لااحد يمكن ان ينكر دور الاحزاب الكرديه وبعض الاحزاب الشيعيه التي دعت الى تقسيم العراق الى فيدراليات بحجة القوميه والمذهب الامر الذي رفضه الساسه السنه والكثير من الساسه الشيعه في بداية الامر.. حتى اوصلنا المطالبون بالفيدراليات والتقسيم وفق خطط اعدت سلفا الى ماوصلنا اليه اليوم بعد الفتن والعذابات والقتل على الهويه والإنتحاريون والسيارات المفخخه الى قناعه تفيد بأن العراق غير قابل للحياة دون اقاليم او فيدراليات او حتى انفصال بعض اجزائه..
بالطبع لايمكن ان نلوم العراقي البسيط الذي فقد مافقد من الأهل والاحبه في تفجيرات معده سلفا من قبل كل من دعى الى التقسيم من قبل.
ولايمكن القاء اللوم على الذي لم يجد ساعه واحد هادئه في العراق منذ 11 عاما دون ان يطالب بتمزيق العراق الذي اعتبره البعض لعنه من اللعنات التي لابد ان تنتهي بإنتهاء اجله..
ولکن کل هذا یندرج تحت مسمى غسيل الأدمغه..
العراقيون تعرضوا الى غسيل ادمغه مبرمج وعلى اعلى مستوى..فالذي حصل من خوف ورعب غير مسبوقين جعلا من العراقي لايفكر في شيئ سوى بسلامته وسلامة اهله وعائلته.. وهذا احساس طبيعي لايمكن ان يُلام العراقي البسيط عليه.
فالاحزاب التي طالبت بالفيدراليه والتقسيم فعلت مابوسعها لجعل العراقيين يرضخون للأمر الواقع ويجدوا وطنا يرفض وجودهم بل ويقتلهم على انتمائهم المذهبي والقومي… فما الفائده من وجود هكذا وطن؟؟ وهذه هي الفكره التي يراد من العراقي ان يتبناها.. وقد تبناها الكثير اليوم..
فكلنا يعرف تمام المعرفه انه في حال انسجام الساسه الشيعه والكرد والسنه فإن العراق يعيش ايامه سعيدا دون مفخخات وتفجيرات وقتل على الهويه .. وحين يختلفون .. تشتغل رحمة الله…
اذن نحن جميعا نعرف ان هؤلاء الساسه هم اساس البلاء ولكننا نتبعهم رغما عنا وكإن لهم في عقولنا سحرا لايقاوم..
اليوم وبعد فيدراليه كردستان اخذ بعض الشيعه يطالبون بالفيدراليه التي اختلفوا كثيرا عليها .. فمنهم يقول فيدراليه البصره , والبعض يقول فيدراليه المحافظات الثلاث, العماره والناصريه والبصره,ومنهم من يقول فيدراليه الفرات الأوسط ,واخيرا من يقول فيدراليه الوسط والجنوب او اقليم سومر والتي يطالبون فيها الأراضي من سامراء الى البصره.. وهنا اصبح من الواضح انهم يطالبون بفيدراليه طائفيه..بإعتبار ان هذه الفيدراليه تضم كل الأراضي التي تضم مراقد ال البيت العظام الذين يقدسهم الشيعه الإثني عشريه..
ولكن هذه الفيدراليه فاشله لأنها اولا لااساس لما يقولون به في ان تلك الأراضي انما تاريخيا هي اقليم سومر .. فسومر لم تكن تضم بغداد اصلا التي لم تخلق حينها بعد ولا واسط ولا الديوانيه ولا النجف ولاكربلاء ولاغيرها من المدن الشيعيه اليوم .. بل كانت سومر في اور في الناصريه اليوم مع امتداد بضعة كيلومترات الى الشمال والجنوب..
ثانيا هذه الأراضي التي يريد بعض الشيعه اعلانها اقليما طائفيا تضم ملايين السنه سواء في بغداد او البصره او غيرها من المحافظات, فكيف يرضى السنه بحكم الشيعه في هذه الظروف خصوصا؟؟
ناهيك طبعا عما يحصل اليوم من مشادات بين المحافظات الجنوبيه التي يستكثر البعض من المحافظات الغنيه في منح بعض المساعدات للمحافظات الفقيره كالديوانيه والسماوه مثلا؟؟
اما اقليم السنه المفترض والذي اعلن عنه فقط قبل سنه او سنتين فإنه امر مضحك في انهم لازالوا غير متفقين على الأراضي والمدن التي ستكون ضمن الإقليم.. فبعض الساسه يريد اقليم نينوى فقط..والبعض يريد اقليم السنه ان يتكون من الموصل والانبار وديالى وصلاح الدين وبغداد.. والبعض اكتفى بالأنبار, ولكن التداخلات في تلك المدن مع اراضي اقليم كردستان وكذلك مع الأقليم الشيعي المفترض يجعل من اقامة هذه الفيدراليات امرا في غاية الصعوبه.. اي امرا يجعل الامر اكثر تعقيدا وقد يجرنا الى حرب اطول من حرب البسوس..
