حرب تشرين – اكتوبر من زاويةً خاصة

حرب تشرين – اكتوبر من زاويةً خاصة

على الرغم من مرور 52 عاما على حرب تشرين – اكتوبر لعام 1973 والتي استمرت في حينها الى نحو 21 يوماً , وهي الفترة التي تعادل واحدة من اقصر المعارك في الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , إلاّ انّ حرب تشرين لها نكهة ستراتيجية خاصة وتتصل بالصراع العربي – الصهيوني ولها ما لها من مدلولاتٍ وابعاد .. وبرغم انقضاء نحو نصف قرنٍ على تلك الحرب , والتي حظيت بتغطياتٍ صحفية وعالمية هائلة مع اصداراتٍ لمئات الكتب والمجلات وبعديدٍ من اللغات , تناولت وتداولت فيها تلك الحرب حتى من الزوايا المتباينة , وتضمنت حتى ما كتبته الصحافة الأسرائيلية وما دوّنوه القادة السياسيين والعسكريين الأسرائيليين .. إلاّ انّ ما يفاجئني أنّي في كلّ مرة ازور القاهرة اجد أنّ كتباً جديدة قد صدرت حول حرب تشرين وتفاصيلها , ولا سيما كتب مذكرات قادة الجيوش والفرق والألوية وسواهم وهي تحمل تفاصيل احداث وبطولات ما كان للرأي العام الإطلاع عليها لولا كتب المذكرات هذه , والحقيقة فلم تشهد حربٌ من قبل مثل هذا التوثيق التلقائي وادامته .

   اذ نختزل الحديث هنا كيما لا يعاد او يتكرر ما سبق التطرق اليه سابقا .. هنالك شيء واحد طالما يلفت نظري كلما اشاهد الأفلام الوثائقية والفيديوية التي جرى تسجيلها بالبث الحي المباشر اثناء عملية العبور, حيث تُظهر الصور أنّ اعداداً كثيرة من الزوارق المصرية التي عبر بها الجنود المصربون لمياه القناة كانت تُقاد او تسير عبر ” المجذاف او المجاذيف ” التي يحركوها الجنود .! بدلاً من وجود محركات الدفع البسيطة ” الموتورات ” الملحقة في مؤخرة كل زورق والتي تستخدم حتى في الزوارق المدنية الخفيفة .! ومعلومٌ كم هو الفرق او الفروقات بين السرعة + الوقت بين كلا هذين النوعين من الزوارق ” البدائية والأخرى ذات المحركات ” للوصول الى الحافة الشرقية للقناة , ممّا يجر او يدفع للقول اذا ما استعصى على القيادة المصرية توفير تلكم المحركات , كما وبما يصعب التفكر أنّ ذلك يعود للإقتصاد المصري الضعيف , انما التهيئة لكل مستلزمات الحرب العسكرية والستراتيجية هل يمنعها من توفير تلكُنّ المحركات ,؟! ودونما نفيٍ لوجود الزوارق السريعة والعسكرية في الموجة الأولى للعبور .

   بعيداً كلّ البُعد عن ذلك وعن مجريات تلك الحرب , ففي آخر زيارتين لي الى القاهرة , كنتُ قد طلبتُ من الجهة السياحية ذات العلاقة , تهيئة زيارةٍ لي الى خط بارليف المدمّر ” كواحدة من اجمل الذكريات ” لكنّ تلك الجهة تعذّرت بالقول بأنّ ذلك يتطلب موافقاتٍ أمنيّة صعبة ( علما أنّ الطريق المتجه من غرب القناة الى شرقها مفتوح لحركة المركبات ) واثار ذلك انزعاجي الشديد , حيث بعد انتهاء تلك الحرب في سنة 1973 كانت السلطات المصرية تنظّم سفرات وزيارات مدرسية لطلاب المدارس لمشاهدة الآثار المتبقية المجسمة لخط بارليف هذا , فهل بعد اكثر من خمسين عاماً تتخذ المسألة بعداً امنيّاً لافتاً .!؟

في آخرِ لقاءٍ لي بالسفير المصري في بغداد ” السيد وليد محمد اسماعيل ” وكانَ ذلك اللقاء بالمصادفة , وبعد تبادل اطراف الحديث والتقاء الصور التذكارية ” المنشورة في facebook , ذكرتُ وشكوتُ له عرقلة زيارتي لخط بارليف اثناء تواجدي في القاهرة , لكنّ السفير فسّر او تحجج بذلك الى اعتبارات الوضع الأمني هناك , فقُلت :

< انّ الوضع الأمني مؤمّن بالكامل شرق القناة وما بعدها وحتى في وسط سيناء , وصحيح وجود بعض الأضطرابات المسلحة المحدودة لما يسمى بالأخوان المسلمين في آخر منطقة شمال سيناء , لكنّ ذلك ينعدم كلياً في المنطقة الشرقية لقناة السويس وعلى امتدادها , ابتسم السفير وليد وابلغني بأنه سيزودني بكتاب خاص لزيارة مواقع خط بارليف في ايّ زيارةٍ اخرى الى مصر > .

   ثُمَّ , ليس بعيداً عن تلك الحرب التي اتخذت الطابع القومي , فتبقى مسألة ثغرة الفرسوار تشكّل مثارات الجدل مهما قيل وكُتب عنها .!

ثمّ ايضاً , اذ لم يكن المجال متاحاً ” هنا ” للحديث عن الجبهة السورية , ولا عن دور الجيش العراقي في نع سقوط دمشق , وربما نتطرق لذلك في حلقةٍ اخرى , انما نشير انّ الرئس السوري الجديد احمد الشرع الغى بالأمس العطلة الرسمية ليوم 6 تشرين – اكتوبر في سوريا .! ومتروك التعليق للقرّاء والمتابعين .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات