24 ديسمبر، 2024 5:27 ص

ليلة القبض على المالكي.!

ليلة القبض على المالكي.!

تأثرنا كثيراً بالدراما المصرية, وما فيها من فكرة؛ تعالج موضوعاً مهماً,  تراجيدياً, وتسلسلاً جميلاً للأحداث, يمر به المجتمع المصري أو العربي, ويتم عرضها على الشاشة الصغيرة, بشكل مسلسل, أو فلم سينمائي, فتصبح حديثاً للناس, فيخفت بريقها, بعد إنتاج عملٍ ثانٍ يتصدر الأضواء.
أما الدراما التي تمر على العراق وما تحمله من أحداث أصبحت اليوم حديث الساعة استطاعت وبكل قوة أن تسرق الأنظار من المشهد السوري وقد لعبت بطولتها (داعش) أيضاً.
تفوقُ داعش, على الأفلام الأمريكية, والهندية, والمصرية, بصنع الأكشن, ليس في كونها خدعاً سينمائية, بل مشاهد حقيقة بشعة؛ تدل على حقارة المنتجين والداعمين, من قطر والسعودية, لمثل هذه الإعمال الدرامية المجرمة, ليذهب ضحيتها الأبرياء, والتاريخ لا يرحم, سيكتب كل شيء, دون النظر إلى الحجم, أو الاسم, فجميع الناس متساوون, كأسنان المشط, حتى يدون في صفحاته, مستذكراً بالمدح, أو الذم.
أفلام الرعب الأمريكية, احتلت الصدارة, وحصدت جوائز (أوسكار), وكلفت الكثير من المال؛ والجهد, والتفكير, باختيار المَشَاهد, التي تقنع المُشاهِد بحقيقة وقوعها, اليوم نجدها تقف عاجزة, خجلة, أمام بشاعة المظاهر الداعشية الحقيقية, التي تصدرت صفحات (الفيس بوك), لاسيما لحظات القتل, من (ذبح – قطع رؤوس – حرق – مشاهد اغتصاب), والطامة الكبرى, كتبت السيناريوهات باسم الدين والجهاد!.
 هؤلاء الأمراء المتعطشون للدماء, العابثون, أصحاب الكروش, عاشقو العروش؛ ينفقون ملايين الدولارات, انصياعاً لصوت الشيطان, الذي يعشش في عقولهم الفارغة, وهي لا تعرف غير الانتقام؛ والحقد الأزلي, وهدم الحضارات, التي أثبتت وجودها لعراقتها, باحثين عن المبرر لأفعالهم الدنيئة, لكونهم يعملون على أن تعيش الشعوب الأصيلة, بلا هدف أو غاية.
الدواعش, صناعة خليجية يهودية بامتياز, آكلو لحوم البشر, جاءوا من كل بقاع العالم؛ ليقدموا لنا أبشع صورة للقتل, والتشريد, مدعين الإسلام, مشوهين صورته السمحاء.
منحرفو العقول, الساعون لتقسيم البلدان, وإثارة النعرات؛ من أجل الوصول لأهدافهم, يستغلون اختلافنا بالرأي, على إنه خلاف في المبدأ, لا يدركون أننا نختلف من اجل العراق, ولا نختلف على العراق؛ تأخذهم تصوراتهم الواهمة, والزائفة, بأن المشاهد الأخيرة, لفلم (ليلة القبض على المالكي), باتت في متناول اليد!.