منذ ريعان الشباب واشتداد عودنا ..تكلحت أعيننا ببدلة ( الخاكي ) كنا نشاهدها عن قرب لأرتدائها من قبل أحد أفراد العائلة ( الأب..الأخ..العم..الخال..ابن الجيران )..ولهذه البدله الطاهرة بريق متألق لمن يرتديها..مكتملة بأعتمار ( البيرية )..والنسر العراقي الشامخ التي يتصدرها..كانت هذه البدلة تضيف لمن يتمنطق (نطاقها العسكري) صفات الرجولة والشهامه والغيرة الوطنية التي كان ولازال يتسم المواطن العراقي الشريف ابن هذا البلد. كان لقب ( ابو خليل) مفخرة لمن يرتديها..ومحلاها كلمة ( ابوسمره ) التي تصدح من أفواه العراقيين تيمنآ بهذا الجندي الشجاع.
لم نكن نعرف منذ أظفارنا ان تاريخ هذا الجيش البطل لثم تاريخ نضاله المشرف..فأحداث تشرين 1973 وماقبلها وعلى مر التاريخ لم تلطخ صفحته الناصعة البياض اية شائبة.وهذه فلسطين…والجولان..وحنين …تشهد صولات تاريخه الأبي… ننظر اليه بعين البطولة والشهامة والحامي الغيور لسور الوطن..كانت أغنيات ( منصورين بعون الله)..(الله ..اكبر للنصر خطواتنا..رايتنا فوك النجم راياتنا )..اهزوجات تطرب اسماعنا كأجمل من أغاني العشق والغرام..لم نكن نحسب في أذهاننا لمن تصاغ هذه الأغاني ولآية مرحلة تكون ولكنها كان الهدف المقصود الوحيد منها تحية لآمجاد هذا الجيش العريق..
لم نكن نعرف…ان ولاء الجيش لآحد من الساسة ..ولا نأبه من كان يسميه ( جيش فلان….أو علان )…..كان جيش العراق فقط ويوم (6 كانون ) من كل عام هي لحظة فرح غامرنعيشها لتقديم التهاني للأقربون منا..ولأبن الجيران..ولآي مقاتل نراه في شارع منطقتنا.
الجميل في هذا الشئ..كانت بدلة ( الخاكي )…تجمع مابين أبناء كل طوائف ومذاهب العراق…وكانت ( القصعه )..تجمع من حولها خيرة الرجال..وكان ( بوق الصباح )….وساحات العرضات..تجمع بين ..عمر .. علي.. جرجيس.. يونس ..جاسم..سوران…نوزاد…دلشاد متساون في الحقوق والواجبات . كانت تجمع ابن الموصل والشرقاط..وابن تكريت والحويجه..وابن بعقوبة وشهربان..وابن خانقين وجلولاء…كما أنها كانت تجمع ابن بغداد..ومدينة الصدر..والمنصور..والأعظمية..كانوا أخوة..احباء..ينتظرون من يلتحق بأجازاتهم الدورية كمن فاقد الأخ لأخيه..ينتظرون ابن النجف مع (دهين أبو علي)..ويعاتبون ابن ذي قار اذا حضر بدون (طرشي الحبوبي)..ويخاصمون ابن البصره سأئلين عن ( حلاوة ابو الخصيب)..انهم سيوف الفاروق البتاره مستلهمين غيره ونخوة حيدر الكرار.
لقد حاول بعض الساسة اليوم ..وأقول..من أحترف السياسة لا حبآ للوطن..بل…وسيلة للعيش الرغيد بعد فقرمدقع في بلاد الغرب…حاشا لله أن يكونوا من أبناء الوطن..بل أنهم فئة من (عاهري السياسة ) الذين حاولوا ولايزالوا أن يقحموه في صراعاتهم السياسة و يلثموا صفحات المجد لهذا الجيش البطل..نعم في كل بقاع العالم..هناك معارك وسياقات عسكرية فيها (انسحاب تكتيكي..وهجوم مباغت..وساعة الصفر)..ومن عاش أحداث الخدمة العسكريه..يعلم خفاياها..وانا هنا لست بصدد الولوج في عالم الفلسفة العسكرية فهذا ليس من اختصاصي..ومهما تنورت من معلومات..فهي نقطة في بحر كبير من هذا العالم الواسع..واذا صدرت الأساءه من هذا وذاك..فهي فلا تعمم على الجميع.
