داعش ليس وهماً، ولا ضرباً من الخيال ولاحلما مخدراً ولاكذبة نيسان ،داعش حقيقة وواقع ثقيل على كهول العراقيين، قبل ايام قلائل تصفحت اخبارا ً أمنية قديمة نشرت في صحف ووكالات محلية عام 2010، كان الحديث الامني وقتها يتحدث عن تفجير سيارات وعبوات واغتيالات، لم تكن المجاميع الارهابية مثل داعش وغيرها تفكر في مسك الارض والسيطرة على بعض المناطق المهمة في العراق .
خلال عامين فقط تكاثرت داعش وتزايدت مثل تكاثر الحيتان، وتحولت من مجاميع متنقلة إلى مجاميع تمسك الارض وتحكمها لاسيما في المناطق التي يسكن فيها من يحتضن داعش أو على اقل تقدير يتبنى فكرها المتطرف، تسقط داعش في الانبار والموصل وصلاح الدين وبغداد وواسط وبابل من السماء ولم تنبت من الارض، بل وجدت من يرعاها وينميها ويدعمها بلا حدود، في البلدان المتقدمة التي تتعرض للازمات امنية و يُديرها سياسيون يحترمون شعوبهم تذوب جميع الخلافات ويشكلون غرفة عمليات موحدة لتوحيد الروئ والتصريحات الاعلامية ويصبح الحديث عن المناصب والمغانم خارج النص السياسي وتكثف الجهود على كيفية ازالة الخطر الامني.
قد يكون الامر صعباً للغاية بسبب حداثة التجربة الديمقراطية في العراق مقارنة بتجارب العالم الديمقراطية،لكن يمكن أن نتخلص من الهم الداعشي لو طبقنا بعض من المحاور ادناه :-
1- الاتفاق على دعم تسليح القوات الامنية سياسياً بلا قيد ولا شرط .
2- مصالحة سياسية حقيقية تبتعد عن المؤتمرات والكلمات الرنانة والتقبيل والاحضان الخداعة.
3- البدء بمرحلة جديدة في مكافحة التطرف الديني في المساجد والمناهج الدراسية.
4- إعادة النظر بالقرارات القديمة التي يتخيل البعض أنها تستهدف مكونات أو مذاهب معينة .
5- الابتعاد عن الخطط الامنية التقليدية وتوسيع العمل بالنظام المعلوماتي في ملاحقة جيوب داعش وحواضنها .
6- التفكير جديا في حماية الحدود ومنع تدفق عناصر داعش الارهابية فلا يعقل مرور اكثر من عشرة سنوات والحدود مفتوحة لكل من هب ودب .
7- تسريع محاكمة المتورطين بالعمليات الارهابية وعدم التهاون مع كل من يحاول ان يقتل الابرياء تحت اي مظلة كانت.
8- محاسبة القادة الامنين المقصرين في اداء واجباتهم ومحاربة الفساد في المؤسسات الامنية تشابه محاربة الدواعش.
9- مواجهة الاشاعات والاخبار الكاذبة باخبار صادقة وواقعية من قلب الحدث.
بهذه المحاور ومحاور اخرى يمكن أن نتخلص من داعش ويمكن لنا أن نقول ..داعش زق ورق.