“كيهان” الإيرانية توجه رسالة .. سيد “ترمب” اسأل “نتانياهو” عن صمود الفلسطينيين

“كيهان” الإيرانية توجه رسالة .. سيد “ترمب” اسأل “نتانياهو” عن صمود الفلسطينيين

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

نحن نعلم أن الشعب الفلسطيني هو مصدر التطورات في “فلسطين”؛ وبخاصة “قطاع غزة”، وإلا لكان التاريخ قد طوى اسم “فلسطين” منذ ثمانين عامًا. على غرار ما حدث خلال القرن الأخير حيث اندثرت العديد من الدول.

لكن الحديث اليوم عن “فلسطين”؛ وإن لم يكن (أكثر احتدامًا) مما كان عليه قبل ثمانين عامًا، فليس أقل بالتأكيد. بحسّب “سعد الله زارعي”؛ في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

خطط “الإبادة” عبر أكثر من مئة سنة..

وقد نزلت أولى موجات هجرة اليهود الأوروبيين أرض “فلسطين” عام 1923م، والآن وبعد مرور أكثر من مئة عام على ذلك، تُطرح الخطط المختلفة لإنهاء دولة “فلسطين”.

وقبل “الثورة الإيرانية” طرحت الدول الراعية للكيان الإسرائيلي في “أوروبا وأميركا” وحتى الدول العربية ومنظمة الأمم نحو: (17) خطة للقضاء على “فلسطين”. و نُشرت بعد انتصار الثورة وحتى الآن؛ حوالي: (25) خطة عن “فلسطين”.

والمؤكد عدم وجود نموذج مشابه بهذا العدد من الخطط، والطريف أن الطرف الفلسطيني لم يكن طرفًا في أيًا من هذه الخطط. وبغض النظر عن عددها فهي تكشف من جهة عن حياة، وفاعلية، وتأثير الطرف الفلسطيني، وتأثير “فلسطين” الفريد من جهة أخرى في التطورات والملفات الدولية.

بين الصمود الفلسطيني وحماقة “ترمب-نتانياهو”..

وأحدثها الخطة المتداولة والمعروفة باسم: “البنود العشرين للسلام الأبدي”، وهي في الواقع خطة نتاج حماقة؛ “دونالد ترمب” و”بنيامين نتانياهو”، المشتركة. والحقيقة أنهما يستحقان بسبب تصرفاتهما الإجرامية، الاتصاف بالحماقة، ولكن هذا القلم هنا لا يرغب في استخدام هذه الكلمة من باب السَّباب، ولكن لأن هذه الخطة سخيفة بالفعل، وأصحابها أغبياء. لماذا ؟

لأن الشعب الفلسطيني عانى على مدار ما يقرب من مئة عام كل صنوف الصعوبات والشدائد لاستعادة أرضه، أكثرها مرارة ما يحدث الآن من “إبادة جماعية” في “غزة”، ورغم أن الشعب الفلسطيني لا يُضاهي العدو في القوة العسكرية، لكنه صامد في مواجهة الحرب وتداعياتها.

كان حصار “قطاع غزة”؛ مدة (21) عامًا، كفيلًا بإخضاع سكان هذه المنطقة الصغيرة؛ حيث خاض سكان القطاع، البالغ عددهم مليونين ونصف نسمة، ثماني حروب غير متكافئة ضد نظام مسلح ووحشي ومدعوم بشكلٍ كامل، ولم يستسلموا رغم الأضرار والإصابات.

وقبل بضعة أشهر فقط؛ كان “ترمب” قد منح (حماس) أسبوعين للاستسلام، لكن التاريخ الفلسطيني الحافل يقول إن هذه التصريحات سخيفة، بل ربما تكون الأكثر سخافة. فقد أظهرت الأمة الفلسطينية على مدار المئة عام الماضية؛ أنها ليست شيئًا قابلًا للتفاوض أو التبادل أو حتى أن تكون ورقة للمفاوضات، بل هي حقيقة مشروعة حية.

مأزق الجيش الإسرائيلي في “غزة”..

في خطتهم المشتركة الغبية؛ دعا “ترمب” و”نتانياهو”؛ العالم بأسره، لحل “حرب غزة”، التي استمرت عامين، لصالح “إسرائيل” وضرر كامل لـ”فلسطين”، مع سعيهما لإخراج الإسرائيليين من قبضة الفلسطينيين والمسلمين والأحرار في العالم بشكل نهائي.

ووفق تعليقات بعض الخبراء؛ فإن هذه الخطة نفسها هي رد فعل على مأزق الجيش الإسرائيلي في “غزة”. منذ حوالي أربعة أشهر، حاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على شمال ووسط “غزة” باستخدام خطة (جدعون-2) لكنه اعترف في النهاية بالفشل واستبدلها بـ (عربات جدعون).

لكن ورغم القصف الوحشي، لم تتمكن “إسرائيل” من تجاوز أطراف مدينة “غزة”. وفي الوقت الذي بدأت فيه أصوات الاعتراف تفوح من داخل الجيش الإسرائيلي، أعلن “ترمب” و”نتانياهو” عن خطتهما للسلام الدائم في “غزة” وتحرير “إسرائيل” نهائيًا من المقاومة في هذا البلد !

خطة لا تحل مشاكل “إسرائيل”..

وحتى الآن تم طرح ست خطط لحل النزاع في “غزة”، لكن لم تحظ بثقة النظام الإسرائيلي، لأنها لم تستطع نفي وجود “فلسطين”، وهذه هي الحقيقة الأساسية: “بقاء فلسطين”، أي مقاومة الفلسطينيين، هو شرط بقاء القضية.

لذلك هذه الخطة لن تحل مشكلة “إسرائيل” باعتراف الإسرائيليين، لأنها لا يمكن أن تؤثر في الوضع الحالي للفلسطينيين. وبالتالي، سيستمر النزاع الحالي، وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تقديم خطة جديدة، سواء كانت (جدعون) أو غيرها، ليواجه الفشل مرة أخرى.

يظن “ترمب” و”نتانياهو” أن بمقدورهم تقديم خطة براقة تهدف إلى كسب الوقت وتحسيّن وضع الجيش الإسرائيلي، الذي فشل في تحقيق أهدافه حتى الآن.

لكن الحقيقة أن التقيّيمات الداخلية في “إسرائيل” و”أميركا” تُشيّر إلى أنه رغم التكلفة الباهظة للحرب على “غزة”، فإنهما يُعانيان من عُزلة شديدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة