“أرسلني موسى لجس الارض وعدت اليه بنبأ على ما كان في قلبي”
الآية 7 الفصل 14 سفر يشوع / التوراة
علمنا أن الذين كشفوا أخطاءنا امام الآخرين، أنهم كانوا لا يريدون الانتظام في الصف الوطني، لكن ما لم يعلمونه هم، أنها الخيانة العظمى، التي توجب الإعدام، حتى في الدول التي ألغت “الاعدام” من دستورها.
المناكفات السياسية، التي يمارسونها، من مواقع، حلوا فيها جراء تواطؤات، غير دستورية، مكنتهم من هامش قرار؛ إستغلوه، في تعطيل العراق عن بناء دولة مؤسسات عسكرية وإقتصادية وأكاديمية واضحة؛ الامر الذي اضطر الحكومات المتعاقبة، الى إجراءات ترقيعية، تحاول تمريرها؛ بالقفز فوق العقبات الكأداء التي يضعونها في طريق التنمية، والعصي التي يدسونها في العجلة للحيلولة، دون دورانها.
“ترقيعات” لم تجدِ في سد إحتياجات المواطن، بل أفقرت شرائح ونسفت طبقات؛ فاستيراد الخضروات؛ دمر الفلاحين، والبترودولار ورصد ريع الكمارك للمحافظات الحدودية؛ أجهز على إقتصاد العراق، نظير تآمرهم، مع جهات دولية يهمها ألا يستقر العراق.
واجهوا وطنهم بصلافة عدو، بعد أن منحوا عصابة “داعش” موطئ قدم، باغت الجيش والشعب، اللذين وجدا أن أحد عشر عاما، تصرمت، متدافعة، بسفح الثروات والدم، من دون ان تؤسس أو تبنِ لبنة في جدار، لا خدمات ولا إقتصاد ولا جيش ولا شرطة، وهذا هو المراد.. يريدون الايحاء بأن الحكومة لا تعمل، في حين هم الذين يمنعون العمل.
إستقدموا “داعش” وإنتهزوها فرصة صارخة، للتشهير بالحكومة، بعد ان سربوا العصابة الى حرمات الوطن: “…أدخلتم كل زناة الارض، ووقفتم تسترقون السمع…”*
من عمق الكارثة.. قلب البركان، وضعوا مطالبهم، أمام قوى أجنبية، يترجونها، الا تتدخل لإنتشال الموصل وكركوك وديالى وتكريت وسامراء من يد “داعش” وقد انشغلوا بحقدهم على العراق الجديد، أن تلك مؤامرة ضد العراق، وأن كل من أسهم فيها يجب ان يعلق.. مشنوقا.. في ساحة التحرير، غير مأسوف على خائن شعبه، مانعا المعونة عنه، في وقت يحتاجها، لتلافي ثغرات هم أسهموا بفتحها، فاغرة فاها أحد عشر عاما مضت، يريدونها تدوم، او تقضي على البلد.
منذ انتصرت إرادة الشعب العراقي، بإقرار الدستور عام 2005 وانتظام الشعب بإنتخابات ديمقراطية، وهم يدسون السم في العسل، متسللين الى العملية السياسية، و… مع الاسف أفلحوا بتخريبها من الداخل، حرامي بيت يتعذر الايقاع به.
ولما استحكمت “داعش” من جزء عزيز من الوطن، إستعطفوا أمريكا، بعدم مساعدة العراق، وذكروا سواها بوعود وإتفاقات؛ كي تعلن فشل الحكومة، التي سعوا الى إحباطها، ثم شهروا بها، ولم يعد أحد يسأل عن أسباب هذا الاحباط في أداء وزارتي نوري المالكي لمهمتهما كسلطة تنفيذية لدورتين.
وظفوا “داعش” في تضبيب الإستحقاق الانتخابي، للمالكي بدورة ثالثة، حسب النتائج المتحققة، التي نضحت من صناديق الاقتراع على ارض واقع السياسة في العراق.
*[email protected]