5 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

العملية السياسية بين مطرقة الارهاب وسندان التآمر ؟!

العملية السياسية بين مطرقة الارهاب وسندان التآمر ؟!

العملية السياسية بعد سقوط النظام البائد تحملت الكثير من النكبات ، والصدمات ، وكادت في اكثر من مرة ان تتعرض الى الانهيار اكثر من مرة ، ويمكن ان نعزوه الى اسباباً عدة ، فمرة يكون عدم التعاطي الجدي مع العملية السياسية من السياسين أنفسهم ، وهذا سببه يعود الى ضعف القراءة والرؤية السياسية لدى البعض ، والذي بالتالي انعكس بالسلب على العملية السياسية ، ومرة نعزوه الى فقدان الثقة بين السياسيين أنفسهم ، فالاكراد هم أنفسهم الأكراد قبل السقوط ، ونفس الشخصيات التي كانت تقف مرة بالضد من صدام او التي تقف معه وتحارب الأطراف الاخرى الكردية ، والجانب السني هو الاخر ابتلي بسنيته ، فكان الجميع يحسب انه من أتباع النظام البائد ، ويحسبون على هذه الفترة حتى وان كان جزءً منهم ممن عارض صدام او خالفه او خرج على طاعاته ، فأصبح يحسب من المعارضة ، وأما الشيعة فهم عاشوا كل الفترات وهم على حالهم لم يتغير شيء في واقعهم ، بل ابتلوا بسياسيين لا يفقهون شيئاً من السياسية ، وأصبحنا على انهم لم يكون في اسطر اجنداتهم شيء للشعب .
هذا الواقع جعلنا نقرا الواقع السياسي ، بانه واقع مزري ولكن يمكن له الصمود مطلقاً ، وكان في اغلب الأوقات يتعرض للاهتزازات القوية ، ولكن تتدخل المرجعية الدينية ، وتقف على الخطأ وتصيح بأعلى صوتها لعلها توقظ النائمين من سباتهم ، كما ان هذه الأزمات والصراعات بين السياسيين أنفسهم خلقت نوعاً من العداء الذي نمى حتى اصبح مواجهة في بعض الأوقات ، فكان صراع المركز من الأكراد صراعاً وصل فيه الطرفان الى المواجهة المسلحة ، والتهديد والوعد والوعيد .
وآخر ما خلفته هذه الخلافات هو سقوط مدينة كبيرة ومهمة الا وهي الموصل بيد التحالف “الارهابعثي ” والذي كان موجودا في المدينة ، وكان متعشعش فيها ، ولكن ما جعله يظهر هو الخلافات بين السياسين من اجل مغانم السلطة ، وفعلا تحقق الامر ودخلت العصابات الإرهابية الى الموصل ، وهربت القيادات وهرب المحافظ بسلام دون اي مقاومة تذكر !؟
تساؤلنا يأتي ياترى هل كان المحافظ يعلم بالمخطط ، وهل القادة فعلا كانوا ضحية هذا التامر ، والذي اغلب التقارير الإخبارية تشير بصورة واضحة انه عملية احتلال الموصل تم بتنسيق السعودية وتركيا وأطراف داخلية سياسية ، من اجل السيطرة على كركوك والتمهيد لإعلان الدولة الكردية التي طالما حلم بها البارزاني ولكن الممانعة والمصدات الداخلية ، واعتراض الدول الإقليمية جعل حلم السيد البارزاني يتأخر قليلاً، وهذا بالتأكيد ناتج عن انعدام الثقة بين الأطراف الكردية وبين حكومة المركز ، والتي هي المستفيدة الوحيدة من كل هذه الأزمات ، فهناك نواباً لهم في بغداد ونواب في الإقليم ، ووزراء في بغداد ومثلها في الإقليم ، ويسكنون في الخضراء ، وفي أربيل ، ويتمتعون بالامتيازات هنا في المنطقة الحمراء ، وهناك في الإقليم ، وغيرها من امتيازات حصلوا عليها ليس من مصدر ضعف ،بل من مصدر قوة ، لان الطرف المقابل لهم كان يسعى باي طريقة كانت من أجل البقاء في السلطة ، لهذا كانوا يسعون الى استغلال هذا الموقف أسوء استغلال ، وهذا ما حصدها ثماره اليوم في دخول القوات الكردية الى كركوك ، وعدم الانسحاب منها مهما كان الثمن ؟!
ما حصل في الموصل أيقظ النائمين من سباتهم ، وربما اقظ مضاجع حماة المنطقة الخضراء بقذائف الهاون التي أطلقها السيد السيستاني في فتواه “الجهاد الكفائي ” لتبدأ مرحلة جديدة قائدها سيستاني العراق ، وتسقط كل الأصنام ، وتعود الحياة لدى شعبنا من جديد ليبدأ برسم ملحمة وجوده ، ومستقبله الجديد والذي بالفعل يمكن ان نسميه اليوم العراق الجديد .
اليوم سقطت جميع المخططات ، وسقطت أرادات الولاية الثالثة التي كانت من اهم أسباب غزو بلادنا من خفافيش الظلام ، وتبدأ مرحلة جديدة يكون فيها الإرادة للشعب العراقي ومرجعيتها الدينية العليا .
اليوم سقطت جميع المؤمرات التي أرادت ببلادنا الشر ، وينهض من جديد قويا ينفض تراب التعب عن جبينه ، ويجعل ترابه مقبرة للغزاة والطامعين بأرضه.
اليوم على الجميع ان يقف للعراق من سياسيين ، ويكون لهم دور في هذه الملحمة التاريخية للشعب العراقي ، كما يجب عليهم ان يشاركوا شعبهم هذه المواجهة ، والخروج من منطقتهم الخضراء ان كانوا ما زالوا يسكنوها ، ان انهم اليوم بحسب التقارير تعيش فارغة من رجال السياسية والمسؤولين ، وذهاب بعضهم اما الى شمال العراق ،او الى الراحة والخلاص من هموم العراق وشعبه ،وبعيدا عن المفخخات والتفجيرات التي كان الضحية فيها المواطن العراقي لا غيره .
فياترى هل سيكون العراق جديدا بسياسيه كذلك ، ام ان هذه اليقضة هي يقظة الموت السياسي ، وولادة طاغية جديد؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات