنع توليفة من الدين و ثوابته مع السياسة و متغيراتها وبين الشعارات المجترة و المستهلكة وبين مستجدات الواقع و متطلباته فما كان منه الا ان انتج شيئا ما لا اسم له و لا عنوان و لا معنى و انما هو محض مسخ و مولود مشوه و جنين سياكل الرحم الذي يحتويه قبل ان يخرج الى الفضاء فيصبح عدما المالكي يملك الكلاشنكوف و الجي سي و القاذفة و المدفع و الدبابة و الطيارات و مع ذلك يخضع للاعزل من خصومه؟!!
ان من يمتلك القوة هو من يمتلك الحق على الاقل في فرض الشروط و ليس العكس
لكن المالكي قلب المعادلة على راسها ، الم اقل لكم انه انتج مسخا من الادارة و السياسة!
و ساطرح سؤالا افتراضيا لكنه حتما سيكون دليلا على ما اقول
لو ان النجيفي او البرزاني او مقتدى الصدر مثلا كان مكان المالكي و تبادلا الاماكن ، فهل سيمنحون المالكي فرصة لان يتنفس خمس دقائق فضلا عن ان يعطوه منصبا سياديا ؟!!
و اتصور سيكون الجواب كما جاء في معرض السؤال و فرضه
اذن ما الذي حدا بالمالكي ان يستسلم بهيئة الذليل الضعيف الخانع المستكين؟!
اتمنى ان يجيبني احد لكنني اتوقع ان ينبري البعض يالدفاع عنه و سيتحججون بالمؤامرات و اسرائيل و قطر و السعودية و تركيا و الصومال و و و و و القائمة لا نهاية لها لكنهم بالنتيجة يقرون ان خليفة المالكي من هؤلاء سيبيد المالكي و من والاه بجرة قلم ، و نعيد السؤال : اذن لم لا يستطيع المالكي ان يفعل ما يفعله خصومه؟
هل هي الاخلاق و المثاليات   طبعا لا و الف لا فالخصوم هنا ليسوا متهمين او ابرياء و انما عتاة المجرمين و الخونة الم يصرخ المالكي في البرلمان بوجه الجنابي و انه يمتلك عشرات الملفات ضده! و ماذا حدث بعدها، خرج الجنابي من بغداد كما دخلها و مقاليد بغداد بيد المالكي ؟!!
لا اعرف هل هو جبن ام حمق ام خيانة بصراحة لم اعد استطع ان اضع اسما لهذه المسميات في مقال سابق. قلت ماذا سيحدث لو ضربنا البرلمان بالدبابات!؟
واؤكد لكم لما كان سيحدث شيئا بل سيحدث العكس و سيكون العراق اكثر امنا و امريكا ستحترم المالكي و ستبذل الغالي و النفيس لتتحالف معه لا يغرنكم الاعلام و تصريحات وزير الخارجية و وزير اللادري من و رئيس الجمهورية و و و فهذه كلها مجرد تصريحات لا قيمة لها و تخفي تحتها اصرارا لاتخاذ تحالف جدي مع الضارب و ليس مع المضروب هذه هي السياسة و هذه هي سجايا الدول العظمى و لغة المصالح هي اللغة الوحيدة التي يتعاملون بها اما منظمات حقوق الانسان و الحيوان و اليونسكو والاغاثة فما هي الا محسنات شكل و تزويق و مكياج لوجوه الدول الكبرى ان تقضي على خصومك بالضربة الفنية القاضية ذلك مدعاة ان تتمنطق بالحزام الذهبي و تصبح بطلا ودع الاخرين يحنون و يسعفون خصمك و لا تنظر اليه فقد انتهى الامر امريكا تحترم القوي لانها دولة قوية و لا تحترم الضعيف و لا التابع ايضا الاقوياء في كل زمان و مكان يحترمون الاقوياء و ان كانوا خصومهم اما اذا لم تعجبك امريكا يا سيادة الرئيس فحضن روسيا اوسع مما تتصور انها تبحث عن حليف في مكان ضاع منها او كاد و ستغدق عليك بالسلاح و التكنلوجيا و الدعم السياسي في كل منصة بالعالم ابتداءا بمنصات المؤتمر الاسلامي و لا تنتهي بمجلس الامن فلم الخوف و التردد اذن؟؟ و حسنا فعل خصومك باعلان نواياهم بصوت عال و التكشير عن انيابهم المتهرءة فقد برزت كانياب من تبن و طين ولا تنسى يا سيدي شعبا خلفك و مرجعية توجه هذا الشعب و تحثه على الحياة الكريمة و لم تنبس الى الان ببنت شفة ضدك الفرصة لترك ريش الغراب و مشيته باتت مؤاتية و لن نرضى ان تعود حمامة و انما نريدك صقرا.

أحدث المقالات