أعود بكلامي لبعض الساسة والعياذ بالله منهم..مع من نبدآ. ..لاأريد أن أقحم نفسي بأسماء من هم فاقدي الغيرة والضمير..ولا أريد أن ازيد من شأئنهم أن ذكرتهم..فهم ( لايهمنا..حتى سماع نعيقهم أو رؤيتهم )..ولكن أقول..اننا اليوم في محنة كبيرة عليكم ترك..( هوساتكم…وتباكيكم..على المناصب..)…ترفعوا…أتركوا شهواتكم..وسيلان لعابكم على مالايدوم لكم..غير العراق…وجيشه المغوار بضباطه ومراتبه .
جشنا اليوم ….لايطلب منكم دعمه ماديآ..الحمد لله ..العراق نبع دائم ينضب بالخيربالرغم من دسائس..ونهب البعض منكم لخيره وثرواته..لآيطلب منكم غير أن تكفوا عن أيذائه بأتفه العبارات أو الشك بولائه او عقيدته..ابعدوه عن الشخصنه …فهو انبل واشرف من البعض منكم…جيشنا..تاج على الرأس ولنا الشرف بذلك مهما غدر به الزمن..نحن من نحتضنه.,.نقف معه..نلثم جراحه أن جرح..نسانده..نؤازره أن هوى..(لاسامح الله )…ابعدوه عن دسائسكم..عن خياناتكم…عن سهراتكم الحمراء…فهو ابن كل مدن العراق..
أقول دائمأ…ولا أتعب…أو..أتردد…للبعض منكم..ياساسة اليوم.
لا يتناسى البعض منكم..كيف كنتم تتباكون..وتقبلون الأيادى…مسرعين ( كهرولة قطيع الغنم )..تستنجدون بهذا الجيش عندما كنتم تستشعرون بأي خطر..والأيام الماضية اذا كنتم نسيتموها….نحن نذكركم.وكل ماغنتموه من مدن فهو ( شهوة سارق..من غفلة أسد )..وانها لنشوه مؤقته..وانتصاركاذب لسارق الدار وخائن الوطن وانها ( صدمة لمؤامرة خبيثة )
والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.
حيالله..جيش العراق..حيالله جنده وضباطه…حيالله كافة صنوفه ..فوالله تأبى الآرض أن تسعكم.
اللهم..نسألك..بحق لا الله ألا أنت.. اللهم نسألك..بحق أنبيائك وآل بيتك الأطهار..
أن تحمي العراق..وجيشه..وشعبه..وأن تجعل جيشنا شوكة في عين كل من يمس ذرة من ارضك ياوطني.
يـا أكـرَمَ الـدُّنـيــا دَمــا ً وأعـَزَّ أهْل ِالأرض ِمَجـْدا
يا خَيْرَ مَن أعطى، وأشرَفَ مَنْ تـَجـاسـَرَ واســـتـَرَدَّا
يا جـَيشَ مَن حَشـَدوا عليـهِ الـبـَحـْرَ والأرَضينَ حَـشْـدا
وَتـَلـَبـَّدَتْ بـِهـِم ِ الـسـَّمـا سـُمـَّا ً وَمَوجـِدَة ً وَحـِقـدا
وَتـَخـَـيـَّـلــُوهُ حــَمــامــة ً وإذا بـِه ِصـَقـرا ً عـَلـَنـدَا
جـَيشَ الـعـراق ِ.. وَكـُلُّ مَكـْ رُمَة ٍ لـَهُ، بـِكَ أنتَ تـُحـدا
سـَيـَظـَلُّ سـِـفـْرُكَ خـَيـرَ ما لـِصَحائِفِ الـتـَّاريخ ِيـُهـدا
وَيـَظـَلُّ سـَيـْفـُكَ مُصْـلـَتـــا ً لـِلـحـَقِّ لا تـُؤويــهِ غـِمـْـدا
(( فويلكم من الحليم أذا ……غضب ))