وان ابتعدنا قليلا عن الحيتان الكبرى الثلاث الشيعه والسنه والكرد ونتجه الى بقية المكونات التي لم تحصل من هذه الحيتان لاعلى الفتات ولا على لقمه يشعرون من خلالها انهم عراقيون ..فاليوم اصبح البعض من الفيليه يطالبون بفيدراليه خاصه بهم يبداون منها بالمناطق التي تقطنها اغلبيه فيليه في العراق للخلاص من هيمنة الكرد والشيعه اللذين لم يقدما للفيليه ماهو في صالحهم بل تاجرا بقضيتهم ولما ربحا في التجاره تم ركنهم على الرف..
وهنا نتسائل هل يحق للفيليه ان ينشئوا اقليما خاصا بهم؟؟
انا اعتقد ان الفيليه لهم الحق كمكون عراقي ان يكون لهم فيدراليه كما لغيرهم .. هذا اذا قبلنا اساسا بمبدأ الفيدراليه والتقسيمات التي يدعون اليها.
ولكن الاراضي التي يطالبون بها هي اصلا نفس الأراضي التي قسم منها يطالب به اقليم كردستان وبعضها يعتبره الشيعه اراضي تابعه لأقليم سومر المفترض..اذن نزاع وخلاف جديد نحن في غنى عنه سينشأ جراء ذلك..
وبعد الفيليه نتجه صوب الآشوريون..
الآشوريون اليوم يطالبون بإقليم اشور او سهل نينوى..
ولم لا.. هذا السهل الذي هو اقل مايمكن ان يكون موطنا لهم , بل هو اقل بكثير من الاراضي التي كانت تاريخيا اشوريه بحته..
فالآشوريون تعرضوا الى التهميش من قبل الحكومه المتمثله بالشيعه والكرد والسنه ولم يلقوا اهتماما يذكر.. بل ان الهجمات التي طالت العراقيين انما طالتهم ايضا في عقر دارهم…
ولكن هناك مشكله في ذلك.. فألأراضي التي يطالبون بها انما يدعي الكرد انها اراضي كرديه .. وهنا سنقع في مشكله النزاع والإختلاف الذي سيحصل جراء مطالبة الآشوريون بتلك الاراضي خصوصا انهم اوصلوا مطالبهم للأتحاد الأوربي وهناك اليوم من يستمع الى قضيتهم..
اي ان نزاعا اخر في طريقه للإندلاع..
واذا انتقلنا الى الاخوه اليزيديين لوجدنا انهم ايضا لهم الحق في ادارة مناطقهم.. فهم لهم عاداتهم ومعتقدهم الخاص واراضيهم التاريخيه ومن حقهم المطالبه بتلك الأراضي التي هي ايضا اراضي تتداخل معها مطالب الإقليم الكردي واقليم السنه المفترض في مايسمونه حقوقا تاريخيه, فهذا يقول عربيه والأخر يقول كرديه..
اما القوميه التركمانيه فإن اراضيها المعلومه انما جعلت من الامر اكثر تعقيدا بدلا من ان يكون اكثر بساطه.
فتلعفر مثلا وطوزخورماتو وبعض مناطق كركوك هي مناطق تركمانيه بحته الا ان الكرد يعتبروها اراضي كرديه..فتلعفر حقيقة يريد الكرد السيطره عليها لأنها المعبر الى سنجار .. ولولا وقوعها بين الإقليم وسنجار لما اصبحا جزءا تاريخيا من كردستان الكبرى كما يقولون..
وهنا النزاع لن ينتهي بسبب ان تلك الأراضي تمثل احيانا معبرا لمناطق اخرى لايمكن القفز اليها الا بضم الأراضي التي تسبقها..ولأن قدس اقداس الكرد النفطيه لن يتم التخلي عنها لأحد من قبل اي طرف.
فالحكومه المركزيه لاتعطيها للكرد..والسنه يعتبرونها عربيه.. والتركمان يقولون عنها تركمانيه .. والكرد طبعا يعتبرونها قدس الاقداس..
ولكن هنا نقطه يجب الإشاره اليها في هذا الموضوع وهي ان اقليم الشيعه المفترض لايمكن ان يقفز في الهواء ليضم تلعفر وطوزخورماتو.. لذلك تبرعوا بتلك المناطق الشيعيه عن طيب خاطر لمن يأخذها من الكرد او التركمان او حتى العرب السنه..
اما الشبك تلك الفئه المسالمه التي لم يذكرها احد يوما سوى بالتفجيرات فإن لها الحق في ارضها في اقليم او فيدراليه خاصه بها هي ايضا.
ولكن الكارثه في ان الكرد كالعاده يطالبون بأراضي الشبك فهم يعتبرون الشبك كردا بالرغم من ادعاء الشبك بغير ذلك.. ولا اعتقد ان هناك نزاعا مسلحا ينشب بين الطرفين .. فالشبك المسالمون لايمكن لهم خوض نزاعا مسلحا.. وقد اوكلوا امرهم الى الله في دعوات لاادري ان كانت مستجابه في ان تلين قلوب الفئات القويه على الفئات الضعيفه.. وانا العبد الفقير لله اشك في ذلك..