لم تعد البرامج الرياضية في وقتنا الحالي مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو لتحليل المباريات , او لتقييم مستوى فريق او منتخب معين ، بل تحولت إلى صناعة إعلامية مؤثرة في الرأي العام وصورة الرياضة بشكل عام ، غير أن هذه الصناعة تشهد في بعض القنوات ظهور برامج رياضية هابطة ابتعدت عن أهدافها الأساسية لتغدو ساحة للجدال العقيم ، والإثارة المفتعلة ، والتسقيط الشخصي .
تتميز هذه البرامج دون غيرها بالاثارة غير الايجابية فهي تبحث عن الشو على حساب المعلومة الجيدة فتركز على الصراخ بدلا من التحليل المهني المتوازن , فتحول النقاش الرياضي الى خلافات شخصية بين الضيوف او بين الضيوف والجمهور بعد البرنامج , كما انها تستعين بإناس غير مؤهلين للخروج الاعلامي ويفتقرون الى الثقافة الرياضية العميقة فترى الكثير منهم غير ملتزمين بأخلاقيات الاعلام الرياضي المهني المتمثلة بالدقة والحياد والموضوعية , فبدلا من ابراز القيم النبيلة للرياضة كالروح الرياضية والتنافس الشريف تحضر روح التعصب والانقسام , فيخرج المشاهد بأفكار مشوشة بعيدة عن التحليل العلمي او القراءة الصحيحة للواقع الرياضي .
ان الرياضة رسالة قبل أن تكون منافسة ، والإعلام الرياضي هو المرآة التي تعكس هذه الرسالة , فإذا انحرف عن أهدافه ، أصبح وسيلة لهدم الروح الرياضية ونشر الفوضى , لذلك فإن مواجهة البرامج الرياضية الهابطة مسؤولية جماعية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية والرياضية ، وكذلك على الجمهور التمييز بين الإعلام الهادف والإعلام المبتذل .
ان تفعيل دور الرقابة الاعلامية من قبل المؤسسات الرسمية امر في غاية الاهمية لأن الوضع الحالي يستحق وقفة حقيقية من قبل المعنيين فلا وجود لنقاش اعلامي رياضي في الكثير من البرامج الرياضية في الفضائيات العراقية فهذه الحلقات لا تبحث عن الحقيقة بل همها الاستهداف الشخصي للأشخاص وقبل ان تكون ناقدة بمهنية تنجرف الى خانة التسقيط والتجريح وهذا يؤثر على ذائقة المتابع الى حد كبير كما انه لا يساهم في البناء لأنه اداة للتهديم !
بعض الاعلاميين المصابين بهذه العلة عليهم مراجعة انفسهم فالتاريخ لا يرحم وان الجمهور الرياضي اصبح واعيا ويميز بين الصالح والطالح , والقنوات التي تحتضن هؤلاء عليها ان تتدارك الخطر فإن نجحت في جمع عدد كبير من المتابعين لهؤلاء الاعلاميين في الوقت الحالي ففي المستقبل ستخسر الكثير , المؤسسات الاعلامية في البلد تتحمل مسؤولية مضاعفة حول تبعات هذا الموضوع وعليها اخذ دورها بشكل حقيقي بَناء لأن بعض البرامج الرياضية اصبحت تمثل محتوى هابط بكل ما تعنيه الكلمة من معنى … والختام سلام .