الدعاية في إحدى تعريفاتها هي محاولة للتأثير على الأفكار باستغلال كل وسائل الاتصال الجماهيري، فهي تختلف عن الأعلام الذي يفترض أن تكون مهمته تزويد، الناس بالإخبار الصحيحة التي يستطيعون من خلالها المناقشة والتوصل إلى الحلول والآراء.
هناك بعض ما يسمى بوسائل الإعلام وهي بالحقيقة وسائل للدعاية والترويج فقط . فهي تتعمد نشر أخبار كاذبة هدفها فقط التحريض على الكراهية أو إثارة حماس طائفة معينة أو أنها تركز فقط على وجهة نظر معينة ، ومن قنوات الدعاية المعروفة والواضحة للقاصي والداني بأنها وسائل دعاية وترويج للإرهاب ، هي قناة العربية والعربية الحدث والجزيرة والغربية والتغيير والفلوجة … فهي التي زرعت بذرة التفرقة و النزاعات والصراعات وزلازل في المنطقة الهدف منها خلق التناحر و الاحتراب والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد وفي أكثر من دولة عربية وأخرها العراق ، فهذه الفضائيات الممولة خليجيا من السعودية وقطر … باتت مكشوفة ومعروفة للمواطن العربي والعراقي .
إن الدول التي تقف خلف الإرهاب الذي يضرب العراق والمنطقة .تمارس حرب الإشاعة أو حرب الإعلام ، على العراق من خلال فضائياتها التي لا تنشر خبر إلا لغاية ، والمهم ليس صحة ودقة الإخبار التي تنشر ،بل دورها ووظيفتها ، والفائدة منها للناشر وما تحقق له من غايات ودوافع ، فهذه الفضائيات أنفة الذكر لم تنفك عن بث الإشاعات ضد الشعب العراقي وجيشه الباسل والدافع والغاية من ذلك هو النيل من عزيمتهم في مواجهة الإرهاب .
على الحكومة دحض الشائعات التي تعمل على خلقها ونشرها فضائيات السعودية وقطر وإذنابهم ، ضدنا وضد قضيتنا المحقة في محاربة الإرهاب ، ويكون ذلك من خلال نشر الحقائق من داخل المعركة ومن قلب الحدث بالاعتماد على ( المراسل الحربي ) الذي بدوره ينقل الحقيقة الموثقة بالصور والفيديو لوقائع و مجريات الإحداث ، مثلاً تقدم الجيش وسيطرته على الأرض أو الانتهاكات التي تقوم بها عصابة داعش والمجاميع المسلحة الإرهابية ضد الشعب العراقي مثل حالات القتل الشنيع والتمثيل بالجثث وخصوصاً جثث الأطفال والنساء واغتصابهن ، وحرق وتدمير المساجد والحسينيات والكنائس والآثار ، لاطلاع العالم على جرائمهم وتدويل هذه الانتهاكات وبالأدلة والوثائق للوقوف بوجه هذه العصابات الهمجية والبربرية والقضاء عليها ولمحاسبة من يقف وراءها ويدعمها ، و هناك شواهد كثيرة على كيفية التعامل مع هكذا ظروف اسرد لكم هذه الحادثة مثلاً :
بتاريخ 15 تموز يوليو 2010 نشرت وسائل الإعلام شريط مصور يظهر فيه الضابط والجنود الإسرائيليين الذين اعدموا الشاب الفلسطيني ( اشرف أبو رحمة)، المعتقل ومكبل اليدين ومعصوب العينين، قاموا بإطلاق النار عليه وهو بين أيديهم بعد اعتقاله في مظاهرة سلمية في ( قرية بلعين قرب مدينة رام الله )، ويعتبر هذا الشريط إدانة للاحتلال الإسرائيلي .
ورغم محاولة القضاء والمدعي العام الإسرائيلي الالتفاف على القضية وإظهارها بأنها من اجل الدفاع عن النفس، لكنه لم يستطيع بسبب اطلاع المنظمات الإنسانية الدولية ،والهيئات القانونية الدولية التي استطاعت أن تلعب دورا هاماً في تثبيت تلك الجريمة وإدانة مرتكبيها ، إن هذا الحركة التضامنية الدولية ، فرضت على إسرائيل الإقرار بهذه الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الضباط والجنود الاسرائيلين ولا احد يستطيع منهم لفلفت الجريمة لكونها موثقة في كاميرات المراسلين والصحافيين ولكون هذه الجريمة أصبحت في العديد من أرشيف تلفزيونات المحطات الفضائية التي فضحت هي بدورها إجرام هذا الكيان المغتصب والمتعصب والحاقد من خلال عرضها بالشكل الطبيعي .