خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
“إسرائيل” حاليًا في موقف يدفعها للقلق حيال مستقبل “غزة”، والسبب الرئيس هو انعدام قدرة جنود الكيان على الاستمرار في الحرب بهذه المنطقة. بحسّب ما استهل “جعفر قناد باشي”؛ خبير الشأن الدولي، تحليله المنشور بصحيفة (تجارت) الإيرانية.
وفي هذا الصدّد؛ أعلنت “مصر” أنها ستقوم بتدريب نحو خمسة آلاف فلسطيني، ضمن دورات تدريبية تُركز على حفظ الأمن في “غزة” بعد انتهاء الحرب الحالية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات والغموض.
أسئلة بلا إجابة ورسالة واحدة..
كيف اختارت “مصر” هذا العدد؛ ومن أي معبر سوف يدخلون إلى “مصر” ؟.. وهي جزء من الأسئلة التي لم تجد إجابات فيما يتعلق بمقترح “القاهرة” الأمني بالنسبة لـ”قطاع غزة”.
بعبارة أخرى؛ الإشكالية الرئيسة ما هي دوافع هذه الخطوة ؟.. في غضون ذلك، يُجدّر الانتباه إلى أن “مصر” لا تمتلك القدرة على تدريب هذا العدد من الأفراد، لكن النقطة الأهم بخصوص هذا المشروع المُعلن، ادعاء اختيار جميع هؤلاء الأفراد من الفلسطينيين، مما يدَّل على أنهم يُدركون جيدًا أنه لا يمكن لأي قوة أجنبية أن تتمركز في “غزة” وتتولى مهمة تأمين هذه المنطقة.
سعي الحكومة المصرية الدائم لتجميل صورتها..
إلى أي حد يبدو أن المقترح المصري بالنسبة لـ”قطاع غزة” سيُفضّي إلى نتائج إيجابية؛ الأمر لا يزال غامضًا وتُجدّر الإشارة إلى أن الفضاء الاجتماعي، وكذلك الرأي العام المصري يُعارض “إسرائيل” تمامًا، ولذلك سيكون على الحكومة المصرية أن تُراعي الالتزام بالخطوط الحمراء والانفصال عن “إسرائيل” في موقفها تجاه ملف “غزة” و”القضية الفلسطينية”.
وهذه القضية دفعت الحكومة المصرية إلى التفكير في القيام برد فعل إيجابي بطرح مثل هذه المشاريع، والمحافظة على صورتها بشأن الدفاع عن “فلسطين” وإدانة العمليات الإسرائيلية؛ بحيث تقدم في النهاية صورة إيجابية عن أدائها.
وتسعى “مصر”؛ من خلال تقديم مثل هذا المشروع، إلى رسم سيناريو متعدَّد الأوجه بهدف إنشاء قوة منفذَّة خارج إطار تشكيلات “السلطة الفلسطينية”.
ومع كل هذه التفسيرات والغموض، تحرص “إسرائيل”، كما في السابق، على عدم استفزاز المصريين وحتى الأردنيين فيما يخص ملف “غزة وفلسطين”؛ لأنها تدَّرك جيدًا أن مشاعر الرأي العام في “مصر والأردن” ليست كغيرها في باقي دول المنطقة، وتشعر بالخطر من هذه الناحية، لذا تلتزم بهذا الخط الأحمر.
ومن بين النقاط الغامضة في الخطة المصرية المطروحة، مسألة توجهات العناصر الذين قيل إنهم سيخضعون لدورات تدريبية؛ فعلى سبيل المثال، لا يُعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص من “غزة” أم من “الضفة الغربية”، كذلك من غير الواضح إلى أي تيار أو فصيل ينتمون إيديولوجيًا وفكريًا.