من الممكن ومن المتاح قراءة العنوان اعلاه بِ ( ضمّ حرف النون , كما وضع علامة الفتحة على هذا الحرف ايضا لأيٍّ من معانٍ مستنبطة ) , كما ليس مستبعداً بل وارداً قراءة كلتا الحركتين او العلامتين معاً .!, < علماً ووفق “علم المنطق ” : فالنُخَبْ ممكن ان تمسى صالحة او تضحى فاسدة > , فالمجمل المختزل لقياس ومقاسات ما يجري فإنما يعود ويعتكزالى خلفية وماهيّة هذه الأنتخابات المقبلة .. لاشكّ أنّ هذه الأنتخابات غيرمقدّسة بأيّ شكلٍ من الأشكال ولا حتى بأقلّ من ذلك .
هنالك عناصر تُعتبر ستراتيجية وتفرض نفسها مبكّرا فقبل الشروع او الوصول الى موعد الإنتخابات وما قد يحصل من تحصيلِ حاصلٍ او سواه قبل حلول موعدها
فاْولى هذهنّ العناصر تتمحور وتدور بكلّ الإتجاهات المتقابلة والمتعاكسة : – لماذا استبعدت مفوضية الأنتخابات الموقّرة ما يصل الى 627 مرشّح الى غاية يوم 24 \ 8 الفائت , بينما لم يجرِ استبعادهم في الدورات الأنتخابية السابقة , والعديد منهم كانوا يشغلون مواقع متقدمة في الدولة كوزراء ووكلاء وزارة ومحافظين وحتى قادة عسكريين خلال السنوات التي مضت .!؟
ثمّ , مجازاً وافتراضيّاً ” ضمن الممكنات المستحيلة والإستحالات الممكنة ” فلو يجري استبدال كافة اعضاء مفوضية الأنتخابات الحاليين بغيرهم من القضاة والمتخصصين مهنياً في هذا الشأن , فهل سيجري الإبقاء على استبعاد هؤلاء المستبعدين من الترشيح .!؟ , وبرغم من أنّ الإجابة على هذا التساؤل تكاد تجيب عن نفسها ضمنياً وغير ضمنيٍ لدى رؤى الجمهور او المتلقّي بالنفي المتوقع والمنتظر, فالعملية الإنتخابية هذه غدت كشرٍّ لابدّ منه وعلى مضض , فلا يمكن تأجيلها ولا الإبقاء على الوضع السياسي الحالي كما هو , فكلّ من الحالتين أشدّ مرارةً من الآخر , والجمهور العراقي كأنّه مأسورٌ خلف قضبان الإنتخابات , والقضبان اضحت متصدئة منذ عام 2003 , ولا تترآى في الأفق ايّ حلولٍ إلا في الأحلام وضمن المدى المنظور .!
ما يضاعف من تعقيدات هذه المعضلة الأنتخابية أنّ : –
غالبية المجتمع العراقي تتّسم وتتصف بالحالة العلمانية غير المنفصلة عن المتطلبات العبادية والدينية , بجانب وجود بعض الشرائح من دياناتٍ اخرى , ثمّ ثمة ثيمةٍ اخرى من قارورة هذه التعقيدات المعتّقة , فعملية الأنتخابات ليست سوى ترسيخ وتجذير لحكم احزاب الأسلام السياسي او الحالة الثيوقراطية Theocracy – – والتي لم تستطع ولا تريد هذه الأحزاب من توحيد انفسها الى تنظيمٍ واحد , ومؤدّى ذلك الى اعتباراتٍ شديدة الخصوصية ” ومن غير المتاح التعرّض لذلك عبر الكلمات والأسطر , وربما همساً فقط .!
هكذا تمسى سمفونية تبادل الأنخاب في دراما الأنتخابات , مهما استهلكت وتهشّمت فناجين القهوة والشاي وسواها من الأقداح الأخريات نخب الواقع المرّ الآني , والذي هو مؤقت مهما طال واستطال .!